الزميلة ليندا المواجدة تكتب : بحرُ غزة..
الشريط الإخباري :
ليندا المواجدة
في بحر غزة غرقت سفينة الإنسانية التي كانت تحمل على متنها النظم والمبادئ والقيم الاخلاقية ، التي لطالما تغنى بها قباطنة العالم بانهم يحملون معهم أيضا اطواق النجاة
ففي سورة الكهف جاء قول الحق أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا﴾ [ الكهف: 71] لان الخرق هنا كان من أجل النجاة ، أما سفينة غزة فقد خرقها دُعاة الإنسانية ليغرقوا اهلها حقاً
فهاهم دعاة الحضارة والإنسانية وحقوقها يغرقون أيضا ليس في بحر غزة ، لا بل بدماء الشهداء على يد جزاريهم في قطاع غزه بجيش منهار يبحث عن الانتصار الذي لم يدركه أو يبصره حتى هذه الساعة ، والتي بدأت غبار الحقد والانتقام تثور غبارها منذ حوالي الشهرين لتغرق خططهم على أرض غزه وشواطىء بحرها ولم يتحقق لهم سوى ابشع أنواع الصور بالابادة والاجرام والقتل المُمنهج وحددوا أهدافهم المشتته تارة القضاء على حركة المقاومة ، وتارة استعادة الأسرى ، وتارة القضاء على التهديدات التي تؤرق مضجعهم ، ولكن الذي بات جلياً وواضحاً انهم يريدونها غزه بدون شعب يريدون ليس تهجيراً هم ما يريدونه حقا أن يروا اهل غزه تحت التراب من أجل الاستيلاء على ترابها والدليل على ذلك تدمير المدن يتبعها تدمير كافة مقومات الحياة البشرية وكل هذا ما كان ليتم لولا الدعم الكبير لعقول الغطرسة والتفوق العسكري الذي يتبجحون به والذي يرونه وينفذونه بعقلية الكيان المحتل والذي هو محتل بعقلية الغطرسة والانتقام الذي امضى شهرين من اراقة الدماء ليستعيد صورته وسطوته الاحتلاليه المدعومه من صانعيه
ولكن هذا الاحتلال جعل من صورة غزه التي قدمها للعالم وصانعيه اكثر تشويها وترويعا وتكذيبا لدعاة الإنسانية الخلاقه من خلال تلك الحرب التي شوهت اخلاق دعاتها وحتى أن جيش دعاة الإنسانية المنهار والذي يبحث عن الانتصار لم يستطع أن يحقق لهم شىء من جميع اهدافهم المشؤومه
أن الأوان لهذا العدوان المدمر ومن يدعمه أن يتوقف عن هذه الاستراتيجة العمياء والحلول العسكريه واللجوء إلى الدبلوماسية التي ينبثق عنها عملية سياسية شامله بعيده عن الحلول الامنية التي تحاكي خططهم التي يسعون إليها بعد انتهاء حربهم على غزه والتي اصبحت قاب قوسين أو ادنى من الفشل العسكري وهذه دعوة للفلسطينيين وقادتها توحيد صفوفهم ودعم المصالحة الفلسطينية بينهم والذي يدعم هذه المصالحه هو الصمود الفلسطيني واحتضانهم لقضيتهم ومقاومتها وتقديمهم انفسهم لهذا العالم وقادته بانهم قيادة واحده واصحاب القضية التي تريد التخلص من نيران هذا الاحتلال الغاصب الذي لا يقيم للانسانية وزنا ووضع هذا العالم أمام مسؤوليته التي تحتم عليه الاعتراف بالدولة الفلسطينيه وعاصمتها القدس الشريف قبل أن يغرق الجميع في بحر غزه .