أهم ما تحقق حتى الآن..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
بعد مرور نحو أسبوع.. فإن أهم ما حققته «طوفان الأقصى» ما يلي: 

1 - إعادة إحياء القضية الفلسطينية التي أعتقد كثيرون أنها انتهت، أو أنهم قاب قوسين أو أدنى من الانقضاض على ما تبقّى منها، بعد أن عاثت اسرائيل في الأرض فساداً و دخل اليهود للمسجد الأقصى ببساطيرهم وانتهكوا المقدسات ولم يعد يردعهم رادع، وتبجّح رئيس حكومتهم من على منصة الامم المتحدة منذ أسابيع رافعا خارطة زعم أنها لشرق أوسط جديد ليس فيه «غزّة «، وظنّت كثير من الدول بأن القضية الفلسطينية يمكن أن تنتهي وفقا لسيناريوهات «صفقة القرن» وما هو على شاكلتها.. وإذا بالصفقة ترتد «صفعة « أطاحت بكبرياء حكومة يمينية متطرفة متعنتة لا تريد السلام.   

2 - القضية الفلسطينية ومنذ « طوفان الأقصى» - السبت الماضي - وهي تتصدر جميع وسائل الإعلام في العالم دون استثناء مع فروقات في مساحة الاخبارفقط.. ومحتواها بالتأكيد، لكن غزّة العزّة فرضت نفسها، لتعود القضية الفلسطينية أكثر حضوراً وضغطاً على سياسات العالم الذي يدّعي التحضّر والحرص على حقوق الإنسان والتمسك بالديمقراطية، لكن الكاميرات تفضح عدوان إسرائيل الغاشم على غزّة وقتلهم الأطفال والنساء والشيوخ المدنيين ثأراً لكرامة تمرّغت في التراب.

3 - في جمعة الأمس تحرّك الشارع الأردني والشارع العربي والإسلامي وحتى الإنساني في كل العالم لنصرة فلسطين من غزّة إلى القدس إلى الأقصى ليقول للعالم بأن فلسطين باقية جذوة متّقدة لا تنطفئ في قلب كل عربي وكل مسلم بل وكل مسيحي وكل مؤمن بالإنسانية والعدالة على وجه هذه الأرض، وصدق الله العظيم حيث قال:

 « يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم، والله متم نوره ولو كره الكافرون.» 

4 - الضغط ولّد الانفجار.. وهذا ما حدث في غزّة المحاصرة كأكبر سجن على الأرض منذ أكثر من 17 عاماً، وإسرائيل اليوم وبتأييد وانحياز أمريكي وغربي مطلقين تعمل على مسح غزّة من على الخارطة..بقصف وحشي، مدعوم بغطاء إعلامي غربي أعمى - لا بل يتعامى - عن كل ما يحدث، وكأن دماء أطفال ونساء وشيوخ غزّة لا ثمن لها. 

5 - عملية « طوفان الأقصى»، أعادت للعالم التذكير بما نادى وينادي به جلالة الملك عبدالله الثاني دائماً وأبداً من أن القضية المركزية هي القضية الفلسطينية، ولا أمن ولا أمان ولا استقرار في العالم دون إيجاد حل عادل وشامل يعيد للفلسطينيين القابعين تحت أطول احتلال في التاريخ حقوقهم، والطريق إلى ذلك هو حل الدولتين، الذي تدمره إسرائيل بكل أفعالها على الأرض. 

6 -القدس والأقصى والوصاية الهاشمية والمقدسات الإسلامية والمسيحية خط أحمر، لا يمكن لإسرائيل تجاوز تلك الخطوط وإلا فالثمن ردود أفعال صادمة وصارمة لأن الضحية لم تعد تحتمل.

7 - في الوقت الذي تعمل فيه ماكينة الحرب نحو مزيد من القتل والتدمير ومحاولات التهجير، تتحرك الوساطات والاتصالات الدبلوماسية الغربية دون توجه حقيقي يوقف أبشع مجزرة في التاريخ ضد شعب أعزل على مرأى ومسمع عالم يدّعي التحضر لكنه يمارس على الأرض أبشع صور العنصرية والمعايير المزدوجة.

8 - باختصار.. عملية «طوفان الأقصى» خلطت كل الأوراق، وكشفت زيف الادعاءات والمواقف المكشوفة أصلاً، لكن ربما لم يكن البعض يعتقد أنها بهذه البشاعة.. والأهم من كل ذلك أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى المربع الأول وإلى سلم الأولويات.. أو كما قال جلالة الملك عبدالله الثاني بإيجاز: «بوصلتنا فلسطين وتاجها القدس».. وهذا لسان حال كل الشرفاء في العالم.
عوني الداوود
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences