حدودنا الشمالية.. لا تراهنوا على صبـرنـا فأمننـا واستقرارنا خط أحمـر

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
في وقت تتزايد فيه محاولات تهريب المخدرات والأسلحة على حدود المملكة الشمالية، فإن رسالة الأردنيين لكل من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار الأردن، أننا نقف صفاً واحداً متماسكاً خلف قيادتنا وجيشنا في الذود عن هذا الحمى، ومع قواتنا المسلحة في كل ما تتخذه من خطوات للجم تلك العصابات الخبيثة التي نعلم مراميها وندرك من يحركها ومن يقف وراءها.

ونقول لمن يحرك تلك العصابات، إن أمن الأردن واستقراره خط أحمر، وواهم وجاهل من يختبر صبرنا ومن يحاول إحراجنا في معادلات نأينا بأنفسنا عنها منذ بداية الأزمة السورية، ونحن ننظر للرسائل القادمة من حدودنا الشمالية عبر محاولات تهريب السلاح والصواريخ هذه المرة، بوصفها محاولات تعدٍّ واضحة، ولن نتعامل معها إلا بحزم وصلابة وسنبتر كل يدٍ تحاول النيل من هذا الوطن.

إن الرسائل القادمة من حدودنا الشمالية، تجيء في ظل مساعٍ أردنية صادقة كانت تدعو لإعادة سوريا إلى حاضنتها العربية، فكانت عمان تشهد اجتماعات مكثفة من أجل هذه الغاية، لكن القادم من الطرف الآخر ما هو إلا مقابلة الجميل بالسوء وهذا غير مقبول وغير مفهوم المبررات، ونقول بكل عزم وثبات وبما لدينا من كفاءات عسكرية ومن تحالفات وثقة دولية ومن عزيمة وتكاتف شعبي ورسمي، إن أمن الأردن واستقراره أمر غير قابل للمساومة، وإن ما يقع علينا من ضرر سنقابله بالردع الحاسم وبالصلابة اللازمة.

لقد أدت الفوضى في سوريا وانفلات السلطة إلى نمو وسيطرة بعض الميليشيات والجماعات من قبل قوى إقليمية تريد تهريب السلاح والمخدرات للأردن وتريد أن تصدرها لدول الخليج ودول عربية أخرى، لكننا سنواجه تلك المحاولات دون هوادة، ولن يجدون منا إلا الصلابة والحزم.

وما يجري من محاولات للعبث بأمننا واستقرارنا لن نقبل معه أي تبرير، ولن نقبل إلا بإنهاء وجود الجماعات الإرهابية وعصابات التهريب التي تحركها قوى نعلمها، ولن نقبل أيضاً إلا بتحييد قدرات تلك الجماعات على تهديد الأمن الإقليمي والدولي، وإيفاء الطرف الآخر بالتزاماته في اجتماعات عمّان والقمة العربية في جدة، والمتضمن تحديد مصادر انتاج المخدرات في سورية وتهريبها، والجهات التي تنظم وتدير وتنفذ عمليات التهريب عبر الحدود مع الأردن والعراق، واتخاذ الخطوات اللازمة لإنهائها بشكل جذري.

وفي وقت كنا نأمل أن تكون النتائج سريعة وملموسة على أرض الواقع بما يحقق وحدة سوريا واستقرارها بالتوازي مع مصلحة جيرانها من العرب الذين تأثروا بشكل كبير من تداعيات سنوات الحرب والأزمة، إلا أن الرد كان معاكسا وهو ما لا نقبله ويستوجب إعادة قراءة من جديد للمشهد مع الأشقاء العرب ومع القوى الدولية الفاعلة من أجل ضبط الفلتان ورسائل الإرهاب متعددة المصادر على حدودنا الشمالية.

خلاصة القول: لا تختبروا صبرنا، فنحن نعلم من يحرك تلك العصابات، وسيكون جيشنا الباسل كعادته، حصناً منيعاً في مواجهة المعتدين، ونقول لنشامى قواتنا المسلحة اضربوا بيد من حديد ونحن معكم، وستفشل كل محاولات تلك الجماعات ومن يحركها من قوى إقليمية، وسيبقى الأردن شوكة في حلوق تلك القوى والميليشيات، ولن تنال من وحدة شعبه وتماسكه وبسالة جيشه وأجهزته تلك المحاولات البائسة والخبيثة، فنحن أقوياء بعظيم فضل الله، ومن ثم بتماسك جبهتنا الداخلية، فكل الأردنيين جنود في سبيل حماية الوطن، وعلى الآخرين أن يدركوا معادلة واحدة، أن الأردن ليس كغيره، وسوف تسقط وتنكسر كل محاولات العبث بأمنه واستقراره على صخرة الأردنيين وجيشهم المغوار.
الدستور
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences