أنقذوا الاردن من المشعوذين والمهرجين السياسيين والفاشلين وظيفيا
الشريط الإخباري :
زهير العزه
القلق الشعبي بلغ حده الأقصى بين واقع معيشي متجه اكثر فأكثر نحوالانهيار، وبين تخلي الوزارات والمؤسسات الرسمية عن واجباتها تجاه المواطن والتي قاربت حافة الهاوية ،بل والتزامها بالنأي بالنفس عن مواجهة الارتكابات التي يقوم بها بعض ممن يقودونها من وزراء وامناء عامين ومدراء مؤسسات مستقلة او بعض الفاشلين ممن يطبلون لهم ، حتى وصل الامر الى مرحلة الميزان السياسي غير العادل بين أبناء المجتمع على أسس وقواعد لم يعرفها الاردن في تاريخه، فيما تجهد مؤسسات بتوظيف اقلام وابواق للدفاع عن هذا النهج المدمر للدولة بإعتباره يمثل النهج الاصلاحي الحديث الذي لم تشهده الدولة الاردنية في تاريخها .
اليوم والشعب يتألم والوطن يختنق والمؤسسات تتآكل والثروات تسرق والموارد تٌستنزف، والشباب يهاجر والرجال تبكي والامهات تذوي كالشمعة، والحزن ينساب لوعة ودمعة من سرقات وسمسرات واحتكارات لم تبقِ ولم تذَر، والاوضاع العامة تعيش على أخر جرعة أوكسجين في الرئة الوطنية، قبل ان تصل الى مرحلة خطيرة تشبه الجحيم الذي يسبق جهنم ،يخرج من حين الى اخر عبر شاشات التلفزة اوعبرمنصات المؤتمرات ووسائل الاعلام المختلفة من يبرر لكل الفشل الذي يشهده واقع الحال في البلاد، مستخدما كلمات "مرشوشة" بموادَّ منّومة منتهية الصلاحية لا تترك اثرا على متلقي هذه التبريرات من غالبية المواطنين..
محللون سياسيون فاشلون، إعلاميون من مختلف الاصناف منتحلو صفة، نواب خاسرون تم إنجاحهم رغما عن شعب لم تشارك غالبيته في انتخابهم ... وزراء متقاعدون ومسؤولون تحوم حولَهم شبهات… وأصناف أخرى كثيرة من المشعوذين والمهرجين السياسيين والاعلاميين وموظفين من صنف كذاب ومهرج ، هم من يتصدرون المشهد بدفع مؤسسات وأجهزة في ضوء غياب المعطيات الملموسة، التي يمكن أن تأخذ البلاد حول مسار الخروج من الأزمات التي تعصف بالبلاد. فالمسؤولون أنفسهم ومعهم بعض من يطبلون لهم على مسرح معاناة الشعب جل ما يتقنونه اليوم ألاعيب بهلوانية عنوانها التهريج من خلال "شو اعلامي " لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يدفع إيجار منزل أو فاتورة كهرباء او ماء أو قسط مدرسة أو فاتورة علاج او يشتري ملابس للاطفال الذين حرموا منها بالعيد، وغيرها من احتياجات .
هذا المستوى من الوجوه، التي تملأ شاشات كثيرة ، تحاول ومن خلال مستوى هابط من التحليل أن تصور أن المواطنين يقفون ضد الاصلاح الحقيقي في البلاد..! بل وصل الامر ببعضهم تصويرالاردنيين على أنهم من عبدة الاصنام من الشخصيات، بحيث يصنعون آلهتهم من "تمرهم" ثم يأكلونه ، وبهذا التحليل السخيف البسيط ينطبق على هؤلاء المحللين او الدخلاء على الاعلام والعمل العام النقي ما جاء في القرآن الكريم ما نصه ((كَمَثَلِ الحمارِ يحمِلُ أسفاراً بِئسَ مَثلُ القومِ الّذين كَذّّبوا بآياتِ اللهِ)) صدق الله العظيم .......
اليوم ونحن نرى ونسمع ما جرى في التعاطي مع اتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني وجرى ويجري مع حزب الشراكة والانقاذ ،وما جرى مع حزب الوحدة الشعبية، وما جرى ويجري مع النائب عماد العدوان خاصة في موضوع رفع الحصانة ..!، و ما جرى ويجري على صعيد إقصاء القيادات السياسية والنقابية والاعلامية الوازنة من مشهد العمل العام ، وما يجري على صعيد غياب الوزارات عن القيام بواجباتها كما حصل ويحصل من غياب وزارة الصناعة والتجارة عن دورها في مراقبة الاسعار او حتى كبح جماحها "وموضوع شركات التبغ خير دليل على ذلك "، وقبل ذلك كله تغول بعض القطاع الخاص في الاستحواذ على مقدرات الوطن على طبق من مصالح مشتركة ، وكذلك عدم قيام وزارة المالية والبنك المركزي بواجبهما تجاه البنوك التي رفعت وترفع الفائدة على القروض القديمة دون حسيب أو رقيب، وعجز وزارة العمل عن تنظيم سوق العمل وحماية العامل الاردني، وغير ذلك من مآسي يعاني منها الشعب ، نطرح السؤال على المهرجين السياسيين في أي موضع تموضعوا، نيابيا أو حكوميا او في القطاع الخاص او في صفوف المطبلين ، هل هذا القليل مما ذكرناه من معاناة الناس وسرقت مقدرات الوطن وغيره الكثير مما لم نذكره هو إصلاح ؟
ان استحقاقات الوطن لا تصنعها نيابة تم تركيبها في ليلة ظلماء، ولا تصنعها حكومات يتم تركيبها وفق قاعدة الشللية اوالجهوية او قاعدة المصالح بما يخدم هذا او ذاك من المتنفذين ، ولا يمكن صنعها من خلال توسيع المشهد السياسي او الاعلامي لهذا الشخص او ذاك ، فالوطن يحتاج الى اصحاب الخبرة والوطنية الصادقة ورجال الدولة بما يمثلون من مواقف تجاه قضاياه ،والذين يرون أن الوطن أكبر منا جميعا، فالوطن يستحق أكثر بكثير من هؤلاء. ففي صفوف الشعب محللون سياسيون منطقيون، واعلاميون فعليون، ومرشحون نيابيون مستحقون، ومسؤولون متقاعدون شرفاء، وناشطون في الشأن العام من مختلف الاتجاهات والمشارب،وموظفون قادرون على العمل ، الا الشعوذة والتهريج. فهؤلاء وحدَهم من يليقون بالاردن وبشعبه،وعلى صناع القرار انقاذ البلاد من المشعوذين والمهرجين السياسيين ومن طبقة الموظفين الفاشلين... يتبع ................