سؤال

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
عندما كنت صغيرا اذكر اني التقيت مرة ب»رجال دين و» دعوة في قريتنا، وكانوا يجولون على البيوت والاهالي.

ويسألون هل تصلي ام لا ؟ واذا اجابتهم باني اصلي، يردون بسؤالك.. هل تصلي في المسجد ام لا ؟

ومن باب الفضول والاستغراب.. سألتهم لماذا تختلفون بملابسكم عن بقية الناس والمسلمين ؟

يلبسون ثيابا قصيرة، وعمامة على الرأس وسروالا، ولحية طويلة غير مهذبة.

اغضبهم سؤالي، ورد احدهم بغضب وسخط قائلا، ان ملابس بقية الناس حرام، وتقليد للكفار.

و اينذاك كنت صغيرا.. لم اكن اعرف احدا غيرنا في القرية حتى اتهم الاخرين بالكفر.

وسع رجال الدعوة الطريق، ومروا دون سلام واستئذان، ومن ورائهم رموا عبارات الذنب والاستغفار ، ولا حول ولا قوة الا بيد الله.

و في ذات الليلة كنت موضوع الدرس الديني في المسجد بعد صلاة الغروب .. والتهمة اني طرحت سؤالا.

و اليوم، وانا انفض الغبار عن الذاكرة، مازال السؤال دون مساكنة ومرفوضا.. وقد تعرض لاتهام ومسألة وتصفية ذاتية وعامة لمجرد تورطك بطرح سؤال.

فما أبشعها من حقيقة في ثقافتنا وحياتنا.. ولربما مازلت حتى اليوم ادفع ثمن طرحي للسؤال !


© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences