(جنون وغطرسة) في البحث عن هيبة مفقودة

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

فيصل تايه

 حرب إبادة يومية ممنهجة ومستمرة ، ما زالت تتعرض لها غزه ، حرب تجريف متعمد للبشر والشجر والحجر ، حرب لم يشهد التاريخ مثيلا ، من حيث قدرات أطرافها، ومن حيث رؤية الرأي العام الدولي لها، ومن حيث موقف النظام الدولي لها بكل مؤسساته ومنظماته وأجهزته المعنية بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين ، حرب غير مسبوقة وجرائم ترتكب خلالها بدون هوادة ، من يرتكبها تجرد من كل القيم والأخلاقيات الحضارية والإنسانية، حرب إبادة مشفوعة بغطرسة قوة صهيونية ودولية وخطاب استكباري أكثر غطرسة وهمجية ووقاحة وانحطاطاً إنسانياً يتم تسويقه لتبرير الحرب والجرائم لمرتكبيها الذين يخجل منهم كل مجرمي الحروب في التاريخ ، حرب تجسد حقيقة العقلية الصهيونية التي يسردها لنا التاريخ عن إجرام هؤلاء البشر ، ففي "غزة" سقطت كل القيم الإنسانية، كما سقطت كل القوانين والتشريعات الدولية .

ان مآسي "غزة" أثبتت مدى الانحطاط القيمي والأخلاقي الذي تعيشه البشرية بكل معتقداتها وقيمها الإنسانية والحضارية، وكشفت هذه الحرب عن إجرام بشري قبيح ومتوحش ، إجرام لا يقف في نطاق السلوكيات الإجرامية الصهيونية، بل يمتد إلى كل المنظومة الدولية ، فهذه المنظومات التي كانت حتى نهاية "الألفية الثانية" تتخلى بقدر من مشاعر الخجل ، إلا أن "الألفية الثالثة" جاءت لتجردها من بقايا هذه المشاعر ، فتماهت بإجرامها الصامت مع  جرائم العدو ، بعد أن أصبحت هذه المنظومة مخلصة لخنوعها للأساطير الصهيونية .

إن ما يجري في "غزة" وكل فلسطين من إجرام وطغيان وعربدة يمارسها الصهاينة برعاية ودعم غربي هدفه الأساسي الانتقام من عملية "طوفان الأقصى" التي أفقدت الصهاينة وداعميهم كل أساطيرهم العسكرية والأمنية وقوة ردعهم التي لا يقهرها قاهر..!

كل ذلك من جنون وغطرسة وتنكيل واغتيالات التي تقوم بها هذه المنظومة الاجرامية وتوعد دول المنطقة بالويل والثبور ، وكل هذا الجنون يأتي بحثا عن هيبة مفقودة وانتصارا لكرامة اهدرت ومحاولة استعادة قوة ردع سقطت من غير رجعة مهما ذهب الصهيوني بغطرستها .

وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences