ماذا لو أن الدولة انتبهت لما يجري ...
الشريط الإخباري :
زهير العزه
ماذا يمكن ان يحدث لو ان الدولة بأجهزتها انتبهت لما يجري في البلاد؟ ماذا لو قرر صناع القرار أن يعودوا اردنيين بعدما ابتعدوا كثيراً عن واقع الناس واحوالهم ؟ ماذا لو قرر هؤلاء ان تكون مصلحة الاردن والاردنيين هي بوصلة عملهم وغاية اهتمامهم ؟ ماذا لو قرروا أن يتحولوا من موظفين غايتهم جيوبهم الى رجال دولة غايتهم الوطن؟ ماذا لو قرروا أن يحولوا اجسادهم من حجم ما يعطيهم ظلهم في الشمس ، الى قامات قادة بحجم الاردن؟ ماذا لو ساهموا في تحديد استراتيجية تنقذ البلاد والعباد من خلال تقديم رؤية لحل مشاكل البلد الاقتصادية ، وكان من اولوياتهم اعادة الاموال التي استولوا عليها من دون وجه حق ؟ وماذا لو اعاد العديد منهم ما حصلت عليه شركاتهم من اموال بند الاوامر التغييرية ؟ ماذا لواعترفوا ان الاردن هو البلد النهائي لهم ولا مناص من الاحتماء بظله بدلاً من الاحتماء بالجنسيات التي حصلوا عليها في بلاد الله الواسعة؟
ماذا لو أن من تولّوا المناصب عملوا على تفكيك دويلاتهم التي ركبوها من خلال المحاصصة " والمنافعة" واخذوا ما لايستحقون من اموال ومناصب الدولة ؟ ماذا لو وافقوا على أن يرَوا العالم من منظار اردني لا من منظار امريكي او من منظار غربي ؟ ماذا لو قرروا أن يساهموا في إقفال شبابيك أزمات الاردن كلها ؟ ماذا لو قرروا رفع الصوت أو اليد بوجه المحتل الصهيوني ومن يقف خلفه ، وطالبوا بحق عودة المهجّرين الفلسطينيين الى فلسطين؟ ماذا لو قرروا سماع آهات الآباء والامهات المتحسرين على الأطفال مع ارتفاع اقساط المدارس الخاصة ، وعجز او تراجع اداء المدارس الحكومية ، وايضاً سماع صوت المراهقين الذين بدأوا يعيشون حالة القلق على مستقبلهم خاصة بعد ظهور نتائج الثانوية العامة ؟ ماذا لو سمح لهؤلاء بالعيش عيشة كريمة في المدرسة والجامعة بدلاً من الدخول في تابوت القلق ؟ ماذا لو تذكروا أن المقامات العليا هي الوطن والشعب وأن ما يعانيه من ارتفاع الاسعار قد "هدّ حيله وحيل أسرته "؟ ماذا لو قرر هؤلاء الإنحياز إلى المواطن بدلاً من الإنحياز للبنوك ، والى المواطن بدلا من الانحياز الى تجار الأزمات ؟ ماذا لو قرر هؤلاء البحث عن بدائل لرفع نسب الضريبة او رفع اسعار المشتقات النفطية ؟ ، ماذا لو قرر هؤلاء أن الحياة لا يمكن أن تستمر بدون ديمقراطية حقيقية وبدون مشاركة المواطن في صناعة القرار بشكلٍ صحيح ؟
ماذا لو؟................... اعتقد اننا سنصبح على وطن اجمل وسنعيش كغيرنا من الشعوب التي يحدّثنا عنها اولياء الامر حيث تحلم تلك الشعوب المتطورة بحياة جميلة ، فيما نحن نحلم بالابتعاد عن العوز والخوف من المستقبل ، نحلم بالعدل بين ابناء الوطن ، نحلم بقرارات جريئة توقف الفاسدين وتعيد الاموال المنهوبة ، نحلم بوطن خال من التعاسة..! .................
تلك هي بعض الاسئلة.. وهي هواجس أردنية لكل أسرة اردنية .. لكن الارجح أن لا أحد يستجيب ، لأن في باطن كل واحد من الراكبين على اكتاف الوطن والمواطن هواجس ومطامع تختلف بحسب المصلحة "والتنفيعة "التي تغصّ بها حلوقهم ......ونتيجتها واحدة اننا سنستمر في المعاناة حتى يدرك هؤلاء أن الاردن أكبر منهم جميعاً ........ ولذلك نطرح السؤال بوجه كل من يعنيه الامر ونقول ماذا لو أن الدولة انتبهت لما يجري؟
