التنوع والتعددية الأردنية
الشريط الإخباري :
يتميز الأردن أنه بلد التنوع والتعددية: القومية، الدينية، المذهبية، الفكرية والسياسية، هي مصدر قوة، يجب أن تكون، حيث فشلت كل محاولات التفتيت والتمزيق والفتنة، من طرف كل متطرف ضيق الأفق، ومن طرف كل مدعي أنه أكثر وطنية أو قومية أو تديناً من الآخر، ومن أطراف إقليمية ودولية تآمرت وحاولت، كلها سقطت أمام عتبة وحدتنا وتماسكنا وكرامة بلدنا، وجميعاً بلا اسثتناء تحملنا الوجع معاً، ومواجهة التحديات معاً، حتى في ذروة خلافاتنا، وأحداث كادت تعصف بنا، ولكن الأردن الموحد القوي المتماسك انتصر دائماً.
أردن التنوع والتعددية هذا، أفرز الفرح وتمسك به، وعبر عنه، في الأدب والثقافة والغناء والرقص، وبكافة أنواع الإبداع، وفي طليعتها مهرجانات الثقافة التعددية: من جرش إلى الفحيص، ومهرجانات الشركس، وفرق الحنونه ومعان وغيرهم.
مهرجان جرش أدى دوره، كعطاء وعمل وبرمجة رسمية من قبل الحكومة ووزارة ثقافتها واتحادات الكتاب والفنانين وإبداعاتهم.
ولكن مهرجان الفحيص المتفوق، لم يبرز ولم يتفوق على حساب أحد، بل بجهد وعرق متطوعيه، وناديه ولجانه الثقافية، وعليه أن يستمر باسم الفحيص والفحيص فقط، بلد التعددية من المسيحيين والمسلمين، من الأردنيين والفلسطينيين، من الحضر والفلاحين، هذه هي الفحيص بنكهتها واستعداد ذواتها ورموزهم وطليعتهم أيمن السماوي المتطوع منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وفريقه، الذي يستحق ويستحقون وسام التقدير من أعلى المستويات، وتغطية من قبل الحكومة وما يحتاجون، إضافة إلى تبرع مؤسسات القطاع الخاص التي لها كل الشكر والتقدير على مبادراتها في دعم مهرجان الفحيص.
ستبقى الفحيص اسما وطنيا، دوافعه قومية لعله يصل إلى العالمية بأسماء الأردنيين وحضورهم من فوز شقير إلى ينال المصري اللذين تفوقا مع آخرين، وبما يستحقون.
ونادي الجيل الشركسي وفرقته المتميزة واحتفالهم بمرور 60 عاماً على التأسيس، بما لا يقل عن الفحيص ومعايير التطوع لديهما، حيث حفل النادي وشخصيات وازنة احتفالات شركسية تستحق المباهاة بالعادات والتقاليد الشركسية وأداء الفرقة وعميدها الذي تم تكريمه نديم ماط قشحة، وغناء المبدعة بارينا أباظة، والعازف المتفوق إبراهيم شوباش، مع فرق تم استضافتهم من خارج الأردن.
إبداعات متنوعة، من شعبنا التعددي، وتفوق عطاءاته، بالفن والثقافة والإبداع الحضاري، مما يتطلب المزيد من الاهتمام، خاصة من قبل الإعلام ليعرف كل أبناء شعبنا عما تكنزه مكوناته لنقف معاً، نعيش معاً، نقهر الحزن والوجع ونمسك بالحياة التي تستحق أن نعيشها كما يجب.
التقدير لكل الأردنيين المبدعين مرفوعي الرأس من أهل جرش والفحيص والشركس على امتداد الأردن وتنوعاته من الرمثا حتى العقبة مروراً بكل الأرياف والبوادي والمخيمات، بوحدة وتماسك وشراكة.