الى صديقي شراري كساب الشخانبه الفارس الذي ترجل خلسة
الشريط الإخباري :
زهير العزه
أوهكذا تترجل خلسة ، أيها الفارس النبيل ؟
أو هكذا ترحل عنا ، دون أن تحملنا لحظة أرق عليك ؟حتى في هذه كنت عظيم الخلق..
أنا أعرفك يا صديقي.. أعرفك جيدا .. فأنت لا تحب أن تثقل على الناس، فكيف على محبيك.........
اليوم نحن خسرناك يا صديقنا وحبيبنا ورفيقنا، وقائد ابتسامة الفرح والطيب والخلق، خسرناك وأنت قيادي الظل في المجتمع دون حساب لمكاسب أو منح أو حتى كلمات شكر تنتظرها ،ومهما كانت تكاليف ذلك عليك......
خسرناك يا صديقي وأنت الذي كنت جسراً استراتيجياً دائماً بين أبناء الشعب وبين الحكومات والمؤسسات ،وعلى وجه الخصوص أبناء محافظة مأبا، تطالب لهم كما كنت تطالب للاصدقاء.. وتدفع أذى قرار حكومي أو مؤسسة ،يمكن أن يلحق الغبن او الضرر بنا ............
شراري .. يامن جعلت كل عائلة أردنية هي عائلتك الأقرب، وبقيت تنسج الخيوط بهدوء بعيداً عن الأضواء وعن الإعلام......همك الوطن والمواطن لم تدعي يوما أبوة فكرة أنت صاحبها،ولم تكن يوما تدعي أمومة قرار صنعته... لقد كنت يا صديقي تضع فكرتك وقرارك كوديعة في عهدة من يلزم وتمضي............. وكنت مثلك أسير وسأبقى على هذا النهج ...... هل تذكر كم كنا نفرح عندما ينجز شيء لصالح الوطن، بالرغم من نكران الجهد والعمل لا بل ونكران الجميل .....
شراري يا صديقي الراحل الى غياب حتمي ، رفضت التقاعد عن خدمة الناس ، تعمل من أجل وطن لم تنفصل عنه يوما ، يفرح بك الناس وانت تفرح بهم...... بالرغم من المتاعب الصحية التي تسبّبت بها بعض المظالم وعديد الانكسارات، وبقيت تعمل حتى داهم جسمك ذلك "الخبيث "
شراري ....... يا صديق الغياب الموحش، كم ترافقنا من أجل مصلحة الوطن ومصلحة الناس ، منذ تزاملنا من أمد بعيد ، وكنت تقسوعلي عندما يتصاعد غضبي من عبث لمسؤول يقلق الوطن والمواطن بقراره ... كنت الناصح الصادق والصديق الامين... واليوم وبعد هذا الرحيل الموجع اسأل هل في العمر ما يكفي لصناعة صداقات جديدة، وحزمة الأصدقاء تحزم حقائبها وترحل يوما بعد يوم ..؟
شراري يا صديقي ، أدرك أن غيابك موحش ، وانت الفارس الذي لا يكبو، بل الفارس الذي يترجل، فنم قرير العين ، فانت بما تركت من أمانة عندي وعند محبيك من زاد قيمته التهذيب الجم ،وحسن الاصغاء والحوار والصفح عن المسيء،كنت المثال والقدوة للنموذج الراقي أخلاقياً ووطنيا، جسّدته بكل فعل من افعالك.. واليوم ونحن يفتقد كل منا بعضه المغادر، ستبقى مثلك فينا باقية وأنت تسافر، وسنبقى نحن حراسها فهل تقبل؟