رجل السياسة ورجل الدولة ...
الشريط الإخباري :
محمد هشام البوريني
ليس كل من يتعاطون السياسة أو يطلق عليه رجل سياسي يكون رجل دولة بمعناها المتكامل العميق .
فرجل السياسة ينظر إلى الأمور بمداها القصير بلا عمق ورؤى استراتيجية وينحصر تفكير ذلك السياسي في تحقيق أهداف ذاتية أو انتخابية أو حزبية تشكل قناعاته المرحلية فيتنقل بينها حسب المرحلة والظروف..
وهذه القناعات ستدخل رجل السياسة في تناقضات وصراعات مع رموز الواقع السياسي الذي يحيط فيه فيضطر إلى نقل بندقيته من كتف إلى كتف للنجاة باهدافه القصيرة المدى.
وبناء عليه تبقى سلوكياته تنحصر في توجهاته النفعية حتى وإن اخذت ببعض جوانبها العمل ضمن أطر جبهوية أو حزبية.
مثل هكذا عمل( سياسي ) يبرز الى الواجهه صراعات بين قوى مجتمعية تحمل نفس التوجه والرؤى فتؤخر اي تقدم أو إنجاز للمصلحة العامة ويبقى رجل السياسة حبيس نرجسيته وشعاراته الخشبية والتنظير المريح .
أما رجل الدولة وبما يملكه من فكر عميق وقدرات على رسم استراتيجيات وخطط قابلة للتطبيق وتحويلها إلى عمل منتج تترجم إلى مشاريع نافعة تصب في مصلحة الدولة ومصلحة المجتمع ، يشكل نقيض ذلك السياسي المبدع في حرق المراحل وفعله السلبي على مستقبل المجتمع ..
إن رجل السياسة قادر أن يصبح رجل دولة حينما يبتعد عن أهدافه الآنية والمرحلية وخططه قصيرة المدى مهما كانت شخصية أو حزبية وينتقل إلى حمل اهداف واستراتيجيات عميقة وبرامج تخدم كل المراحل فترفد العناوين الرئيسة للدولة وتعزز برامجها المستقبلية .
فرجل السياسة يحرق المراحل لتحقيق أهدافه الذاتية ورجل الدولة استراتيجي بنظرة ثاقبة عينه على المستقبل بفهم عميق لكل الظروف والمتغيرات .