أخبار وفوبيا . . .
بقلم /سهير نجار.
و إذا غزَّةُ سُئلَت ، بأيِّ ذَنبٍ قُصِفَت ؟!
لو ما مات أبي في تموز 2021
لقضى نحبه في حرب أكتوبر 2023 على غزّة لقسوةِ ما رأينا ،،،
أكادُ أُقسِم ،،، لَن يُسَامِحَ اللهُ الأرضَ البَتّة؛
لأنّها لم تنفَجِر لما يَحدُثُ ، و لم تُزَمجِر انتصاراً للحقِّ البائِنِ كالشّمسِ في رابِعةِ النّهار...
وَيْحَكُم و تَعساً لكم،، ما أنتم فاعِلونَ متى ما جاءَ دوركم ؟! هل ستقولونَ: "ليتني أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثّورُ الأبيض" ؟!
هل اهترأت "واااامُعتصماه " أمِ اغتُصِبَت !!؟
أم تُراهُ المعتصم مشغولٌ بحسابِهِ في البنك و حسابِهِ على الإنستغرام... ؟! أو أخالُهُ ذاقَ طعمَ "البرغر" و "المارون غلاسيه" و الخبز الفرنجي و النًبيذ ،
و ارتداءَ الذّهَبِ و الحرير ،و النّومَ تحتَ التّكييفِ أمامَ شاشَةٍ تقطُرُ دماً و هو مُستَلقٍ بجوارِ شقراءَ على السّرير ؟! هل اندثرت المروءة و النّخوة ؟! هل ماتت الإنسانيّة و اختُزِلَت فقط بحقوقِ قوسِ قُزَح ،و تخفيضِ الضّريبةِ على خمورٍ في القَدح ، لِتِلكَ التي ترقُصُ على أشلاءِ الأمّةِ من شِدّةِ الفرح، و أخرى تموتُ من تُخمةٍ أصابتها بالقُرَح ؟! و صَمَمٍ أصابَ صادِحاً نذيرَ شؤمٍ وقتَ الفجرِ مع ديكٍ صاحَ و كلبٍ نَبَح ؟!؟
أكادُ أُقسِم ،،، لَن يُسَامِحَ اللهُ عروبَتَنا البتّة،
إلا الجيل الذي تربّى على "الياسين" ...
رحمك الله يا شيخ المجاهدين ..
يا مَن حَفظِ اللهَ في قلبِه ،
و رَأيناهُ في قولِهِ و عملِهِ ؛
ستَنتَصِرُ حتماً بإذن الله..
قسما بدمِ الشّهداء ، كلّ شهداءِ الحقّ و الحريّة الحقيقيّة ، ما بسمع و / أو بشوف أخبار منذ فترة ؛ لأنّني كدتُ أموت حرفيّاً - لااا مجازَ فيه- لقلّةِ الحيلة ،،، قَبّحَ اللهُ من استطاعَ إنقاذَ غزّة لكنّهُ استمرأَ ابتلاعَ لسانِهِ كأنَ على رأسِهِ الطّير. خَوفاً أو طمعاّ بدولارٍ زيادة ثمناً لسكوته ...
وصلتُ الموتَ إلا قليلاااا ؛ و صرتُ أسأل فقط عن الأخبارِ التي ترفعُ المعنويّة لتساعدني على التّعافي .
كثيرونَ هم مَن قُتِلوا بالصّورةِ كحالتي .. فلا حربَ تُشبِهُها ؟! لكنّ فلسطين لم و لن تركع ، و قد عاهدَ أهلُها السّماءَ أنّهم لن يرحلوا ، حتى لو جاعوا و عطشوا ، أو نزحوا من شمالٍ إلى جنوب ( معلِشششش) استشهدوا و مُسِحوا من السّجلّ المدني ( معلِشششش)، اعتُقِلوا عُذِّبوا (معلِشششش) ؛فلسطين ولّادةٌ و مهرها غالي ،
تقطّعت بهم السُّبُل ،، و قُطِّعوا إرباً إربااا و سُرِقَت جلودُهُم برضو ( معلِشششش) ، ،
لسانُ حالِهِم : (عهدَ اللللله ما نرحل ..
عهدَ اللهِ نجوع نموت و لا نرحل ..
و إحنا كِطعة من هالأرظ و عمرِ الأرظ و ما بنرحل..)
و مع خبرِ استشهادِ ( أبي العبد) صارَ وُجوباً الإسراعُ بإمساكِ قُلَيميَ الصّغير الذي يكبرُ بِهِمْ ، مش لأنو الشُّهداء مستويات و شهادة (أبو العبد ) أحسن ، لكنَّ اغتيالَهُ -و هو المتحدّث باسمنا جميعاً -صفعة في وجه كلّ فلسطينيّي الخارج و الدّاخل ، بل و أحرارِ الكون ، الذينَ يعتبرهم العدوّ الصّهيونيّ "غوييم" تحتَ شعب الله المُختار يأتمرونَ بأمرِه !!!؟؟؟
ليأتينا أبو إبراهيم ؛؛؛ خيرُ خَلَفٍ لخيرِ سَلَف،
أيّ يحيى السّنوار ؛؛؛
يا وجهَ فِلَسطينَ المُنيرَ المُشَرِّفَ الصّامِدَ الصّابِرَ .. و لِسَانَها الحقَّ و قَلْبها الجَسور َ و يَدَها المَسْلُولَةَ الصّارِمَة :
(يا يحيى خُذِ الكِتابَ بِقوّة)؛
كتابَ مُبايَعَتِكَ و تأميرِكَ -لَيسَ فقط مِنْ أهلِ اللهِ في حركةِ المُقاوَمة الإسلاميّة "حماس"،
بل مِنْ أحرارِ الكونِ كُلِّهِمُ ؛مِمَّن فَهِموا - عمليّاً لا لِسانِيّاً - معنى (الصّبرُ و الرِّضى)؛
كَلِمَتانِ خفيفَتانِ على اللسان
تُقَرِّبانِ للرّحمان ، تُدخِلانِ الجِنان
عبادَتانِ حبيبتانِ للنّبيِّ العَدنان..
الصّبرُ و الرِّضى كلِمَتانِ سَهْلَتانِ على رجالِ اللهِ
و مُمْتَنِعَتانِ عَمَّن سِواهُم ..
الصّبْرُ من صِفاتِ الأنبياءِ و الرُّسُل ،
و مَنْ كانَ مِنْ أهلِ اللهِ يستَطيعُ إلى الصَّبْرِ سبيلاااا..
أمّا الرِّضى عِنْدَ أهلِ غَزَّةَ هاشِم ،
فَحَدِّث و لا حَرَج ، نَحسَبُهُم مِمَّن ( رَضِيَ اللهُ عَنهُمْ و رَضوا عَنْهُ .. )؛
فقد شاهدَ الكونُ كلُّهُ صبرَ و رضى غزّة
(فلا قَبْلَ قَبْلَ ، لا بَعدَ بَعد )
فسلامٌ عَليكَ يومَ وُلِدتَ و يومَ اعتُقِلْتَ
و يومَ حُرِّرتَ - تَبادُلاً غاظَ أعداءَ اللهِ و أعداءَ الأُمّةِ - و سلامٌ عليكَ حتّى النّصر ، حتّى القدس بكُلِّ مُقَدّساتِها ، سلامٌ عليكَ سيّدي حتّى تحريرِ كلّ فلسطين مِنَ المَيِّة للمَيِّة و مِن رأسِ النّاقورة حتّى أمِّ الرّشراش ، لا تنازُل عن حبّةِ ترابٍ واااحدة ؛ و لا عن قطرةِ مِلْحٍ مُذابَةٍ في بحرِ فِلَسطينَ -المَيِّتِ- الحَيِّ بأهلِه ، و لا تنازُلَ عن ملليترٍ مُكْعَبٍ واحِدٍ من غازِنا ، و لا عن شعاعٍ للحرّيةِ من شمسِنا من هوائنا رُفاةِ شُهَدانا عصافيرِنا زيتِنا زعتَرِنا دحنونِ قُرَانا .... و كلِّ أرضِ بلادِنا ما تحتَها و ما فوقَها ..
"من ليس مع شعبه في الحرب، لا يحقّ له الوجود معه أيام السِّلْم" - صحّ لسانك الآب مناويل مسلّم.
و للسّنوار أقول يااااا أبا إبراهيم سلامٌ عليكَ حينَ قلتَ لهم :
( سيأتي يومٌ و أصيرُ سجّانَكُم
و تُصبِحونَ و عائلاتِكُم أسرىً عندنا )...
و حينَ قُلْتَ - في غيرِ مَكانٍ -
نحنُ لَنْ نَرفَعَ الرّايةَ البَيْضاء
و قُلْتَ : هل مطلوب منّا أمامَ العالمِ أنْ
نُقتَلَ و نكونَ الضّحيّةَ الطّيّبة حَسَنَةَ الأخلاق
التي تُقتَل دونَ أنْ يَرتَفِعَ لها صوت ..
و سلامٌ عليك يا يحيى يومَ تُستَشهَدُ
(فيَحسِبونَكَ مَيِّتاً و أنتَ عندَ ربّكَ مِمَن يُرزَقون )
سيّدي :
صَحَّ لِسَانُكَ
و حَسُنَ إيمانُكَ
و الشّهادَةُ - مِفتاحُ الفِردَوسِ- خاتِمَتُكَ
بإذنِ اللهِ ( أبا إبراهيم ..
امْضِ لِتُرِيَنَّ العالمَ بأسْرِهِ أنَّ (أبا العبد) الشّهيدَ -أبَ و جَدَّ الشُهَدَاءِ- أعطاهُم وقتاً أكثرَ مِمّا يستَحِقّون؛ لا لِعَدَمِ كفاءَتِهِ أو قُدرَتهِ ( لا سمح الله) بل لأنَّ رجالَ اللهِ يؤمنونَ ب( أتى أمْرُ اللهِ فلا تَستَعجِلوه..) و يَمِيزونَ بِفَرادَةٍ معنى ( لكلِّ مقامٍ مقال- أو كما يقولُ أهلُنا في أمِّ الدُّنيا "كلّ وقت و لهُ أذانُه " .. و بِلُغَةِ السّياسةِ دهاءٌ مَحمود، ديبلوماسيّةٌ إيجابيّةٌ بلا إفراطٍ يجرَحُ الحقوقَ أو كرامَةَ الأُمّة ، و دونَ تفريطٍ بقطرةِ دَمٍ واااحدةٍ لااا. و لا حتّى بلَحظَةِ حِرمانٍ و معاناةٍ لطفلٍ رضيعٍ للتّوِّ أضحى يتيماً بَكَت أمُّهُ أرمَلَةً ( و قد باتت ثكْلى) و هيَ تُزَغرِدُ لاستشهادِ أبيه ،أخيه أختِه، خالِه عمِّه جَدِّه جدّتِه ... و قد تكونُ أسيرةً مُحَرَّرَةً ثمَّ جاءَها نِداءُ السّماءِ أن هَلُمِّ للانضِمامِ إلى رِفاقِ الصّادِقِ الأمين، و أداةُ النّداءِ (كُنْ) فَأمْسَت شَهيدَةً لأُسرَةٍ شهيدةٍ و الرّضيعُ شهيدٌ - على اعتبارِ ما سيكون - إلاااا إذا تَرَأَّسَ الأُمّةَ المُقاوِمَةَ رَجُلٌ صدوقٌ مُحَنَّكٌ داهيةُ هذا الزّمان ، يُدرِكُ تماماً أنّ من جادَلَ كليمَ اللهِ لااا يُمْكِنُ أنْ يَفهَمَ لغةَ التّفاوُضِ و لا يعنيه
" السّلام" "الشّلوم" ال بييس- peace"
و بِلُغَةِ العَسْكَر هي قواعِدُ الاشتباك و تَوازُنِ الرُّعب ، بل أكثرُ من التّوازن،
فبالصّبرِ و الرِّضى إيماناً - لا رئاءَ النّاس - و بالوعيِ بامتلاكِ الحقِّ و المُثابَرَةُ على انتزاعِه؛ يكونُ الفلسطينيُّ هو الأقوى .. و الحقُّ لا يموتُ بالتّقادُم.
هو كَرٌّ و فَرٌّ بمقدار .. مُقبِلِينَ غيرَ مُدبِرين ، مؤمنينَ بأنَّ ( ما أُخِذَ بالقوّة لاااااا يُستَرَدُّ إلا بالقوّة ) ، و أنّ شهدانا في الجنّة. و قَتلاهم في النار.
وفّقكَ اللهُ لما أنتَ إليه ، و سدّدَ خُطاكَ حَرَكَةً و قرارات ، و أعانَكَ على حَمْلِ الأمانة ؛
أمانةُ فِلَسطين أرضاً و إنساناً ، و حقّقَ اللهُ لنا النّصرَ و التّحريرَ على يديكَ النّظيفَتَين آآآمين .
و ما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ و لكنَّ اللهَ رمى بِيَدَيّ رجالِه
و نَحسَبُكَ واحداً مِنهُم ، و لا نُزَكّي على اللهِ أحداااا ؛
رجالٌ صَدَقوا ما عاهدوا اللهَ عليه .. أربابُ أفئِدَةٍ لا تَخافُ في اللهِ و الوطنِ لَومَةَ لائِمٍ و لا تَحسِبُ حِساباً لأحدٍ تحتَ الله .. يَعقِلُونَ ما مُلِئَت به أفئدَتُهُمْ مِن كلامِ السّماءِ ؛ ما يُحَرِّرونَ به الإنسانَ و يعمِرونَ بهِ الأرضَ لآخِرِ نَبَضٍ في عروقِهِم ، كابِراً عن كابرٍ مناضِلاً تِلْوَ مناضِلٍ ، و شهيداً يتلَقَّفُ الرّايَةَ عن شهيدٍ عن شهيدٍ عن شهييييد ... حتّى تتوقّفَ الشّمْسُ عن أداءِ وظيفَتِها .. لِيَلْقَوا ربَّهُم راضينَ مَرضِيّين
لاااااا نُكْطةَ اليومَ - كالمُعتادِ - آخِرَ المقال ؛
لِهَيْبَةِ صاحِبِ المقامِ المقصودِ في المَقال،
و المهيوبِ تاريخاً و فِكْراً ، لا لطولٍ بِهِ
أو لَونٍ... لاااا و لا لِجمال ؛
بل لِمَناقِبَ بهِ تَميزُهُ ، لا تُشْتَرى بالمال،
و للّهِ الأمرُ مِن قَبْلُ و مِن بعد ،
إليهِ الرّجوعُ و المآل ...
لااا نُكْطَةَ اليومَ آخِرَ المَقالِ ؛
وفاءً و تقديراً لِتَضْحِياتِ و دِماءِ فِلَسطين على مدارِ عقود...
و أخُصُّ بالوفاءِ و أُجْزِلُ التّقديرَ لِمقبَرَةِ الغُزاةِ عبرَ العصور ( و إذا غزَّةُ سُئلَت ، بأيِّ ذَنبٍ قُصِفَت )؟!
استوقفني خبر :
* "تم شحن حوالي 74 ألف زجاجة من النبيذ، من حوالي 60 دولة إلى لندن من أجل التحكيم لهذا العام.... واجتمع قرابة 240 خبيرًا من جميع أنحاء العالم في أبريل/ نيسان لتذوق بين 80 و90 نوعًا من النبيذ يوميًا." سمّ الهاري قبل كلّ شيء يا أيّها العالم المُتَصهيِن المنافق الحُرّ الدّيمقراطي الإنسانيّ المُتحَضِّر يا ابو حقوق الإنسان بحريّتهم في تحديد هويّتهم الجَندَريّة و ميولهم ... ؟!؟! يا ولاد ال.... شحنتـم ٧٤ ألف زجاجة نبيذ من ستينَ دولة إلى لندن في مسابقة جوائز "Decanter World Wine" لعام 2023، و ما استطعتم شحنَ ٧٤ زجاجة حليب لأطفال غزّة !!؟؟ و استطاع 240 خبير نبيذ من جميع أنحاء العالم أن يجتمعوا .. لكنّهم لم يستطيعوا الحضور لغزّة لكسر الحصار عليها إنسانيّاً و فضح جرائم الصّهاينة !!!!!!
لاااا نُكْطَةَ اليومَ آخِرَ المَقالِ ؛
احتراماً لشهدائنا ، و تقديراً لأبي إبراهيمَ المَرهوبِ الجانِب ،
سواء مِنّا عَرَباً ، أو مِنَ الأجانِب
و سلامي لكم يا أهل الأرضِ المُحتَلّة
يا مُنزَرِعين بمنازِلِكُم قلبي معَكُم و سلامي لكم
"يا تلاميذَ غزَةَ علّمونا ..
علمونا بأن نكون رجالا
فلدينا الرجال صاروا عجينا...
حررونا من عقدة الخوف فينا
واطردوا من رؤوسنا الافيونا
علمونا فن التشبث بالأرض
ولا تتركوا المسيح حزينا...
نحن موتى لا يملكون ضريحا ويتامى
لا يملكون عيونا قد لزمنا جحورنا
وطلبنا منكم أن تقاتلوا التنينا...
قد صغرنا أمامكم ألف قرن
وكبرتم خلال (أشهُر) قرونا
يا تلاميذ غزة
لا تعودوا لكتاباتنا ولا تقرأونا
نحن آباؤكم فلا تشبهونا...
أمطرونا بطولة وشموخا
إن هذا العصر (الصّهيونيّ)
وَهمٌ سوف ينهار
لو ملكنا اليقينا..."
ألله غالب