المنطقة بين التغيير والتغير
الشريط الإخباري :
تحاول منطقه الشرق الاوسط ان تنئى بنفسها عن مآلات الحرب الاوكرانيه مع ارتفاع وتيرة التوقعات بدخول البشريه بحرب عالميه ثالثه فى ظل درجة التباين السائدة بين معسكر التعدديه القطبيه بزعامه الصين وروسيا والولايات المنحده التى تريدها ان تبقى احاديه القطبيه .
ومع توالى حركه الاصطفافات بين الاقطار المؤيده لهذا الطرف و المتناغمه مع ذاك تقوم منطقه الشرق الوسط واسيا الوسطى بتشكيل منطقه عازله بين القطبين تسمح لها بحمايه مواردها الطبيعيه من غاز وبترول كما تعمل للحيلوله دون دخول جنوب العالم بامتداد الحرب العالميه الثالثه الدائره بشمالة والتى يبدوا انها دخلت بطور الغرفه المعتمه وهى الدرجه التى تسبق اعلانها ...
ولعل التوافقات التى تمت بين دول الامه التركيه السته بقياده تركيا و منظومة دول الخليج العربي بقياده السعوديه التى عقدت بجده وتناعم هذا التحرك الاحترازى مع الامه الفارسيه بامتداد نفوذها فى المنطقه العربيه واسيا الوسطى اخذ يشكل صوره رماديه محدده بالمساحه والعنوان واصبحت هذه الصوره مقره من المعسكر الشرقي كما هى معلومه من المعسكر الغربي ...
الامر الذى يجعل من منطقه الشرق الاوسط واسيا الاوسطى اشبه ما تكون بالمنطقه المحايده عسكريا شبيه الى حد كبير بالتشكيل الذى خرج بعد الحرب العالميه الكبرى مع دخول البشريه فى الحرب البارده التى يعرف بدول عدم الانحياز ..
وهو المشهد السياسي الذى اخذ يسقط بظلاله على طبيعة المشهد الاسرائيلي حتى جعله منقسم بين تيارين احداهما دينى توراتى بقيادة ائتلاف نتنياهو ينادي باستقلال الذاتى لبيت القرار عن المظلة الامريكية والاخر يهودى علماني يريد المحافظه على نظام الضوابط والموازين بقياده المؤسسه العسكريه .
وما بين هذا التوجه الذى يريد تغيير (استاتيكو) نظام الضوابط الموازين الاسرائيلي وبقيه المجتمع الاسرائيلي الذى يريد المحافظه باعتباره ميزان ضوابط شبه دستورى ليبقى قائما على مرجعيه السلطه القضائيه فى التوجيه واما صناعته فى للمؤسسه العسكريه والامنيه التى تضم (سحال وشين بيت وااموساد وامان) يينما تقوم مؤسسات السياسة الحكوميه والتشريعيه بالتنفيذ استنادا لصيغه البيان الصادر.عن بيت القرار ...
وهو مضمون الحقيقي لحالة السجال الدائرة بالمجتمع الاسرائيلي بين مؤيد لتغيير استاتيكو القرار واخر يريد البقاء على ذات النظام الميزان الذى تم تصميمه منذ تشكيل اسرائيل واعلان استقلالها وهو ما يجرى التعاطى معه بالميزان الرسمي كما فى الحواضن الشعبيه بطريقه تنذر باقتسام راسي وافقى فى ظل عدم وجود دستور للدولة اسرائيليه يمكن الاحتكام اليه ..
واما السؤال الذى يستوجب طرحه فى هذا المقام ...ماذا اذا نجح نتنياهو بتغيير قواعد استاتيكو بيان بيت القرار واصبح بيت القرار السيادى بيد الحكومه وما مدى تاثير ذلك على السياسية الاسرائيليه الداخليه والخارجيه لاسيما وان هذا المتغير ان حدث فانه سيطال الهيكليه الرئيسيه العسكريه والامنيه كما القضائيه فى بنية اسرائيل الداخلية
حيث يتوقع بعض المتابعين ان هذا المتغير سيحد الى درجه كبيره من نفوذ الولايات المتحدة فى اسرائيل ويوسع من قدرة اسرائيل على المناوره بشكل كبير وهو ما قد يتيح لها الدخول مع بقية دول المنطقه بالمساحة الرماديه مشاركه بذلك اقطار الشرق الاوسط ومحقق "طبيعيه المكانه" ..لكنها ستكون مبتعده فى المحصله عن مركز القياده المركزيه الوسطى ؟!.
وهى قراءه ان صحت فان نظام الضوابط والموازين فى المنطقه سيغير بشكل جوهري وسيعاد ترسيمه وسيكون الحليف الاستراتيجي الاردني مركزه وعنوانه ، كما تصف ذلك بعض الاستنتاجات .فهل ستدخل اسرائيل فى المنطقه الرماديه وتخرج من العباءه الدوليه لصالح التوافقات الاقليمية التى تحوى مساحة مناوره وظروف تطبيع ؟!.
ام ان المؤسسه العسكريه تكون قد التقطت رسالة وزير الدفاع الامريكي اوسن من زيارته الاخيرة لتل ابيب
وتقوم باستدراك الموقف باخراج بعض العوالق من المشهد السياسي عبر جراحه ترميم عضويه للحكومه يعاد فيها تشكيل الحكومه عبر معادله جديدة ويقوم نتنياهو بقبول دعوة الخريف القادم للبيت الابيض التى جاءت مشروطه عبر هيرتسوغ الرئيس الاسرائيلي الذى ذهب بهذا التمنى للرئيس بايدن ليقوم بتوجيهها !!! هذا ما ستجيب عنه مؤسسه بيت القرار فى تل ابيب التى مازالت تمتلك
شرعيه استاتيكو الدوله الاسرائيليه...
وفى حال تم اقرار توصيات الاداره الامريكيه من قبل
بيت القرار فى تل ابيب فان الحكومه الاسرائيليه سيعاد تشكيلها لتكون بحله جديده مقبوله كونها ستكون على موعد مع تغيير جوهرى فى سياساتها كما ستكون على موعد مع مع حواضن سياسيه محيطة تجعل منها دوله مقبوله فى المنطقه فى حال اقرت بحل الدولتين واعاده التاكيد على الحدود الرابع من حزيران باعتبارها حدود الدوله الفلسطينيه....وهذا ما قد يؤهلها لابرام اتفاقيه طبيعة مع جيرانها العرب بما فى ذلك مع المملكه العربيه السعوديه كما يصف ذلك المتابعين فى حال التزمت بالمبادره الامريكيه بهذا الصدد..
الامر الذى سيجعل من مجتمعات المنطقه تعيد بناء خطوطها الواصله ضمن ارضيه عمل مشتركه استراتيجية الابعاد ..فهل تلتقط اسرائيل المفردات الجديد التى يراد صياغتها لترسيخ مناخات السلم الاقليمي والامن الدولى بهذه اامناخات !؟ ام ان بيت القرار فى تل ابيب يبقى مختطف من ايدولوجيه منطرفه غير مقبوله اسرائيليا كما هى مرفوضه اقليميا ودوليا هذا ما ستجيب عنه الايام القادمه ..وهو ما يجعل المنطقه تعيش اجواء بين التغير والتغير ...