الملك تشارلز وعنوان المواطنة

{clean_title}
الشريط الإخباري :  


دخل ريشي سوناك ذو الاصول الهنديه التاريخ من اوسع ابوابه عندما تم اختياره اول رئيس وزراء فى عهد الملك تشارلز الثالث 
فى مملكة بريطانيا العظمي وهو ما يرسل رساله ضمنية منسجمة
 مع عقيدة الحزب الديموقراطي الامريكي التى تقوم على المواطنه وتبتعد عن العرقيه فى الاختيار والنهج وان كان فحوى هذه الرساله قد خرج من حزب المحافظين الذى يمثل الطبقه الارسقراطيه وليس من حزب العمال الذى يمثل الطبقه المهنيه والعامله .

وهذا ما يعد تغيير منهجي يحمل اسقاط ضمني على طبيعة الاحداث القادمة بسياساتها الاقتصادية والاجتماعيه وكما يرسل رساله ذات ابعاد منهجيه تقوم على ارضيه التعامل المشترك بين القطب التاريخي والقطب العصري فى بيت القرار الدولي بين جناحي التخطيط البريطاني ومركز التنفيذ الامريكي كما يصف النسر الطائر بعض السياسيين .

ومن وحي تقدير حزب المحافظين لاهمية المواطنه ومضمونها 
فى المناخ البريطاني السائد فلقد كان خيار الاختيار عميق ويجيب على كثير من الأسئله لاسيما وان استطلاعات الراى تشيير لتقدم حزب العمال الذى سمته المواطنه على حزب المحافظين الذىتميزه العرقيه فان حزب المحافظين بذلك ليعيد انتاج ذاته المنهجي
 عبر التقرب من نبض الشارع من خلال اختيار ريشي سوناك بهذا التوقيت ليغلق الباب امام تكهنات الذهاب لانتخابات مبكره من جهه ومحاولة رفع شعبيه الحزب بين الاقليات المؤثره فى محتوى الحواضن العاملة من جهه اخرى وكما يحصن بيت الحكم فى داوننغ ستريت عبر توحيد لوبيات حزب المحافظين حول رئيس الحكومه ريشي سوناك .

وهذا ان تحقق فانه سيجعل من رئيس الحكومه البريطاني 
يحظى بحالة اجماع نتيجه المعطيات السياسيه للحرب الاوكرانيه والتداعيات الانتخابيه التى تشير اليها استطلاعات الراى وكذلك المناخات الاقتصاديه التى تبينها حالة التضخم والظروف المعيشيه الصعبه التى يتكبدها المواطن البريطاني ازاء ذلك وهى المعطيات وان كانت صعبه لكنها ستجعل من رئيس الوزراء سوناك محاط بهاله تجبر الجميع للضرورة التوحد خلف القياده الجديدة حتى يتم اجتياز هذه المرحله بكل ظروفها المعقدة .

اذن حزب المحافظين يستخدم المواطنه كعنوان للمرحله وهذا ما سيزيد من شعبيته بين حواضن حزب العمال ويوسع من مدى قدرته لتوسيع قاعدته الانتخابيه كما يؤكد بذات السياق ان مطبخ القرار فى حزب المحافظين يستعد لاجراء انتخابات قد تكون مبكرة لاعطاء شرعيه دستوريه لزعيم الحزب الجديد الذى لم يستطع تنفيذ برنامجه المالي والاقتصادي اثناء توليه لوزارة الماليه بما فى ذلك سن ضرائب اكبر على الشركات الكبيره بما يعود بالفائده على التاميات الاجتماعيه ورفع المستوى المعيشي للطبقه العامله وليس المالكه وهذا ما يعد اختراق جوهري فى منهجيه حزب المحافظين وسياساته ويؤكد بذات السياق عن حجم المرونه التى يمتلكها الحزب باعادة صياغه قوامه لتستجيب للظروف والمعطيات الراهنه .


وعلى الرغم من استدعاء قيادة الحزب للرئيسه السابق بوريس جونسون فى حزب المحافظين الا ان خيار الدوله العميقه التى يقودها الملك تشارلز الثالث ارادت ارسال رساله تفف بالمدلول 
كما بالمضمون حول اهمية المواطنه بقيمها كما يصف ذلك بعض المتابعين .

                                      د.حازم قشوع
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences