طوفان غزة يكشف نفاق أوروبا وعداء الولايات المتحدة للعرب ..
الشريط الإخباري :
زهير العزه
واضح أن المقاومة الفلسطينية ومن خلال عملية طوفان الاقصى قد وضعت القضية الفلسطينية ومآساة الشعب الفلسطيني على طاولة الاجندات الدولية، بعد أن حاولت دولة الكيان ألاستيطاني الارهابي ومعها الولايات المتحدة والقوى الغربية طمسها والغاء وجود شعبها وهذا ما صرح به رئيس العصابات في الكيان ومجموعته الاجرامية، هذا من جانب ومن جانب أخر أثبتت هذه العملية البطولية ومن خلال المواجهة مع جيش مدجج بكل أنواع الاسلحة المتطورة أن الشعب العربي وبطبيعة الحال أبناء الشعب الفلسطيني ،انهم مبدعون في المواجهة ويمتلكون القدرات الذاتية التي تمكنهم من قلب المعادلات والدفاع عن أنفسهم بعيدا عن تدخلات بعض النظام الرسمي العربي الذي يهرول يوميا للتطبيع مع الكيان.
ما جرى في فلسطين من خلال هجوم المقاومة الفلسطينية تاريخي وعظيم وله تبعات معنوية على كل الشعب العربي، فما ظهر من إعداد وتحضير وجهوزية واداء في المعركة مع جيش العصابات الصهيونية الارهابي النازي يعني أن قوة عربية مؤهلة كجيش ولدت في إطار الحرب مع المشروع الامريكي الغربي الصهيوني ويستطيع أن يتحمل منفرداً حربا ضروس ضد عصابات جيش الاحتلال، وفي المقابل إنكشف وجه جيش عصابات الاحتلال عاجزاً منهكاً هزيلاً مفككاً سهل الاصطياد، إلى حد تعجز الإمكانات والتقنيات المتوفرة له عن سترعوراته وعيوبه وهزالت قدراته الفردية في المواجهة بالرغم ما توفره له التكنولوجيا المتطورة .
فالمنطقة العربية من المحيط الى الخليج ومن خلال ما أظهرته المقاومة ، وجدت نفسها في قلب تحوّل استراتيجيّ، عنوانه سقوط كيان الاحتلال كلاعب إقليمي يتسابق البعض للتطبيع معه بصفته هو من يضمن الأمن في المنطقة سواء للغرب أو لبعض أنظمة المنطقة ، أوأنه المميز ومن يمتلك الامكانات للنهوض الاقتصاديّ بالمنطقة ، وفي المقابل وجدت المنطقة نفسها أمام عنوان واضح يؤشر الى صعود المقاومة الفلسطينية كلاعب إقليميي قادرعلى فرض معادلات جديدة، أهمها أنه بدون اخذ هذا اللاعب الفلسطيني بالحساب ،واخذ حقوق وتطلعات الشعب الفلسطيني بالتحرر من إستعمار العصابات الصهيونية النازية الارهابية ووضع القضية الفلسطينية ضمن كتاب اولويات الحلول على الاجندات الدولية والاقليمية لن يكون هناك استقرار بالمنطقة .
إن ما حدث هو أقرب للإعجاز، لكن تكشفت معه صور واضحة تؤكد على ما يلي :
أولا : أن حكومات الولايات المتحدة الامريكية المتعاقبة هي عدو للشعب الفلسطيني وقضيته ، وهي بالتالي عدو للشعب العربي من المحيط للخليج وهي عدو للاسلام والمسلمين ، ولا يمكن التعامل معها الا بهذا المستوى مما تفرضه هي علينا ، وقد ثبت ذلك من خلال ما قامت به من فتح مستودعاتها لتزويد عصابات الارهابيين الصهاينة بالاسلحة الحديثة ومنها القنابل الفراغية التي تدك الان كل مكان في قطاع غزة، ما أدى ويؤدي الى قتل الاطفال والنساء والعجزة وتدميرالمساجد فوق رؤوس المصلين بصورة وحشية ،وحركت أساطيلها لمساندة العدو في حربه على أبناء الشعب الفلسطيني .
ثانيا : أن غالبية الدول الاوروبية كشفت عن نفاقها وعجزها أمام الهيمنة الامريكية على قرارها ومصالح شعوبها ، ولذلك اتخذت قرارات داعمة لعدوان العصابات الارهابية الصهيونية على الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.
ثالثا: ان فرنسا وبريطانيا الدولتان المسؤولتان عن تقسيم البلاد العربية وجعلها بهذا الحال من التشرذم ، مستمرتان في مناصبة العرب العداء، وما تقومان به من مساندة لكيان عصابات الارهاب الصهيونية يؤكد ذلك ، وبالتالي لابد للشعب العربي أن يكون له موقفا حازما تجاههما وتجاه العلاقات الرسمية مع حكوماتها ، وليكن لدينا الاستعداد والتحضير ليوم كنسهما مع العصابات الارهابية الصهيونية من أرضنا ومن عالمنا العربي كما فعل الافارقة مع فرنسا .
رابعا : ان هذا الزمن هوالزمن الفلسطيني وزمن المقاومة الشعبية العربية ، بما تمثله معادلتان أساسيتان :، المعادلة الاولى هي صعود الحضورالشعبي والمقاومة المسلحة على امتداد الارض الفلسطينية من البحر وحتى النهر وغزة في الطليعة وتنامي هذه القوة الصاعدة في الضفة الغربية بالرغم من وجود التنسيق الامني لسلطة اوسلو مع العصابات الارهابية الصهيونية ، والمعادلة الثانية هي تراجع قوة وفعالية المؤسسة العسكرية والأمنية لكيان عصابات الاحتلال ،ولذلك كان سياق المواجهة المتلاحقة التي حدثت خلال الساعات الماضي التي قادتها المقاومة لضرب الاحتلال في الاراضي المحتلة عام 1948 والتي تحيط بالقطاع الذي يخضع لحصارخانق من كل الاتجاهات .
خامسا : سقوط مقولة السلام الاقتصادي الذي روجت له دولة العصابات الارهابية الصهيونية ومعها الولايات المتحدة والغرب الاوروبي وبعض العرب، إذ أثبتت الوقائع أنه بدون أخذ حقوق الشعب الفلسطيني بالحسبان والاعتراف بكامل حقوقه لن يكون هناك أية علاقات اقتصادية او طبيعية في هذه المنطقة مع الكيان الارهابي.
سادسا : اليوم وغزة تقدم انموذجا جديدا لما يمكن أن تستفيد منه المقاومات العربية ، بل والجيوش العربية في حربنا الطويلة مع عصابات الكيان الارهابي الصهيوني والغرب الاستعماري، فانه من المهم الاستفادة من الظروف المثالية لخبرة المقاومة في هذه المعركة بما يتوافق مع مصالح الامة ، حيث كان لتحديد المقاومة زمان المواجهة ومكانها وإطارها، والظروف المثالية لساعة الصفر لكسر ميزان الردع اهمية بالغة بتحقيق هذه النتائج المبهرة ،على عكس ما كان يجري في كل مراحل الصراع مع العدو، فكان إختيار اللحظة المناسبة ، بما يتيح ضرب غطرسة الكيان الارهابي وعنجهيته في مقتل وداخل صميم جيشه ،أثر بالغ في الازمة النفسية والارباك الذي اصاب الكيان بما ادى الى تمريغ أنفه أمام العالم .
اليوم وبغض النظرعن ما تقوم به العصابات الارهابية الصهيونية من عمليات قتل ضد المدنيين في قطاع والضفة الغربية من نساء واطفال وشيوخ ، وبما توفر لها من دعم امريكي عسكري وسياسي ومالي واضح وصل الى حد المشاركة بالمعركة ضد قطاع غزة ، فأن المهم أن غزة والمقاومة وفلسطين قد ربحوا المعركة لصالح قضية فلسطين ولصالح العرب والمسلمين ، والاكثر أهمية كيف ستتعامل المقاومة مع هذا الربح خاصة في مجال التفاوض عبر الوسطاء؟ وما هي حدود المسموح به من تنازلات في ملفات تتعلق بالاسرى والقدس والمسجد الاقصى وموضوع استمرار حصار القطاع والاعتداءات على أبناء فلسطين بالضفة الغربية بكل اشكال هذه الاعتداءات ؟، حيث اثبتت التجارب السابقة ان كل الوسطاء العرب ومعهم الغربيين لم يحافظوا على ما التزموا به وما قدموه من ضمانات لفلسطينيين ،بل قالوا لهم بعد ان اخذت عصابات الكيان ما تريد ، إن سقف ما بين أيدينا حبر على ورق لم تلتزم به العصابات ، وبالتالي اذهبوا وانقعوه واشربوا ماءه، ، لذلك على المقاومة ان لا تخضع لابتزازالوسيط العربي ولا الى الرهان على اوروبا وخاصة المانيا التي انحازت بشكل بشع الى وقاحة وعربدة «الكيان الاسرائيلي» الصهيوني والارهابي والعنصري التي لا حدود لها، وايضا فأن على بعض النظام الرسمي العربي الذي اقام علاقات دبلوماسية مع هذا الكيان الارهابي ان يقوم بالتحرك نصرة للشعب الفلسطيني وللامة ويعمل على سحب السفراء واغلاق السفرات وقطع أية علاقات سرية من تحت الطاولة او من فوق الطاولة مع هذه العصابات .. فالتاريخ يسجل ولن يرحم ..... يتبع