معارك «الشبشب» و الدبابة !

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
كيف يمكن ترجمة كلمات « شبشب « و «ولعت» و «حافي « عندما تدرس أساليب المقاومة في غزة في الكليات والمعاهد العسكربة في العالم ؟ الأمر يستحق . اضافة الى استراتيجية معارك الأنفاق كخروج مقاتل من حفرة خلف خطوط العدو بسلاح محلي لا تتجاوز تكلفته أقل من خمسمائة دولار ليدمر كلياً أو جزئياً دبابة تكلفتها سبعة ملايين دولار. أو يتسلل مقاوم حافي القدمين مرتدياً بنطلون رياضة الى دبابة أو جرافة أو آلة عسكرية ليلصق بها شحنة ناسفة أو حتى يشعلها ب «ولاعة» ثمنها عشرة قروش !

بعد مرور ثلاثة و سبعين يوماً على العدوان الاسرائيلي لم تزل المقاومة تربك جيش الاحتلال وتوقع قتلى و جرحى بين ضباطه و جنوده يومياً باعتراف الناطق باسم جيشه . « لا نعرف من أين يخرجون لنا ، اننا نقاتل « أشباح « ، كما قال أحد جنوده . او كما قال وزير الحرب غالانت « اننا نخوض حرباً صعبة و معقدة ومكلفة وسنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافنا والنصر».

لكن الواقع الميداني يقول عكس ذلك . و «النصر» بعيد المنال ، بل مستحيل . فالجيش مرتبك وجنوده خائفون فاشلون .بل من فشل الى فشل.

مجموعة نصبت لها المقاومة كميناً في فتحة نفق فقتلوا . هبت مجموعة لانقاذهم فقتلوا أيضاً «الأشباح» قتلوهم !

الجيش الذي لا يقهر ذهب لتحرير المختطفين فقتل ثلاثة منهم . وبذكاء ، اطلقت المقاومة الثلاثة واعطتهم اعلاماً بيضاء رفعوها كاشارة للاستسلام . صاحوا على جنود الاحتلال «انقذونا» فاطلقوا عليهم النار وقتلوهم ظناً انهم من رجال المقاومة . وهذا أحد الاخفاقات التي مني بها جيش الاحتلال واحدث هزة في المجتمع الصهيوني خاصة ذوي المحتجزين الذين قرروا أمس الاعتصام أمام مقر وزارة الحرب مطالبين بصفقة تبادل حتى لو كانت «الكل مقابل الكل « أي كل الاسرى في سجون الاحتلال مقابل كل المحتجزين لدى المقاومة .

نتنياهو يبحث عن وهم النصر لانقاذ نفسه فهو ان أوقف الحرب على غزة سيذهب الى السجن وان استمر فيها أيضاً سيذهب الى السجن . نتيجة المعارك ، حتى اليوم ، صفر . لم تحقق أيا من الأهداف التي حددها وهي ، القضاء على حماس وتحرير المختطفين . وزير الحرب غالانت أيضاً تنتظره المحاكمة عن الفشل الاستخباري العسكري عن باكورة اليوم الأول لعملية «طوفان الأقصى «.

الأنفاق كتكتيك عسكري ليست من ابتكار غزاوي بل فيتنامي . حفرها ثوار الفييت كونغ اثناء الاحتلال الفرنسي و طوروها عندما تولى الأميركيون «مهمة» الاستعمار طور الفيتناميون تلك الأنفاق لتصل شبكتها 250 كيلو متراً . الأميركيون دربوا عملاء لهم من فيتنام الجنوبية اطلقوا عليهم «فئران الأنفاق» وراحوا يقصفون الأنفاق بأطنان من القذائف جواً ، تماماً كم يفعل الاسرائيليون الآن . تكبدت اميركا اكثرمن 60 ألف قتيل و 153 ألف جريح و 150 ألف مصاب بأمراض وصدمات نفسية. فيما قدر عدد الضحايا من المدنيين الفيتنامين ب 350 ألفاً. دائماً للحرية ثمن، ثمن باهظ.

المقاومة الفلسطينية أمضت عشرين سنة تخطط للمعركة الفاصلة المستمرة الآن . تطور الأنفاق ، تدرب أفرادها ، تخزن قذائفها و صواريخها التي لم تزل تقصف مدن الاحتلال الذي أصابه عمى العدوان ولم يتوقف عن قصف أهل غزة في البيوت والمستشفيات تقتل الأطفال والنساء والصحفيين ورجال الاسعاف و «كل مكان» كما يقول نتنياهو و غالانت .

والنتيجة ؟

هزمت أميركا شر هزيمة وانتصرت فيتنام . وستنتصر غزة وتهزم اسرائيل و أميركا .
رشاد ابو داود
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences