"مبادرات خلاقة لا ترى النور" ...
الشريط الإخباري :
عمر ضمرة
في عام 2021، قبل عامين، وفي زمن جائحة كورونا ، تم إطلاق مبادرة زراعة 100 شجرة باولونيا في منطقة دوقرة بالزرقاء. هذه المبادرة تمثلت في زراعة أشجار الباولونيا التي تعتبر واحدة من أسرع الأشجار نمواً في العالم والتي تنتج خشبًا ذو جودة عالية.
وتحدث المشاركون عن اهمية زراعة هذه الشجرة" الباولونيا"، التي يصل ارتفاعها إلى 25 مترا خلال السنوات الخمس الأولى من عمرها، وتنتج أفضل أنواع الخشب بالعالم". وأكد ضرورة العمل على تطوير صناعة الأخشاب محليًا، خاصة وأن المملكة تستورد نحو 120 مليون دينار سنويًا من الأخشاب.
كما أوضحت الشريكة في إطلاق المبادرة : "إنني نشأت وعشت طفولتي في روسيا وشاهدت كيف يرفد شجر الباولونيا الاقتصاد الروسي بالدعم وكيف يعطي طابعاً جمالياً للمناطق السياحية والزراعية العامة، وكيف يعمل آلاف المواطنين الروس بصناعة الأخشاب والزراعة وغيرها".
بالنسبة للـ 100 شجرة التي تم زراعتها، يمكن القول أنها من المحتمل أن تكون نمت وازدهرت بعد مرور عامين من الزراعة،شجر الباولونيا ينمو بسرعة، ويصل ارتفاعه إلى ما يصل إلى 25 مترًا خلال السنوات الخمس الأولى من عمره، فيما إذا تمت الرعاية الجيدة لهذه الأشجار وتوفير الظروف المناسبة لنموها، فمن المرجح أن تكون قد نمت وأسهمت في توفير مصدر محلي للخشب ذو جودة عالية.
الاحتفال بإطلاق هذه المبادرة كان مناسبة مهيبة وهامة، حيث تمثل خطوة نحو تعزيز صناعة الأخشاب المحلية والحفاظ على الموارد الطبيعية،تعكس هذه المبادرة التزاماً بالاستدامة وتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال الاستفادة من موارد محلية غنية.
أسوق هذه القصة من عشرات قصص المبادرات التي لا يتم متابعتها، ولا نعلم فيما إذا تحققت الأهداف المرجوة منها ، أم لا، ففي التسعينيات من القرن المنصرم ، تم إطلاق مبادرة نحو أردن أخضر عام 2000". وكان هذا الشعار الذي أطلقه ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، الأكثر رواجاً في البلاد خلال التسعينيات. كان يأمل حينها أن تتحول أراضي البلد الصحراوي إلى أرض خضراء، فكانت المدارس حينذاك تنظم نشاطات، يتوجب خلالها على الطلبة غرس الأشجار.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه : هل تحول الأردن إلى بلد أخضر؟ الجواب لا. فاليوم غاب الشعار تماماً، وبدلاً من أن تزداد المساحة الخضراء، زادت مساحات الكتل الإسمنتية وزادت مساحات التصحر .
من المعروف علمياً إرتفاع درجة الحرارة في المدن عنها في المناطق الريفية المحيطة بها بنحو 3-4 درجات مئوية، وتحدث هذه الظاهرة بسبب الأنشطة البشرية المتمركزة في المدن والتي بدورها تولد الحرارة، ومنها: المواصلات ،والأنشطة الصناعية والتجارية، حيث لا تنفذ هذه الحرارة إلى الغلاف الجوي ،نظراً لاحتباسها في الشوارع الضيقة والهياكل الإسمنتية.
تقلل المساحات الخضراء من أثر التلوث البيئي وتحد من أضراره، وذلك عن طريق امتصاص الكثير من الغازات والملوثات في الهواء، مثل غاز ثاني أكسيد الكربون والذي يُعدّ من غازات الدفيئة المُؤدّي إلى تغيّر المناخ، كما أنّ عمليات تجديد الهواء وتنقيته تُساهم في تحسين الظروف البيئية في المدن وبالتالي تعزيز حياة الأفراد النوعية
في حين أثبتت الدراسات تقليل الإجهاد وأثر ضغوط الحياة على الإنسان ، في حال وجود المساحات الخضراء، سواء أكانت حدائق للتنزه أو أشجار متناثرة في الطريق ، مثلما يسهم في التقليل من المشاجرات والعنف الناتج عن فرط الضغط والتوتر.
لا تكاد تخلو ندوة او محاضرة أو جلسة حوارية عن أهمية إنشاء مساحات خضراء لأهميتها، على الفرد والمناخ ، إلا أننا نستمتع للكثير وننفذ النزر اليسير ، وكأننا جبلنا على صياغة العبارات المنمقة التي تأخذنا إلى عالم سحري مثالي مشوق وجذاب .ونتساءل أين دور وزارة الزراعة ؟ وأين دور البلديات ؟ وأين دور المسؤولية الإجتماعية للقطاع الخاص من شركات ومصانع تسهم في تلوث البيئة ؟ أليس من حقنا كمواطنين مساءلة هذه الجهات المعنية بصحة وسلامة المواطن وتجميل الصورة البصرية لمدننا وشوراعنا ، وصنع مستقبل أفضل للأجيال القادمة !!!