المعركة لا تتجزأ الاردن هو الاردن وفلسطين هي فلسطين

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
زهير العزه 
منذ سنوات كانت أصوات عربية ترتفع وتتحدث عن علاقات طبيعية  مع الاحتلال الصهيوني وتدعو الى  السلام العادل  بمفهوم لا يعرف أي معنى للعدل ، لانه يقوم أساسا على الاقرار بحق الصهاينة الاعداء بالجزء الاكبر من أرض  فلسطين ، بل أن القرار 242 الصادرعقب عدوان الصهاينة على العرب عام 1967، والذي لم تلتزم به دولة الاحتلال كما لم تلتزم بالقرارات التي سبقته او أعقبته ، كان بداية الخطيئة العظمى بحق فلسطين والاقطار العربية الاخرى ، فقد كان بداية الهزيمة بإعتباره أدى الى أول إعتراف بواقع الاغتصاب للأرض الفلسطينية التي أحتلت عام 1948، وما تبع ذلك من تنازلات حتى وصلنا الى ما يجري من هرولة نحو التطبيع مع العدو.
 أبناء فلسطين الأبطال وبناتها في كافة أنحاء فلسطين المحتلة من بحرها الى نهرها، وهم يتابعون ويهتمون بذات الوضوح حقائق ولادة معادلات جديدة في المنطقة ، وما يتصل بصراعهم مع الإحتلال، يدركون انهم يسيرون على طريق تغيير قواعد الحرب لا قواعد الاشتباك مع العدو، فاليوم  بما يجري من عمليات مقاومة بالصدورالعارية وحتى باللحم الحي، يكتبون تاريخا جديدا متصلا،يقول إن شعب فلسطين لا ينتظر أحدا ، وأنه قادرعلى أخذ قضيته بيديه وحيدا ، فهو لا ينتظر أولا "سلطة رام الله " أوسلو" التي يحملها مسؤولية إضاعة جغرافيا القدس والضفة الغربية بمتاهات الاستيطان تحت نظريات التفاوض البائسة منذ اتفاق أوسلو ، ومسؤولية التنسيق الأمني مع جيش الاحتلال ومخابراته وما أسفرعنه من الحاق الأذى بمئات المقاومين سجنا وقتلا ، ولن ينتظر موقفا عربيا ، ولا يأبه للتطبيع الذي قرره بعض العرب مع كيان الاحتلال ، ولا تهمه القمم العربية المحزنة ، ولا ينتظر الأمم المتحدة والدول العظمى وما قدمته السياسات الأممية من معاملة لكيان الإحتلال ككيان فوق القانون بدلا من فرض معاملة يستحقها  ككيان خارج عن القانون .
الفلسطينيون من الجيل الجديد الذين قرروا اخذ زمام المبادرة بمواجهة العدو الصهيوني من الضفة الغربية الى غزة الى أرض  فلسطين المحتلة عام 1948 الى أماكن الشتات، يدركون اهداف المشروع الامريكي والغربي القائم على الحفاظ على الاحتلال بأبشع أشكاله وتوحشه، كما يدركون ان الامريكي ومن معه من خدم ،يريدون تركيب فلسطينياً قادراً على تخديم هذا المشروع ،وإعتبار جهاز الخدمة هذا أسمه "سلطة وطنية فلسطينية"، ويدركون ايضا أن الامريكي يدفع من خلال الضغوط على بعض النظام الرسمي العربي وبعض الخونة والعملاء  من الفلسطينيين لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول المتواجدين فيها، خاصة في الاردن ولبنان وسوريا ، ولذلك تجد أن اكثر المطالبين بحق العودة الى فلسطين هم من أبناء فلسطين المتواجدين قسرا في هذه الدول ،ولو سمح لهم بالتعبيرعن ذلك لوجدتهم ينامون على أعتاب سفارات الدول التي كانت سببا في تشريدهم من أرضهم " بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة" من أجل الضغط عليها، وعلى دولها لتحقيق هذا المطلب الانساني والقانوني. 
