(نتنياهو وبايدن) و (فرعون وهامان) .. التاريخ يُعيد نفسه .. بقلم / د. حازم قشوع

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
ذهبت سيدة لهامان الداهية تطلب منه مقابلة فرعون لإعادة إحياء معزتها التى ماتت لكون فرعون قادر أن يحيي الموتى، فما كان من هامان الا وان قدم لها معزه أفضل منها وقال لها إن فرعون مشغول بخلق الإبل ... وفى اليوم التالى أخذ فرعون يقص على هامان صعوبة خلق الإبل لكير حجمة وعظيم تصوره ليجيبه هامان نعم يا مولاى إنها صعبة الى حد إخراج الإبل من المعزه سيما وام مولاى فرعون قادر على خلق من خلق جديد لا يقف جبروته عند حد إعادة احياء المعزة بل الى بيان خلق الابل منها ومن حيث راسها فقال له فرعون ما دعاك لقول ذلك فرد الداهية هامان لاننى وزير فرعون ولست بوزير للإبل لكي أقف عند مسألة إعادة احياء معزة فكلما عظم قدر مولاى زاد نفوذى عند عموم الناس فحفاظى عليك يا مولاي نابع من مسالة حفاظي على مكانتى حيث مقامك !
 
هذا هو حال نتنياهو وبايدن ومعزة ازمة المنطقة فبينما تدير هيئة الاركان الامريكية الحرب فى ربوع المنطقة تحال مسألة الهدنة التي يمكنها ان تنزع فتيل الأزمة نتنياهو باعتباره الداهيه هامان وهو الشرير الاغر الذى بيده الحل والربط باعتباره الوزير القادر على استبدال معزة العجوز من فلسطين حيث غزة الى اليمن حيث باب المندب هذا لان بايدن مشغول فى الانتخابات حيث يتم خلق الإبل هناك.
 
وعندما سئل فرعون عن حال فلسطين فى اليوم التالى أجاب عبر صحيفة بوليتكو الموضوع بيد هامان الذى لم يقدم للعجوز المعزه التي أعدت احياءها على هيئة هدنة طويلة الأمد ليقوم الجميع بتأنيب نتنياهو على فعلته بينما يذهب آخرون ابعد من ذلك و يقوموا بإدانة سمورترش وبن غفير باعتبارهم محراك الشر وهم فى السياق العام ممسحة زفر لا يتعدون مكانة الصفر الذي يحفظ المنزلة !
 
وعلى الرغم من حالة المراوحة العسكرية بين الاستعداد فى رفح والانتباه في اليمن تتم عملية إخراج الصيغه المقررة للمنطقة وتتم صياغة البيان الختامي للمشهد العام والذى يحمل فى طياته هدنة مدتها اربعة أشهر سيصعب على الجميع بعدها العودة لميدان المعركة  في غزة نتيجة ثلاث عوامل رئيسية تعتبر ضامنة افضل من كل الاتفاقات وهو ما جعل الطابع العام للمشهد يتم ترسيمه ولا يتم رسمه فقط عبر ثلاث جمل تجسيدية.
 حيث يتعلق الأول منها بمسألة الانتخابات الأمريكية التي ستكون باوجهها بعد انتهاء الأربعة أشهر يصعب على الجميع العودة الى غمار المعركة فى خضمها، واما المساله الثانيه فانه يعنونها ذلك العامل الذي يندرج بمسألة الاعترافات بالدولة الفلسطينية التى ستبدأ من طرف واحد بعد إعلان الهدنة من قبل إسبانيا وبلجيكا وفرنسا وبريطانيا ومعظم دول الاتحاد الأوروبي و يتبعها لاحقا الولايات المتحدة وهو يعد معطى جوهرى أخر سيتم البناء عليه باعتباره قوام جديد لفلسطين وسيحمل إطار واعد لفلسطين الدولة التى عليها سيعود صياغة الكل الفلسطيني في إطارها وإنهاء المؤسسات التاريخية لمنظمة التحرير، اما العامل الاخر فانها تشكل مسألة إطلاق مؤتمر للسلام من أجل  فلسطين الدولة من على أرضية المبادرة الصينية للسلام وهو المعطى الثالث الذي يضمن للجميع  بأن الهدنة سيكون مخرجها السلام بعناوينه وليس الحرب مرة أخرى.
 
هذه العناوين التي تم الحديث حولها في زيارة بلينكن للمنطقة وهي العناوين التي باتت محط إجماع عند كل الأطراف الرئيسية المشاركة والمتداخلة والتي حملت إجابات مقنعة وكان من المهم لها أن تجيب عن مساله متعلقه بمصير هامان نتنياهو الملاحق قضائيا باربعة تهم فساد والذى يبدو أنه سيبقى عالق على راس الحكومة بضمانه موقفه أثناء عملية انشغال بايدن "فرعون"  بخلق الإبل فى الانتخابات الرئاسية القادمة.
 
 ليقف نتنياهو هذه المرة على "القطعة الخضراء" بمصطلح العقوبة الضمنية الضامنة لحين الانتهاء من الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تمتلك "النخب" فيها الكعب ألاعلى للقرار فى الولايات المتحدة وليس من هم في منزلة أصحاب رأى كما في بقية دول "المركز"  او فى مستويات العموم الشعبيه عند البعض الاخر لان صندوق بيت الاقتراع الامريكي جزء مهم منه هى من مسؤولية "منظومة "  هامان  ... وهي المعادلة التي تستوجب نجاح بايدن في الانتخابات كما تستلزم بقاء نتنياهو اسير معادلتها حتى يتم الانتهاء من عملية خلق الإبل فى الانتخابات الأمريكية القادمة لكنها ذات المعادلة التي تعد ورقة ضمانه حصل عليها نتنياهو من بايدن لبقاءه في سدة الرئاسة حتى الانتهاء من المشهد الانتخابي ولقد تم اعطاءه هذه الورقه الضامنه كونها تعمل باتجاهين و تحمل توجهين بحيث تكون ضامنة لخطوط السير و حافظه لبرنامج المسير بين صاحب المقام فرعون ووزير الحراك هامان .
 
                                      د.حازم قشوع
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences