مبادرة بايدن وتداعيات الايام المقبلة
الشريط الإخباري :
- فيصل تايه
تجد الولايات المتحدة نفسها في حالة إرباك من موقف نتنياهو وحكومته، ومع ذلك تذهب لمطالبة "حماس" بالقبول بالشروط الإسرائيلية ، في حين تواصل واشنطن الضغط على الوسطاء للضغط على "حماس" للقبول بما لم يقبل به الكيان الصهيوني بعد ، لكن من الملاحظ أن التصريحات التي يطلقها مسؤولو البيت الأبيض تتناقض مع تلك التي تأتي من الإسرائيليين وتختلف بالمطلق عن تلك التي يتحدث بها الوسطاء وخاصة ما حمله بيان الوسطاء الأخير بعد اجتماعهم بالقاهرة..!
من الملاحظ ان "حماس" رحبت بكل إيجابي ببيان الرئيس الأمريكي بايدن ، وأكدت على ثبات مطالبها التي أبرزها وقف إطلاق نار دائم وتبادل أسرى ، وإدخال المساعدات وفتح المعابر والانسحاب الكلي من قطاع غزة ، لكن الواضح أن البيت الأبيض وفي آخر التصريحات الصادرة من واشنطن يؤكد أنه ينتظر الرد الإسرائيلي؟! ، فإذا كانت المبادرة في الاساس إسرائيلية ، فكيف تنتظر واشنطن الرد؟ وان كانت أمريكية لماذا لم تصرح بهذا واشنطن وتقول إنها فرضت هذه التخريجة بهدف إنقاذ إسرائيل خشية أن تجد نفسها منبوذة دوليا ومحاصرة إقليميا
واللافت أن هذا الصخب القائم بين واشنطن وتل أبيب اقترن بحملة اتصالات مكثفة يجربها البيت الأبيض مع عدد من زعماء المنطقة ، من اجل دعواتهم للمقاومة بسرعة قبول المبادرة وان لا تتأخر بالرد عليها، في الوقت الذي لم توافق إسرائيل عليها بعد ، ثم تتحدث مع الوسطاء عن ضرورة الضغط على المقاومة وحركة حماس وكأن واشنطن تريد من حماس أن تخرج حاملة الراية البيضاء ، والأمر الأهم أن واشنطن ترى ما لم يره القادة الإسرائيليين، وهو خوف واشنطن من عزلة دولية تحيق بهذا الكيان، واتساع دائرة الصراع وخروجه عن النطاق الفلسطيني وجبهات الإسناد ليتحول إلى صراع إقليمي شامل، اضافة الى رغبة واشنطن بإنهاء نيران المنطقة والتفرغ لحربها في أوكرانيا التي تشكل قلقا لها على ضوء تقدم الجيش الروسي في أكثر من جبهة من جبهات الحرب..
إذا من سيجبر الآخر نتنياهو أو بايدن؟ أم تبقى المبادرة بيد المقاومة وهي صاحبة القرار الأخير في المعادلة؟ هذا ما سوف تكشف عنه تداعيات الأيام المقبلة.