فلان انتحر وهو من اهل النار

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

خالد الخريشا
نسمع بين الحين والأخر خبرأ مفاده ان فلان انتحر او فلانه انتحرت ، وقبل ان تكتمل التحقيقات يبدأ الشارع الاردني الذي هو جزء من الشارع العربي باطلاق التكهنات حول هذا الحدث او ذاك .
جزء من المواطنين يقول هذا انتحار وصاحبه او صاحبته في النار ، لا ادري من الذي  يدخل الناس في الجنة والنار نحن ام الله .
ما  ‏سأني وزاد من اشمئزازي ودعاني لكتابة هذا المقال هو خبر وقوع الطبيبه من فوق سطح المستشفى يوم امس او قبله،  وبادر كثير من المواطنين لاطلاق الاشاعات والتكهنات قبل اكتمال التحقيقات ،ومنهم من قال انها انتحرت وهي من اهل النار ، بالنسبة لي شخصيآ  هو انها وقعت من سطح المستشفى ليس اكثر من ذلك ، كيف وقعت هذا ليس من اختصاصي بل من اختصاص الطب الشرعي والبحث الجنائي ، انا لا اطلق كلمة انتحار فهي كلمة كبيره وسوف نحاسب عليها وعلى نتائجها وعلى قولنا انها من اهل النار .
ليس هذا فحسب ، كثير من الاخبار والاشاعات تطلق دون التحقق منها ، فعلى سبيل المثال في حياتنا اليوميه نسمع قول ما من شخص ضد شخص ما ، ناخذ القول على انه منزل ومصدق ، بينما في الحقيقه ان فلان يكره فلان ويريد تشويه سمعته ، وخلال فتره زمنيه ينتقل القول من شخص الى اخر ويتعامل الكل على انه حقيقه .
الاتهامات نوعان ، نوع القصد منه الذم والقدح مثل ان يقول شخص رأيت فلان في حالة سكر او او رايته يتعاطى المخدرات ، وهو في الحقيقه ليس كذلك ، ياخذها متلقي الخبر وينشرها دون التاكد من ذلك .
النوع الثاني ما يدخل ضمن الجرائم سواء كانت ماديه او اخلاقيه او دينيه ، وهنا تكمن خطورة  النقل بالنسبة للمتلقي ، فهده الانواع من المستحيل تصديقها فقط لانك مجرد سمعتها من شخص ما ، اذ لابد من قيام المتضرر فيها بتقديم شكوى رسميه وتحقيق وصدور حكم فيها، واذا لم يحصل فالموضوع برمته كذبه اطلقت من شخص وانتشرت مثل النار في الهشيم .
وخلاصة الامر ان كل شخص  يسمع وينقل سوف يحاسبه الله يوم القيامة حسابآ شديدآ وسوف يساله الله ( هل رايت بأم عينك ) وسيقول لا ياربي بل سمعت .
هنا سوف يأمر الله الملائكه ويقول لهم ( خذوه وفي نار جهنم فغلوه )
وكثير من الناس سوف يدخلون نار جهنم ولو كانوا من المصلين نتيجة  حصاد السنتهم .
افلا ترتدعون قبل مجبئ الموت ، يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون .
اصلاح امة ليس بالامر السهل فهو يحتاج الى جهد جماعي وتدخل الدوله في تغيير انماط وسلوك المواطنين عبر التعليم والارشاد الصحيح ( وهذا مغيب وغير متوفر حاليآ ) .
والاباء الذين تقع عليهم المسؤولية لا يبادرون في اصلاح أبنائهم بل ينصب جل اهتمامهم في توفير الطعام والشراب والملبس والرفاهية الماديه .
وتلك هي الطامة الكبرى .
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences