وداعا زيد الرفاعي شيخ السياسيين وصاحب الحضور الجميل

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

 

زهير العزه 

ليس أمراً سهلاً أن يعرف الإنسان من سيرثيه بعد رحيله عن الدنيا وكيف سيكون الرثاء، كما انه ليس شيئا سهلا ان تكتب عن انسان بحجم  الراحل السياسي  الكبير والمفكر دولة زيد الرفاعي ، رجل المهمات الصعبة ، أحد صناع كي الوعي المعاكس لتدمير البلاد عبرالتفرقة او الجهوية او المناطقية ، فقد كان صاحب فكرة  حرب العقول عبر حرب الحجة بالحجة والفكرة بالفكرة ....ولشاب بمثل عمري عندما تعرفت على دولته من خلال الدكتور جمال الشاعر رحمهما الله  في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي استطيع القول ان غيابه اردنيا وعربيا موحش بقدر ما كان حضوره مؤنسا .

 غادرنا زيد سمير الرفاعي ونحن نعيش القلق والمنطقة تقع على أسنّة الحراب في لحظة احتدام فلسطين  في مواجهة النازية الصهيونية ، غادرنا وهو المسكون حبا للامة وللاردن ....  لحق برفيق دربه المرحوم رئيس مجلس الاعيان الاسبق الباشا عاكف مثقال السطام الفايز الذي كرمني بأن  جمعني ذات صدفة مع دولة الرئيس زيد سمير الرفاعي اكثر من مرة في بيته بجبل عمان حيث كانا يتجاوران او يتقابلان بالسكن، وقد رأيت فيهما التماثل في الآدمية والثقافة وتسكنهما روح الدولة والأمة والقضية.

غادرنا زيد سمير الرفاعي الذي عرفته مظلوما لا ظالما، رحيما يقف مع المستضعفين لا جبارا يساند الظالمين، يشعر مع الناس بالرغم من الظلم الذي لحق به من خلال ادوات وابواق حاولت تشويه صورته وصورة عائلته ، وهو الذي كان يقول علينا ان نضع كل شيء على بساط العقل ونتجه نحو حل المشاكل في صراعنا مع الزمن لحفظ امن واستقرار البلاد وتوفير العيش الكريم للناس فالقضايا الاشكالية  الكبرى تتسارع في هذه المنطقة والاردن يقع على حافة الفالق البركاني العنيف لهذه الاشكاليات ، ولذلك كان هو جسر العبور بين الاردنيين .. له أسلوباً في الحياة  وحضور جميل ، أدمنه كل من عرفه حتى ولو التقاه لمرة واحدة، اسلوب يجمع بين الثقافة السياسية العالية  وبين الوعي والتفكير الاستراتيجي بما فيهما من رقي بحيث يمكن تسميتها إدمان الطريقة الرفاعية.  

اليوم ونحن نودع قامة سياسة أعطت للوطن من عمرها الكثير، وكان أمينا مخلصا للعرش الهاشمي يحفظ أمانة المسؤولية ،ويمتشق عقله في كل الامور والمهام الصعبة التي كان جلالة الراحل الكبيرالملك الحسين يكلفه بها ، لا يسعنا الا ان نتقدم من عائلته ومن نجله الرئيس سمير زيد الرفاعي ومن اصدقائه وكل من عرفه ومن الوطن بأحر التعازي ،  فسلام عليك يا زيد ... سلام عليك يا أبن الاردن.. سلام عليك يوم ولدت ويم تخلد حيا .........…

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences