فشل المنظومة المتحكمة بالقرار وضع المواطن بين يدي الفجار ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
زهيرالعزه
الاردني الذي عانى من حكومات المراحل وترحيل الازمات، ومجالس نيابية تم تركيبها ضمن الوقت الذي يسمح  بترحيل هذه الازمات والملفات الكبرى، ينتظر الفرج من خلال ظهورعلامات قيام الساعة الاصلاحية بمعناها الحقيقي، وليس من خلال اطلاق التصريحات الاعلامية او المبادرات التي تموت بعد اطلاقها  بساعات ، وبالتالي لا يمكنه أن يراهن في طلب هذه الاستحقاقات من نواب امتهنوا التفلت في التصريحات الاعلامية او تصريحات "الشو " الشعبوية التي لا تملأ جيوب الاردنيين الفارغة تماما لدى الفقراء ، وشبه الفارغة لدى الميسورين الذين لا يستطيعون الوصول بما يتقاضونه من رواتب الى الثلث الاول من الشهر، وما  خرافات بعض المنجمين التي اطلقوها  من خلال وسائل الاعلام ، فمجرد التوقف عندها لا يكون الا من باب التسلية لتبسيط الازمة ومضيعة للوقت خلال ساعات نهار الصيام ، فالمواطن متروك  لا نصير له في هذه الدولة حيث ثبت بالوجه الشرعي أن عقد القران على سنة أهل المال والنفوذ، قد أتى من أجل إفقارالمواطن وتركيعه وفق نهج مدروس .
 واذا كنا نحن كمواطنين  قد شعرنا مع بداية شهر رمضان المبارك ان  بعض المسؤولين وبعض النواب قد اخذونا في تجربة اليوم العالمي للكذب ،وقبل ان نصل  الى موعده في الاول من نيسان، فاننا نشعرهذه الايام ومع نهاية شهر رمضان المبارك ان هؤلاء قد عملوا على تبييض الكذب وتحويله الى ايام سوداء ،  حيث لم يستطع احدهم ان  يروي قصة حقيقية عن تأجيل اقساط البنوك على مشارف ايام العيد السعيد الذي على ما يبدو أنهم سيحولونه الى أيام عصيبة على الغالبية العظمى من ابناء الشعب .
والمواطن الذي لم يعثرعلى خبرخلال الايام الماضية يعطيه معلومة مفرحة تقدمها هذه الوزارة او تلك، يستغرب أن الدولة برمتها صامته ولا تحرك ساكنا على ما يقوم به بعض الوزراء ، سواء على الصعيد  وزارة المالية التي تحولت الى  صندوق جباية، أوعلى صعيد وزارة الصناعة والتجارة التي ثبت فشلها في حماية المواطن من جشع واستغلال بعض التجار، أو على صعيد البنك المركزي الذي وقف عاجزا عن كبح جماح وتغول البنوك التي قامت برفع الفائدة على المقترضين بأثر رجعي عدة مرات ، وجعلها تحقق ارباحا بالملايين هي قادمة من رفع سعر الفائدة وليس من خلال أعمال تجارية ، وهو ما يعتبر وفق كل قواعد العمل التجاري انها افعال ربوية واضحة ، كما لم يجبر البنك المركزي البنوك على تنفيذ قرارأعلى الهيئات القضائية المتعلق برفع سعرالفائدة باثر رجعي، وهو ما يتنافى مع أبسط قواعد القانون . 
  اليوم بات من الواضح ان الدولة عاجزة عن حماية المواطن، وانها لا تمتلك مشروعا انقاذيا للبلاد والعباد، فكل القوانين التي سمحت لاصحاب البنوك بالاستيلاء على اموال المواطنين دون وجه حق هي من صناعة الحكومات ومجالس النواب،ولا يستثنى من ذلك القوانين التي سمحت لشركات الاتصالات بالتحكم بالمواطن ، وهي القوانين التي سمحت لبعض التجار من استغلال الناس في غذائهم ودوائهم ، وكل ما نشهده او نسمعه من ان أجهزة الدولة المختلفة تعمل من أجل المواطن لا يعدو كونه دجل تمارسه المنظومة التي تقود البلاد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا الخ... بحيث جعلت المواطنين أسرى معادلة "لا معلق ولا مطلق”، ينتظرون الفرج من من أي مكان في هذا الكون، الا من هذه المنظومة التي تركتهم تحت وطأت رحمة الفجار من سماسرة واصحاب احتكارات، ومغتصبي حقوق الوطن. 
 اليوم  المواطن يقولها بالفم الملأن  لكل المتقاعسين عن خدمة البلاد والعباد ترجلوا لئلا يكفر المواطن بكل شيء، فقد مل من القلقَ على مستقبل اولادِه، والكذبَ والرياءَ، فهو يريد مبادرات تبث الأمل، وأفعالاً تبني، يريد قادةً مسؤولين عن اعمالهم وافعالهم يخدمون الوطن، وليس  فقط موظفين لا يعملون الا من أجل مصالحهم ورواتبهم  ومصالح من سعوا لتعيينهم في هذا الموقع او ذاك .
 الشعوذة التي حدثت وتحدث نتيجة أعمال وافعال بعض الوزراء المترافق  مع تراخ مرفق بنكد وظيفي يمنع المواطن من مراجعة هذا الوزير او ذاك لتقديم شكوى ..!، وعجز بعض النواب الذين تنطحوا لقضية تأجيل أقساط القروض، أوالعجزعن لجم كباح الارتفاع الجنوني للاسعار، وخاصة في موضوع اللحوم الحمراء ومادة الدجاج التي فقدت في  بعض الاسواق ، وأن وجدت في بعضها الاخر فهي رديئة ووزنها لا يصل في الحد الاعلى الكيلو غرام الواحد ، أي بمعنى أخر أن المواطن يشتري عظام الدجاج وليس لحومها، فيما وزير الصناعة والتجارة وفريقه يدعون تارة ان المادة متوفر وتارة أخرى يقولون أنها غير متوفرة ، كل ذلك يوصف من قبل المواطن بالعجب العجاب في سيرك الفجار ..! 
اليوم يدرك المواطن أن الفجارماضون في عملية السطو الاقتصادي والسياسي على البلاد بكل ما فيها ،دون رادع من أية جهة رسمية، بل ان بعضهم يتسلل الى مقدرات الوطن تحت شعارات الشراكة مع القطاع الخاص او تحت شعارات إنسانية ، ولكن الذي يجري في الواقع هو عمليات تقاسم  لثروات الوطن على طبق من المصالح والمنافع، فيما الشعب يتألم ويعاني...
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences