نقطة ضوء للتعليم تُكرم ثُلةً من المبدعين الأطفال
رغم التنظيم المُتقن لهذا الحدث إلا ان العفوية الطفولية كانت السِمَةَّ الأبرز له ، ورغم الوقار والحضور الرسميّ إلا ان شعبوية الأطفال قد زادت من هيبته ، ورُغم إزدحام المسرح واكتظاظه وامتلائه عن بكرة أبيه إلا انك تشعر براحبته واتساعه بهذه القلوب الطفولية الرحبة ، ورغم الحُجُبِ التي تستُر عنا الغيب والمستقبل إلا انك ترى المُستقبل المُشرق مُرتَسِمَاً على هذه الوجوه الطفولية. قلوب الأطفال فرحتهم العفوية ، ضحكاتهم البريئة ، مسرحٌ مملوءٌ عن آخره ببرائة الطفولة يتلاقفون الفرحة فيما بينهم وكأنها دميتهم الجميلة المُفضلة . أجواءٌ نقية ووجوه بهيةٌ وفرحةٌ طفولية عفوية . كانت هي تلك الصورة التي إرتسمت اليوم على وجوه العشرات من الأطفال الكُتاب الصغار الذين نَعِموا بتكريمٍ وتقديرٍ هو الأول لمعظمهم ان لم يكن لجميعهم ، فهم لأول مرةٍ يقفون على منصة تكريمٍ ، هم لأول مرةٍ يسمعون أسمائهم تتردد في أرجاء مركزٍ ثقافي ملكي يصاحبها عواصف متتاليةٌ من التصفيق ، هم لأول مرةٍ يتحصلون على شهادات تكريمٍ قد خُطت عليها أسمائهم ، كثيرةٌ هي الأشياء المفرحة التي حدثت معهم اليوم لأول مرة وقطعاً لن تكون الأخيرة.
هذه اللوحة الجميلة التي رسمتها اليوم ( منظمة نقطة ضوء للتعليم ) خلال حفل توزيع جوائز مسابقة الكاتب/ة الصغير/ة في دورتها الثالثة بعنوان ( دور الأردن في دعم صمود أهل فلسطين وغزة ) للعام 2024 خلال الحفل الذي أقيم في المركز الثقافي الملكي يوم السبت 24 /08/ 2024 وذلك تحت رعاية معالي وزيرة الثقافة السيدة هيفاء النجار. وتم خلال الحفل الذي أقيم بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم الأردنية ووزارة الثقافة ودعمها تكريم 282 مشاركاً من خمس وستين مدرسة، ومن أربعة مركز ثقافية وكذلك توزيع جوائز ماليه قيمتها ما بين ال 100 دينار و 250 دينار للحاصلين على المراكز الأربعة الأولى. وعلى غير ما جرت عليه العادة من تكريم الحاصلين على المراكز الأولى فقط فقد تم تكريم كل من شارك في مسابقة الكاتب/ة الصغير/ة وهذا ترك أثراً إيجابياً على المشاركين وذويهم وقطعاً سيكون محفزاً للمشاركين بالإستمرار في طريق التميز الذي رسموا خطوطه الأولى.
وأكدت المديرة التنفيذية لمنظمة نقطة ضوء للتعليم عطوفة الدكتورة فيروز سامي عمرو خلال كلمتها على ان الموضوعات التي تم اختيارها للمسابقة في الدورات السابقة تنبع من رسالة المنظمة و رؤيتها في نشر التعليم و التعلم في المجتمع الأردني.إلا أن هول الحدث والصمود الأسطوري لأهل غزة اللذين يكتبون التاريخ بدمائهم ودماء أطفالهم ،بعد قتل الصهاينة لكل مظاهر الحياة فيها واتباع سياسة التجويع و التعطيش بمنع دخول أية مساعدات إليها و ،موقف الأردن الرسمي و الشعبي العروبي المتقدم ؛ أدت إلى تكريس فكرة المسابقة في دورتها الثالثة والتي تقوم على كتابة قصة قصيرة تبين هذا الصمود الاستثنائي الذي يبدو خارج أطر المعقول والمنطق و دور الأردن قيادةً هاشمية ً رائدة و شعباً أصيلاً معطاءً في دعمه بكافة السبل و الوسائل : السياسية و الدبلوماسية في المحافل الدولية ، وكذلك المادية بتقديم المساعدات العينية و التبرعات النقدية والمعونات الطبية. وأضافت الدكتورة فيروز أن الأردن كان و ما زال الاقرب الى معاناة الشعب الفلسطيني و القضية الفلسطينية ، و الاكثر إحساساً بمأساة العدوان الاسرائيلي على عزة و آثاره المدمرة فالضفتان توأمان و ستبقيان توأمان . ولا أدل على هذا التعاطف الشعبي المساند من عدد المشاركات التي وصلت الينا والتي زخرت بمشاعر الفخر و الحزن والألم و الاحساس الصادق بمعاناة اهلنا في فلطين و غزة فقد بلع عدد الأعمال القصصية المشاركة 282 (مائتان و إثنين و ثمانين ) عملاًمن طلبة المدارس الحكومية و الخاصة في العاصمة و المحافظات .
وفي كلمته التي القاها نيابة عن لجنة التحكيم قال الأستاذ محمد جمال عضو هيئة تحكيم المسابقة أن اللجنة نظرت في إبداعات مئتين واثنين وثمانين مُشاركة من خمس وستين مدرسة، ومن أربعة مركز ثقافية، كان للإناث النصيب الأوفر منها بنسبة 86% إلى جانب مانسبته 14% من المشاركين الذكور، وقد عملت لجنة التحكيم وفق معايير وضعتها وتوافقت على أسماء الفائزات والفائزين ودرجاتهم. وأضاف الأستاذ محمد جمال أنه ودعماً من إدارة منظمة نقطة ضوء للتعليم، فقد قررت مشكورة طباعة الأعمال القصصية الفائزة في كتاب ورقي توثيقي، إلى جانب نسخة أخرى إلكترونية، وثالثة مسموعة؛ ليتمكن أطفالنا من ذوي الإعاقة البصرية من الاستماع إلى تلك القصص.
وحضر الحفل الذي كان سعادة ظاهر أحمد عمرو أحد داعميه الأساسيين المئات من الأطفال المكرمين وذويهم ووسائل الإعلام كذلك عطوفة الدكتور سالم الدهام مدير مديرية الطباعة و النشر مندوب معالي وزيرة الثقافة ومندوب معالي وزير التربية وعدد من أصحاب المعالي والعطوفة والسعادة وجمهورٌ غفير وكانت عريفة الحفل بإمتياز الإعلامية دُعــاء الـعـوراني.
وقد تخلل الإحتفال الذي بدأ بالسلام الملكي الأردني ثم تلاوةً مباركة من القرآن الكريم عرض فيلمٍ قصيرٍ عن واقع التعليم الصعب في قطاع غزة خلال الحرب وإنجازات فردية تعليمية وجماعية حققها العديد من أهل القطاع رغم الدمار الذي أصاب القطاع التعليمي في غزة كما باقي القطاعات. وقد لاقى الفيلم إستحساناً كبيراً لدى الحضور حيث وثق الفيلم في بعض مراحله مناقشةً لرسالتي ماجستير ودكتوراة من خيام النزوح مما يُدلِلُ على مدى العظمة والعنفوان والإصرار لأهلنا في قطاع غزة المنكوب على التحصيل العلمي ونيل أعلى الدرجات العلمية من بين الركام والدمار.
الجدير ذكره أن مجهوداً كبيرا وموصولاً لأشهر عدة قد سبق هذا الحفل قادته الدكتورة فيروز سامي عمرو وفريقها وقد ساهم هذا المجهود في خروج هذه الإحتفالية على هذا الشكل المميز الذي كُرِمّ خلاله زُهاء الثلاثمآئة من مشاركين وداعمين وراعين لهذا الإحتفال.