الاجراشي يكتب : الارهاب .. والاسلام
الشريط الإخباري :
فايز الاجراشي
قـد تـكـون مـن نتائج 11 سبتمبر التي ضربت الولايات المتحدة قـبـل سـنـوات الكشف عن خلايا الفساد من التنظيمات الارهابية المنتشرة في انحاء العالم والتي تديـر عـمـلـيـاتـهـا مـن مـنـاطـق اسـلامية وبميزانيات ضخمة تحت مسمى الاسلام. والارهاب هو حلقة من حلقات التخبط التي يعيشها العالم الـيـوم وقد كثرت حول هذا المصطلح الكثير من التعريفات والتأويلات.
وبعد احداث 11 سبتمبر وما شهد ذلك من غزو للعراق وافغانستان واحتلالهما بقوة السلاح الامريكي اصبح هناك فئة من الناس لا تـفـرق ما بين الارهاب والجهاد بمفهومه البسيط في الدفاع عن النفس والحقوق. وكما يحدث الآن في مناطق مختلفة من الـعـالم الـذي تـدور فـيـه رحـى الحرب بين مفهومين مختلفين بحيث اصبح المواطن لا يـفـرق ما بين الارهاب الذي تمارسه بعض الجماعات المتطرفة تحت شعار الاسلام ومقتل عباد الله من كافة المواقع وما بين الدفاع عن النفس ومحاربة المحتل واستعادة الحقوق الطبيعية والتي لا تأتي بهذه الطريقة الدموية، فأصبحت الامور عصية تماما عن مفهوم الاسلام والجهاد، فلا أعرف كيف يكون تفجير فندق في شرم الشيخ وطابا والعقبة وتفجير القنابل في الاسواق وسط المدنينن جهادا يقتل فيه ابرياء مسلمون،
فهذا المفهوم لا يمكن ان يكون واضحا حتى بين ابناء التيار الواحد والذي يدعوا ويحض على الجهاد اذا ما كان هذا وقت فيه جهاد في ظل طفرة اقتصادية السلاح فيها هو القوة الاقتصادية بعيدا عن المفهوم التقليدي السائد قبل سنوات عجاف. المتابع لما يجري على الساحة وبعد احداث 11 سبتمبر يتساءل اذا ما كان هناك اياد خفية تقصد تشويه الاسلام بهذه الطريقة البشعة وتخرجه وكأنه بعبع، ويجب الابتعاد عنه فيما هو رسالة سماوية تدعو الى التسامح واحترام الاخرين واتباع أسلوب الاقناع - تجنيد الآخرين وزرع الايمان في قلوبهم بعيدا عن المغالاة والتطرف السائد الآن بين بعض ممن حمل هذا اللواء بطريقة خاطئة.
لعل من احدى حسنات 11 سبتمبر انها كشفت هذه التنظيمات التي لا تمت للدين بصلة ومرت مخططاتهم، فلو تصورنا أن هذه الأحداث لم تكن واستمرت هذه التنظيمات المتطرفة بالعمل كما كانت وبقيت تجند المساكين واصحاب النفوس المريضة والبسطاء ممن قهرتهم الظروف والاحوال مع كل هذه الامكانيات المالية الصحية التي كانت تجمعها هذه التنظيمات تحت ستار الاسلام ونشره في م فكيف سيصبح حال العالم ضمن هذه المعادلة ؟! لعلها حكمة الله عز وجل ان يكشف عن الوجه الآخر لهذه التنظيمات التي غالت وتحبرت في عباد الله: الاسلام دین حنيف فيه الموعظة الحسنة والدعوة الصادقة إلى الله ورسوله رسالة يحملها الدعاة الى الله بروح متسامحة طبية تستعمل الكلام الجميل والاقناع بالعقل وبعيد عن العنف والقوة والدماء والاجبار بالقوة فالمنكرون بـعـقـل عقيم وبقسوة القلب والتقتيل والدمار وخراب البيوت وشـن الحروب في كل مكان وتفجير البيـوت فـوق رؤوس اصحابها ليسوا من المسلمين والدين براء منهم ومن أعمالهم وليس هذا - باب الجهاد بشيء
فوصية الرسول عندما فتح مكة كانت واضحة وصريحة بعدم قتل الشيوخ والنساء والاطفال وعدم قطع الاشجار وترك العباد في كنائسهم ومساعدة الاسير. اين هؤلاء من هذه الرحمة الإسلامية واي دين يتبعون الذين قست قلوبهم وأصبحت أصلب من الحجر ولا يفرقون بين شيخ وطفل وامرأة وحتى المساجد ودور العبادة والتعليم لم تسلم منهم، أي جهاد هذا الذي يدعون به وأي اسلام يسمح بذلك.