الانتخابات القادمة.. الملك يقرأ في كتاب الاردن وإدارة تقرأ في كتاب المصالح
الشريط الإخباري :
زهير العزه
الواضح لنا جميعا أن قدرنا الواحد الاحد ان نعيش في هذه الجغرافيا القلقة التي فرضتها علينا الدول الاستعمارية من خلال اتفاقيات سايكس بيكو ووعد بلفورالذي أعطى أرض فلسطين للعصابات النازية الصهيونية من أجل إقامة كيانهم الارهابي .
واليوم ونحن والعالم نتابع ما تقوم به العصابات النازية الصهيونية " اسرائيل " من عدوان إجرامي وحرب إبادة وجرائم ضد الانسانية على أهلنا في غزة ، وما تقوم به عصابات المستوطنين من جرائم ضد الاهل في الضفة الغربية ، فأن الدولة الاردنية برمتها مطالبة أن تنهج نهجا مختلفا عما كان عليه الوضع قبل ال 7 من اكتوبر/ تشرين الاول 2023 داخليا وخارجيا ،وخاصة على صعيد الاستمراربنهج الاصلاحات وأول هذه الاصلاحات الحقيقية هو الانتخابات وترك الناس تختارممثليها بحرية بعيدا عن التدخلات من "المؤسسات" التابعة للدولة، وكذلك اختيار قيادات سياسية تقود الوزارات بمختلف صنوفها لها رؤية على قاعدة ان المنصب الوزاري سياسي اكثرمنه فني ، لا كما حصل خلال العشرين عاما التي مضت حيث تم تعيين الوزراء على أساس اقل ما يقال عنه انه غير صائب وخضع لتدخلات عديدة جهوية أو أسترضائية أوشللية او عصبوية اوتنفيعية الا ما ندر ، وهذا ادى الى ترهل الجهاز الحكومي وانعكس سلبا على اداء المؤسسات بشكل عام .
ولأن الاوضاع في المنطقة ملتهبة فالاردن المعني بالقضية الفلسطينية أكثرمن غيره من العرب يحتاج الى من يقود المؤسسات بطريقة فعالة تعيد تموضع الاردن بشكل فعال بالاقليم وعلى مساحة القضية الفلسطينية بما يعيده كلاعب هام وأول، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن للقضية الفلسطينية تأثيرعلى الداخل الاردني بشكل بات معروفا ، وايضا فأن ما افرزته عملية 7 تشرين الاول /اكتوبرالبطولية من نتائج على القضية الفلسطينية وتركيبة القوى الفلسطينية المقاومة ، وعلى الكيان النازي الصهيوني الذي لم يعد القوة الاستراتيجية للغرب في المنطقة بسبب قوة الردع الاستراتيجي التي ظهرت عند قوى المقاومة الفلسطينية والمقاومة في لبنان واليمن والعراق وأيضا لدى ايران، يحتاج الى من يوازن في العلاقة مع هذه القوى وبين مصالح الاردن مع الغرب بحيث نكون نحن نقطة الالتقاء والتمحورلا نقطة النفورخاصة من قبل قوى المقاومة .
أن الملك عبد الله الثاني الذي كان دائما يطالب ويؤكد على أنه يريد انتخابات تكون نتائجها لا تسرالمتربصين بالاردن وأهله، وأثبت منذ توليه سلطاته الدستورية أنه في كل المفاصل الوطنية لا يقرأ سوى في كتاب الاردن.. وفلسطين والقدس، هو نفسه كصاحب القرارالاول في الدولة طالب اكثرمن مرة المؤسسات الحكومية بعدم التدخل بالانتخابات وترك العملية الانتخابية مرهونة للإحتكام لخيارات الناس الذين يجب أن يقولوا كلمتهم بحرية من أجل إنتاج إنتخابات حرة ونزيهه وشفافة، وتتمكن أيضا من خلالها الاحزاب والقوى النقابية والشعبية من طرح برامجها بعيدا عن النكايات والاحقاد وجلد الذات، بما يمكن الجميع من الالتفات للوطن وناسه،وقطع الطريق على أي محاولة لإغراق البلد بالمزيد من المشاكل، وبالتالي لابد من وجود رجال قادة يقودون المؤسسات وفق ما يريده الملك ويريده الشعب، وان يبتعد من يقود هذه المؤسسات عن "التشاطر " من خلف التوجيهات الملكية او لديه اجندات مع الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية.
إن اكثر ما أبتليت به الادارة في الدولة هم بعض الوزراء وبعض النواب الذين ليس لديهم تطلع الى مستقبل البلاد، بل كانوا وما زال بعضهم حتى وان انتقل الى مواقع اخرى لا يعرف ان يعيش الا في مستنقع المزايدات والنكايات والاحقاد القادمة من عقليات مريضة نفسيا قد تكون قادمة من تربية ليست سوية.
اليوم ينتظرالاردنيون مجلس نيابي ما بعد الحالي والذي ثبت انه الاسوأ في الاداء من بين كل مجالس النواب ،كما تؤكد مراكز الدراسات ، وتم رجمه من قبل الناس بكل العبارات التي تحمل السوء حيث كان مخيبا لامالهم وتطلعاتهم ، بل أعتقد جازما أنه ومن خلال جريمة العدوان النازي الصهيوني على غزة قد ارتفع الغضب لدى الناس بما جعل البعض من النواب لا يستطيع ان يتواجد في اي تجمع تكون فيه الجماهير متضامنة مع الشعب الفلسطيني مع غزة ، حتى وان تطفل البعض منهم على هذه التجمعات محاولا التقاط الصورة والتي سيتخدمها في الانتخابات القادمة .
ان المطلوب ان تكون الانتخابات القادمة مرحلة جدية وجديدة في عمر الوطن في ظل استفحال الأزمات المعيشية التي عادت لتطل برأسها بصورة مخيفة ومقلقة مع بدء العدوان على غزة فالناس تريد الافعال ،والأفعال تحتاج الى العمل في سبيل الإنجاز، وهذا لن يحققه نواب "الدفشة " أو "التركيبات" أو نواب "المكاتب المخفية" أو نواب "ردح " قادمين من فوق البكبات ولا وزراء الصدفة أو وزراء السهرات والمنتجعات الذين تعودوا وهم يتسلقون الوظائف ان يرفعوا وهم يشربون "انخاب التجلي" شعار كأسك يا وطن بدلا من اجلك وعزك نعمل يا وطن ............. يتبع