الخصاونة وأصحاب الضمير الغائب في إستثمار الازمات ...

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
زهيرالعزه 
الهجوم على الحكومة اكتملت أوصافه ، وعنوانه القذف السيء من تحت حزام الازمة، ومن كل حدب وصوب لإرباك الاداء أوتعطيل العمل ،بل أن البعض أخذ يرجم من الاحقاد الدفينة على رئيس الوزراء بشكل شخصي، وخرج علينا من هو أسوأ من الازمة  او الازمات التي يعيشها المواطن ،وهم بعض كبار موظفي الدولة السابقين الذين يسعون للاستثمار بهذه الازمات ، وذلك بهدف تكوين حيثية سياسية، او لتعزيز حضور سياسي، وبالتالي أخذ هذا البعض يروج لفكرة إسقاط الحكومة على قاعدة أنه البديل المحتمل للرئيس الخصاونة .
 والرئيس الخصاونة القادم من رحم الشعب ، يعرف معاناة المواطن بكل التفاصيل التي كانت حكومات سابقة قد إرتكبتها بحق الوطن والمواطن، وهوالعارف بتلك الازمات التي فرضتها الظروف الدولية والاقليمية ،لم يستسلم للأمرالواقع وظل يرفع الصوت بمسؤولية وطنية ويدعو للخروج من واقع صعب سواء السياسي أو الاقتصادي ،وبذل ويبذل الجهد من أجل إصلاح الحالة الاقتصادية والاجتماعية، بالرغم من العراقيل التي كان البعض يضعها أمام عربة الاصلاح ،ولذلك كان قد دق ناقوس الخطر مبكرا ومنذ أن تولى مهام الولاية الدستورية على السلطة التنفيذية، معلنا أن شلل عمل أجهزة الحكومة سيبدأ في حال عدم التمكن من اتخاذ قرارات ليست بالشعبوية ،ما سينعكس ضررا على مؤسسات الدولة  لناحية تأمين ما تحتاجه من دفع الرواتب ،الى تأمين مستلزمات إدارة أجهزة المؤسسات الفنية والادارية، إضافة الى عدم القدرة على سداد فوائد الدين العام الداخلي والخارجي وكذلك الديون نفسها، وهو ما سيؤدي حتما الى ما سيعتبره العالم برمته أن الاردن دولة فاشلة، ولذلك كان لابد من إصلاحات حتى ولو كانت صعبة ، ولا بد من إجراءات تعالج الخلل في موازنة الدولة وفي الاقتصاد . 
والاردن الذي يقف اليوم كما كان دائما ، ضد أطماع الاحتلال الصهيوني  وضد ما تقوم به دولة الاحتلال التي تسرح وتمرح وتَقضِمُ أرض فلَسطينَ شبراً شبراً ،وتعلن يوميا عن بناءَ مئات المستوطنات الجديدة، وترتكب المجازر بحق ابناء الشعب الفلسطيني بشكل يومي ايضا ، يدفع ضريبة هذا التصدي الذي أرتفعت وتيرته مع طرح ما يسمى بصفقة القرن التي كان الاردن له نصيب الاسد في إفشالها ، بالرغم من الضغوط الهائلة السياسية والاقتصادية ، وما نعانيه الان من وضع اقتصادي صعب هو جزء من هذه الضغوط  بعض العربية وغالبية دولية،ومن هنا كان لابد من البحث عن خيارات داخلية حتى لو كانت صعبة من أجل الوقوف في وجه هذه الضغوط ، وهذا ما سعى اليه الدكتور بشر الخصاونة.   
ندرك جميعا أن الخيارات الاصلاحية الداخلية كانت وما زالت صعبة ، وندرك أيضا أن مطالب المواطن وظروفه الاقتصادية ايضا صعبة ، وما يجري الان من مطالب هي نتيجة واقع حال الضغوط المفروضة علينا جميعا ، فاما أن نستسلم لهذه الضغوط ونخسر كرامتنا وأرضنا ومصيرنا ،أوأن نواجه ونتحمل تبعات هذه المواجهة، وهذا الخيار الاخير هو ما استقر عليه قرارالدولة بقيادة جلالة الملك، وهي الآليات الافضل التي رأت الحكومة أن تتخذها من أجل عدم الاستسلام لما سيفرض علىينا جميعا من قبل أعداء الوطن ، وبالتالي نطرح السؤال المنطقي "هل علينا ان نتحمل، أم علينا أن نسقط في أتون تسليم الاردن للاعداء هذا من ناحية؟، ومن ناحية اخرى التفريط بفلسطين القضية أرضا وشعبا ،ونتنازل عن حق العودة ، ونقبل بالاردن وطنا بديلا للفلسطينيين"؟، ولذلك لا بد لكل من يشككون بموقف الدولة او الحكومة او حتى بالرئيس الدكتور بشر الخصاونة، أن يعيدوا تقييم الخسائر الناجمة عن حرقهم مجانا في الشارع في حال ركبنا موجة التحريض التي ستزيد معاناة الاردنيين اكثر فاكثر، خاصة اذا جاء التحريض من بعض ممن كانوا يتولون المسؤولية كوزراء اسقطوا ببرشوت الصدفة أوغفلة من زمن..! أو ممن وصلوا الى القبة البرلمانية وفق آلية نعرفها جميعا، وأوراقهم عند غالبية المواطنين محروقة ، ولن ينفعهم هذا الهجوم على رئيس الحكومة والحكومة ، ومن هنا وبتعفف نقول ....لا نود الاشارة الى تفاصيلها في هذا المقام،  ولكننا نسأل في أية خانة يمكن ان نضع أمثال هولاء ؟ هل نضعهم في خانة سوء النية أم في ضعف القراءة؟ سؤال برسم كل من لا يقف مع الوطن الا اذا كان في موقع السلطة ؟
وبعيدا عن المجاملة ، وكما أكدنا اكثر من مرة على أن بعض الوزراء في حكومة الدكتور الخصاونة ، وخاصة الذين تم فرضهم على الرئيس ، هم عنصر إفشال لجهد الرئيس، وعامل قلق للحكومة، وعنصر إثارة للازمات ، حيث كان بإمكان بعضهم البحث عن حلول تخفف على المواطن لا أن تزيد من معاناته ، "وهذا ما سيكون موضوع مقالة اخرى "،وهذا ما يوجب على  الوزراء والوزارات المعنية، ان يخرجوا من ركودهم المتمترس خلف المكاتب ، ويعملوا على خطين: إيجاد الحلول للملفات مثار الغضب الشعبي، والخط الاخر النزول للشارع قبل إتخاذ قرارات  صعبة بحيث يكون الوزراء في الشارع ، بدلا أن يكون الشارع في مجلس الوزراء ،فلا يجوز أن يبقى وزيرا في مكانه وهو فاقد للتواصل مع الموطنين، ويعيش حالة إنفصام بين القيادة الحكومية والقاعدة الشعبية ، فالازمة ستمر والرئيس الخصاونة بالرغم من الهجوم المزدوج اوالهجمات متعددة الاضلاع سينجح في ابتداع الحلول التي ستخفف على المواطن ازماته .... يتبع
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences