كوليرا سياسية
الشريط الإخباري :
ما صدقنا نخلص من كورونا !
الحكومة الاردنية لم تعلن بعد نهاية كورونا.
قبل ايام قرأت خبرا عن تعليق الحكومة لنشر التقرير الصحفي اليومي والاسبوعي عن مصابي ووفيات كورونا.
وما ان شارف الكلام عن كورونا على الانتهاء داهمتنا متواليات فايروسية، جدري القرود، والكوليرا.
و الكلام اليوم يكبر عن الكوليرا، وفي سورية الجارة اعلن رسميا عن 76 حالة اصابة في مدن مختلفة.
الكوليرا فايروس قديم، وعرفته البشرية منذ عقود، وهتك بالبشر، وزهق ملاييين الارواح.
ولادة لا متناهية للفايروسات، من فايروس خنازير الطيور وجنون الابقار، والجمرة الخبيثة، والايدز وقد خفت الكلام عن الاخير، والى كورونا وجدري القرود، والكوليرا.
من خطورة الفايروسات لا اختلاف قياسها من فايروس الى اخر انها تداهمنا وتغادر، ولا نعرف شيئا عنها.
الفايروس لا يفتك بجسم الانسان وصحته وعافيته، وبل انه يصيب الافراد والمجتمع حياتهم وعيشهم بشكل وبائي.
انها ليست عدوى جسدية، بل هي مصائب اقتصادية وسياسية واجتماعية، والوباء انتقل من الاجساد ليستوطن في المجتمع.
ديمقراطية وبائية، الموت يوزع بعدالة وتساو في الشقاء والمحن، واشبه بموجات بحر محيط متعاقبة تصل الى الشواطىء وقد لا تصل.
مواسم فايروسية، في موسم جنون البقر لا اذكر انلفونزا الخنازير، وفي موسم انلفونزا الطيور لا اذكر جنون البقر، وفي موسم كورونا لا اذكر الايدز، وفي موسم كوليرا لا اذكر كورونا.
مواسم متتالية لفيروسات، البشرية ودعت السل والتفوئيد والسحايا والملاريا، وتستقبل فايروسات جديدة، انها مواسم سياسية اكثر منها فايروسية ووبائية.
الناس تصاب بالهلع والخوف والقلق الصحي، والاعلام يدق الطبول ويقرع الطبلات، والحكومات تبشر الشعوب بالانقراض والموت الجماعي والهلاك الحتمي.
لست مشككا في وجود الفايروسات، ولكن حقيقة ان المصيبة والطامة الكبرى في فايروس البشر ولعنته الخطيرة، فايروس الاقتصاد والسياسة القاتلان، وهما الاخطر، وقد اصاب ملايين البشر بفقدان الحواس ومعنى الحياة،ومبررات الوجود الشرعية والانسانية.. انه وباء السياسة وما العنه، ولربما هذا الوباء مسكوت عنه، وغير معلن، ولا يعترف به، ولكنه حقيقة انه اخطر والعن من متتالية الفايروسات منذ بدايات الخلق الاولى