ذاكرة عربية مثقوبة بتأثير الخنوع
الشريط الإخباري :
عمر ضمرة يقول تشرشل: "لن نستسلم ولن نخسر، سنقاتل حتى النهاية، في البحر، في الجو، وسنواصل القتال من أجل أرضنا مهما كان الثمن".
هذه فقرة من خطاب رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل حينما تولى مهامه كرئيس وزراء إبان الحرب العالمية الثانية.
في 13 مايو 1940 عندما تولى ونستون تشرشل زمام القيادة كرئيس وزراء جديد لبريطانيا الإستعمارية، ألقى خطابا أمام مجلس العموم البريطاني، اعتبر نموذجًا وألهم الآلاف من الناس قال فيه: "ليس لدي ما أقدمه سوى الدم والدموع والعرق".
لاحظ رعاك الله الدم والدموع والعرق.
لاحظ رعاك الله الدم والدموع والعرق.
لاحظ رعاك الله الدم والدموع والعرق.
فالمقاومة الفلسطينية ليست اختراعا جديدا، لا على المستوى العربي، ولا على المستوى الدولي؛ وانما هي استمرار لنهج الشعوب التي تأبى الرضوخ والعبودية والذل والعار، ولا تملك سوى الرفض. قول "لا" المدوية التي تملك مفعولا سحريا أقوى من كل البوارج والطائرات والامدادات العسكرية التي لم تتوقف للكيان المجرم، منذ
عام 1948، وحتى قبل عام النكبة، من خلال امداد عصابات الكيان الطارىء وقمامة أوروبا الإمبريالية: شتيرن والهاجانا والأرجون.
كلمة "لا" التي تصدح بها حناجر الرجال الأشاوس وتنبض بها قلوبهم، هي بمثابة بصقة في وجوه الغرب المتصهين النافرة بالحقد والشر والتسلط والظلم ونهب خيرات المتطقة وإفقار الشعوب، للحيلولة دون إنجاح الدولة القومية العربية المؤسساتية التنموية.
لقد كانت بريطانيا في ذلك الحين، الحرب العالمية الثانية، تخوض أوقاتا عصيبة في ظل تفوق الآلة العسكرية الألمانية حينذاك قبل أن تدخل أمريكا الحرب، حيث كانت تتعرض للقصف الألماني، بينما استنفرت الأمة البريطانية قواها لمواجهة العدوان.
في خطابه أكد ونستون تشرشل للبرلمان أن سياسته الجديدة ستبنى على "استمرار القتال في البحر والبر والجو، وبكل قوتنا وبكل ما في وسعنا ضد ألمانيا النازية".
وأضاف: "لن نستسلم ولن نخسر، سنقاتل حتى النهاية، في البحر، في الجو، وسنواصل القتال من أجل أرضنا مهما كان الثمن".
يبدو أن لدينا ذاكرة مثقوبة، أو لا نتوقف لدى المفاصل المهمة في تاريخ الشعوب والأمم، أو أجري لأدمغتنا عملية غسيل دماغ لفترة طويلة، فأغمضنا عيوننا عن الطريق الذي سلكته الدول التي تحترم ذاتها وتعشق أوطانها، والتي أدركت بمنتهى البداهة أن المعركة الوحيدة التي تخسر فيها هي التي توقف القتال من أجلها.
حينما تنظر، من التنظير والفذلكة، بعض "الشخصيات" لمفهوم الإستسلام والخنوع والعبودية، بحجج مشاعرها الإنسانية المتدفقة والمشفقة على شلال الدم في حرب غزة التحررية، يجب أن تستحي على بقايا الدماء التي تجري في عروقها الزرقاء، وأن تجري فحصا للمادة الوراثيةDNA للتأكد من هويتها العربية.
أعطونا وصفة سياسية لإرجاع الحقوق الوطنية الفلسطينية والعربية بدون إطلاق رصاصة واحدة، وستوقف المقاومة الحرب وستعيد الأسرى بصفقة عادلة فورا، فدماء العربي غالية، متى استرخصتموها، وحرية العربي شرفه وكرامته وثروته الحقيقية .
طيب بتقولوا عد العدة..ماشي موافق، ماذا قدمت لإعداد العدة والعتاد، ماذا أنجزت لتكتفي ذاتيا، ماذا صنعت، ماذا صدرت، ما المشاريع التي وفرت المليارات على الدول العربية.ماذا تنفق
الجامعات العربية على البحوث العلمية.أين المشاريع التنموية التي
صدعتم بها رؤوسنا؟؟!! ثم لتزيد من كمية أدرينالين الرجال الأحرار، تتوقف دون أدنى ذرة خجل او يندى لك جبين لا يتقن إلا الإيماء بالموافقة، وتدعي أن العدو الأول للعرب في المنطقة هم ايران وليس الكيان، وتروج للجهلة المذهبية والطائفية، التي لم تظهر حينما كان شاه ايران شرطي الخليج وخليل بني صهيون، بل تم تحويل الصراع السياسي إلى مذهبي بعد إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، وقطعها للعلاقات مع الكيان الصهيوني. ترى كم كمية أو نوعية الكحول أو المخدرات التي تتعاطها ليخرج من فيك هذا الكلام، الذي لا يستحق الرد.
في ظل كل هذا الضعف والإستكانة والخضوع والعبودية، لا يحق لأي كان أن ينتقد المقاومة الفلسطينية التي أعادت القضية إلى تصدر نشرات الأخبار، وأخرجت مئات الآلاف غلى شوارع لندن وباريس وألمانيا وغيرها من دول المركزية الأوروبية إلى الشوارع للمطالبة بوقف المجازر الصهيونية والإعتراف بحق حرية الشعب الفلسطيني وحقه في دولة مستقلة مترابطة ذات سيادة وحدود متصلة مع الأردن ومصر ، إلى جانب تطبيق قرار مجلس الأمن194 بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيهم وبلداتهم وقراهم التي هجروا منها قسرا وتعويضهم.
ويكفي ان المقاومة حركت المجتمعات الغربية، ودفعت طلبة الجامعات الأمريكية والغربية للحراك، لانصاف الشعب الفلسطيني المحتل والمحاصر والمهجر، فضلا عن البحث والتقصي عن جذور الصراع العربي الصهيوني، الذي كان يروج ويسوق للكجتمعات الغربية بعد تغليفه بورق سوليفان مخادع مراوغ كاذب وسام.
ازاء كل قطرة دم في غزة والضفة يجب أن ننحني إجلالا وعرفانا لهذه التضحيات، وازاء كل قصف على مستشفى أو خيام أو سيارات اسعاف، يتعين أن ندرك جنون الصهاينة وقصفهم العشوائي الوحشي والهمجي غير المسبوق في تاريخ الحروب، لهو أبلغ دليل على قوة المقاومة وقتالها الشرس وعدم الرضوخ، رغم كل الضغوطات من السلطة الفلسطينية الكرتونية أو الصورية، وضغوطات الأشقاء العرب لإنهاء هذه الحرب التي كشفت عوراتهم وفضائحهم...
بالمقابل ماذا جنت دولة الكيان من حربها، ستقول قتلت وهجرت وجوعت وعطشت وأرعبت، صحيح، وهذه فاتورة الشعب الحر وقدر محتوم، لكنها لن تحقق هدفها بالقضاء على المقاومة الفلسطينية الباسلة، ولن تتمكن من إرجاع أسير واحد دون الصفقة أثناء الهدنة اليتيمة منذ بدأت الحرب، حرب الإبادة الجماعية، حرب الشياطين والخنازير.
في الختام، ورغم سخطنا على تاريخ بريطانيا الكولونيالية، وخاصة في عالمنا العربي، سنردد قول تشرشل حينما كاد الألمان يحتلونها.....
"لن نستسلم ولن نخسر، سنقاتل حتى النهاية، في البحر، في الجو، وسنواصل القتال من أجل أرضنا مهما كان الثمن".