واليوم والحديث يتنامى عن التطبيع بين دولة الاحتلال ودول عربية جديدة وعن محاولات امريكية وعربية لتوطين الفلسطينيين ، فأن الشباب الثائر الان في الضفة الغربية ومن ينتظر خلف الحدود يكرس معادلتين هامتين في مواجهته للاحتلال ، معادلة صعود الحضور الشعبي والمقاومة المسلحة على امتداد الارض الفلسطينية من البحر وحتى النهر، بل قد تمتد الى خارجها  ، ومعادلة تراجع قوة وفعالية المؤسسة العسكرية والأمنية لكيان الإحتلال ، بصفتها العصب الوجودي لهذا الكيان ،ولذلك كان سياق المواجهة المتلاحقة في وجهة هذا الصمود الفلسطيني وتجلياته يأتي بهذه القوة المتنامية ، بالرغم من الثمن الغالي الذي يدفع من الشهداء بشكل يومي .  
والجيل الجديد من الشباب الفلسطيني والعربي يدرك أن ما يجري من عمليات مقاومة ستجهض كل مشاريع  الهرولة الرسمية العربية نحو الكيان ،فالمسار المقاوم ليس لحظويا وانما مسار قرر فيه الفلسطيني المواجهة بعدما تأكد وتحقق أن قضيته تم الاجماع على تصفيتها، واذا تركت للحكومات العربية وعلاقاتها بالادارة الامريكية وحكومة الاحتلال فان المشروع الذي ينتظر الفلسطينيين هو ذوبان القضية الفلسطينية وتهويد القدس وإغلاق الباب أمام حق العودة ، لذلك هم يدركون أن ما تقوم به الحكومات العربية من خلال التطبيع ما هو الا طعنة أخرى في الظهر الفلسطيني ، وليس عملية حماية أو دفاع عن الحق الفلسطيني كما تقول هذه الحكومات ، بل انه مشروع واضح لدمج الكيان في العالم العربي والمنطقة على حساب قضيتهم ووطنهم وهويتهم وكرامتهم، وهم يعولون على أبناء الشعب العربي الذي اثبتت الوقائع انه يرفض ما تقوم به حكوماته. 

وإذا كان بعض النظام الرسمي العربي يريد صنع برقع للخيانة من أجل التآمر على تصفية القضية الفلسطينية بالتعاون مع الامريكيين من أجل طرد الفلسطينيين الى الاردن وتوطينهم كما جاء في موقع "رسبونسيبول ستيب كرافت" الأميركي الذي نشر مقالا للكاتب ماثيو بيتي وتحدث فيه عن أن "النسخة الأكثر اعتدالا من خطة إسرائيلية -لإجلاء الفلسطينيين إلى الأردن- تقوم على وضع أجزاء من الضفة الغربية التي لا تريد إسرائيل إعادتها تحت الحكم الأردني. أما النسخة الأكثر تطرفًا فتنطوي على طرد الفلسطينيين بشكل نهائي إلى المملكة"، انتهى الاقتباس "  فإنه مطلوب من الادارة الامريكية  ومن اذنابها العمل على قتل غالبية أبناء الشعب الفلسطيني وشرفاء العرب حتى تستطيع تمرير مثل هذا المشروع التوطيني والاحلالي، فالثمن سيكون كبيرا على  من سينفذون المشروع... فالمعركة مع الكيان وداعميه طويلة وستبقى فلسطين هي فلسطين وسيبقى الاردن هو الاردن ..هكذا أعلنها شباب فلسطين في الارض المحتلة وعلى عتبات المسجد الاقصى  .. وهكذا اعلنها الفلسطينيون في الشتات وهم ينتظرون الفرصة التي ستأتي لا محالة لتحرير فلسطين كل فلسطين ....
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences