الكرسي ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
   المحامي معن عبداللطيف العواملة 

بالأمس،  كنت بجوله  في وادي صقره من أجل تجديد أثاث مكتبي و شراء كراسي جديدة . فوجدت بالسوق ان الكراسي انواع ، كراسي فخمه و واسعه و مريحه و تسمى كرسي مدير، و هناك كرسي مساعد، و هناك كراسي انتظار . وقد علمت من صاحب المحل ان كرسي المدير لا يجوز ان يجلس عليه سوى شخص المدير، و لهذا المدير مواصفات معينه تختلف عن المساعد ومن هو بالانتظار، من يتبوأ  كرسي المدير يجب أن يكون  صاحب قرار، قد حاله، اياديه لا ترتجف، و معبي  مكانه،  لأن الكرسي كبير  و له قيمته كما قال لي صاحب المحل .
المشلكة ليست بكراسي وادي صقرة، المشكلة  تكمن في أفراز و تقييم القيادات التي تجلس على كراسي الوظائف العليا في الدولة، فمن خلال  مراجعاتي  كمحامي لبعض المدراء الحكومين  أثناء  الفترة الماضيه ، تبين  لي اننا نفتقد الى منظومة واضحة و صالحة لافراز القيادات و تعيينها  في المناصب العليا في الدولة.  فالبعض ممن يجلس على الكرسي  فاقد لحسن الادارة و لم يسبق له أن حضًر  درسه بشكل جيد،  لا بل يرتجف و لا يقوى على أتخاذ القرار  ، ويفتقد الى الرؤية و يبدد وقتة في متابعة صغائر الأمور.  "  الوظيفة و المنصب و المسؤولية كلها مؤقتة ستذهب عنها سريعآ أو ستذهب عنك رصيدك الحقيقي هو عملك و إنجازك و كلما أنجزت أكثر ارتفع منصبك و علا أسمك و أحبك الناس .إذا أحببت الكرسي لن تملك الشجاعة لاتخاذ قرارات ترفعك و توصلك للكرسي الذي يليه" سمو الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم 
 ان عدم وجود هذه المنظومة  يؤدي الى نتائج سلبية و منها أن مصداقية التعيينات لدى الرأي العام تصبح محل شك و تضع علامات الاستفهام على الجميع بما فيها التعيينات السليمة و تفقد الكرسي هيبتة  المطلوبه ، فالكرسي دوار والحياة متقلبة،  والمناصب لا تدوم لأحد،  لذلك علينا أن نحافظ على مكانة و هيبة مؤسساتنا من خلال  افراز قيادات تستحق أعتلاء تلك الكراسي  . التحدي كبير و لم نستطع لغاية الان ابتداع منظومة فاعلة لاكتشاف المواهب القيادية الحكومية  و افرازها لتتمكن من الابداع و تحديد المهام و الواجبات و أولويات العمل   . انها فرصة ضائعة، ادت، و تؤدي، الى تدهور حالنا الاداري عاما بعد عام، و الشواهد كثر .
 
التعيينات  و وضع الشخص المناسب في المكان المناسب هي احد البنود الاساسية في جميع بيانات الحكومات و برامجها على مدى العقود الماضية . فكيف نختارهم و كيف نقيم عملهم ؟ كيف نتعامل مع هذه الامانة الوطنية الكبيرة؟ ان اسناد الامانات الى الضعيف هو مربط الفرس. لا اطرح حلا بل اوضح معضلة حقيقية لا بد من فك "شيفرتها"، على مستوى الدولة و بشكل عابر للحكومات، اذا كنا جادين في التنمية!   قالوا  في الشدائد تظهر معادن الرجال و أقول  على الكراسي تظهر قيادة الرجال .
 
القادم اصعب و حكومات المستقبل لديها تحديات كبيرة. الاجيال تغيرت و كذلك انماط الحياة و توقعات الناس من الحكومة تكبر كل يوم. ما كان يصلح لغاية سنوات قليلة ماضية لن يكون مقبولا في السنين القادمة. مهمة القيادات الحكومية صعبة  و لا نبالغ اذا قلنا اننا لم نعدها لمواجهة المستقبل بشكل سليم  . يجب دق نواقيس الخطر، الادارة الحكومية بحالها اليوم لن تستطيع مواجهة المستقبل بل قد تؤدي الى تراجع كبير لا سمح الله، نحتاج الى اضفاء شرعية الكفاءة  لمن يجلس على الكرسي  فالادارة الحكومية على مفترق طرق
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences