نشطاء وناشطات الزرقاء يؤكدون أن استمرار حالة العزوف ستؤدي إلى نتائج سلبية ..
4 ايلول/سبتمبر 2024
نشطاء وناشطات الزرقاء يؤكدون أن استمرار حالة العزوف ستؤدي إلى نتائج سلبية مؤكدين أهمية المشاركة بكثافة لإنتاج مجلس نواب قوي، ويدعون لتعزيز الوعي الحزبي للمساهمة في اختيار الحزب الذي يعكس الأولويات ويعبر عنها تحت القبة
بمشاركة حوالي 60 من نشطاء وناشطات رابطة أهالي طيرة دندن نظم مركز القدس للدراسات السياسية حواريةً بعنوان انتخابات 2024 ... نحو برلمان قائم على التعددية الحزبية، وتحدث في الحوارية التي تأتي قبل سبعة أيام من موعد الاقتراع كل من النائب الأسبق المهندس سمير عويس، والناشطة الحقوقية المحامية فاطمة قُصاد.
في بداية الحوارية رحبت المديرة التنفيذية لمركز القدس للدراسات السياسية الأستاذة هالة سالم بجمهور المشاركين، منوهةً إلى أن أحد أسباب عقد هذه الحوارية في محافظة الزرقاء هو انخفاض معدلات الإقبال على الاقتراع، حيث تعد الزرقاء وفقاً لبيانات الهيئة المستقلة للانتخابات من الدوائر لأقل اقتراعاً، لذلك جاء التركيز على محافظ الزرقاء، حيث نوهت سالم إلى أن هذه الحوارية كان قد سبقها سبعة حواريات في المحافظة ضمن الحملة الوطنية لحفز المشاركة ومغادرة العزوف، ونوهت سالم إلى أن عدد القوائم المحلية المترشحة للانتخابات في محافظة الزرقاء قد بلغ 11 قائمة محلية مُشيرةً لتحسين الحراك الانتخابي مقارنةً بالسنوات السابقة ومؤكدةً على أن إنتاج برلمان متعدد الأحزاب يتطلب مشاركة كثيفة وواسعة في عملية الاقتراع.
وفي إطار الحديث عن التعددية الحزبية أكدت سالم على ضرورة الاطلاع ومعرفة التوجهات السياسية والفكرية للأحزاب السياسية لما لذلك من دورٍ في اختيار القائمة الحزبية وفي هذا الإطار جرى توزيع خارطة للأحزاب السياسية على المشاركين كان مركز القدس قد عمل على إعدادها حيث اعتمد تصنيف الأحزاب السياسية على وثائقها وبرنامجها..
المحامية فاطمة قُصاد ركزت في مداخلتها على التوعية بالمصطلحات والمفاهيم المرتبطة بالديمقراطية ومتطلباتها حيث سلطت الضوء على الدستور الأردني بوصفه أهم المراجع القانونية فهو من يحدد اختصاصات المؤسسات في الدولة وصلاحياتها، موضحةً بأن النظام السياسي في الأردن يقوم بشكلٍ رئيسي على ثلاثة عناصر الملكية ومجلس الوزراء الذي يمثل السلطة التنفيذية ومجلس الأمة الذي يضم مجلسي الأعيان والنواب، وأوضحت قُصاد بأن الأمة هي مصدر السلطات وتمارس صلاحياتها من خلال اختيار من يمثلها في مجلس النواب.
وأكدت قُصاد أهمية المشاركة في الانتخابات لأن الظرف السياسي الحالي على المستوى الداخلي والخارجي يستدعي اختيار مجلس نواب قوي قادر على مواجهة التحديات التي يمر بها الأردن، مؤكدةً بأن أهمية الانتخابات تكمن بدورها في تشكيل الرأي العام والتعبير عن إرادة الشعب، والحفاظ على النظام الديمقراطي.
المهندس سمير عويس افتتح مداخلته بالتطرق إلى البيئة الإقليمية وما يحدث في الأراضي الفلسطينية وانعكاساتها على المنطقة، مؤكداً على أهمية المشاركة في الانتخابات واختيار برلمان قادر على القيام بأدواره السياسية على المستوى الداخلي والخارجي منوها بأن اختيار مجلس نواب على كفاءة عالية سيسهم في حماية الأردن من الأطماع الصهيونية في الأردن، إضافة إلى المساهمة في تعزيز مبدأ الفصل بين السلطات.
على صعيد تحديث المنظومة السياسية أكد عويس على أن هنالك ضعفٌ على مر السنوات من جانب الحكومات في تنفيذ الرؤى الملكية في الإصلاح السياسي، مُشيراً إلى أن هذا الضعف في التطبيق قد أدى إلى تنامي ظاهرة العزوف عن المشاركة في الانتخابات وبخاصة في المدن الكبرى (اربد، العاصمة، الزرقاء)، منوهاً بأن نسب الاقتراع في القرى والأطراف تعد مرتفعةً لأسباب اجتماعية.
ودعا عويس إلى تعزيز الخطوات التي من شأنها إظهار ما وصفه بحسن النوايا، وتعزيز ثقافة الحوار وقبول التعددية، سعياً لتعزيز المشاركة في ظل وجود عوامل قد تؤثر على معدلاتها واستمرار حالة ضعف الثقة من جانب المواطنين.
واختتم عويس حديثه بالتأكيد على أن نائب الخدمات ساهم في اضعاف الأدوار الأساسية للنائب في الرقابة والتشريع .
من جانبها تمحورت مداخلات الحضور حول حالة الإحباط وعدم الثقة بالتجربة الحزبية وما تشهده هذه التجربة من حراكٍ قُبيل الانتخابات، حيث استذكر المشاركون برلمان عام 1989، داعين في الوقت نفسه بضرورة الانخراط والمشاركة لاختيار الأصلح والأقدر على تمثيل الأردنيين، منوهين بضرورة معالجة التحديات التي تواجه التجربة الحزبية وبخاصة فيما يتعلق بطريقة اختيار المرشحين، وعدم وجود برامج حقيقية قابلة للتطبيق على الأرض، مؤكدين الحاجة لمجلس نواب قوي قادر على دعم المواقف السياسية..
وفي ذات السياق شدد الحضور على أن العزوف عن المشاركة سيُفضي الى نتائج سلبية و منوهين بأهمية تعزيز الثقافة الحزبية، فهناك شريحة واسعة من المواطنيين لا تزال تجهل الكثير عن الاحزاب، ولاتزال النظرة الأمنية للأحزاب قائمة، وشدد المشاركون على أهمية دور الاعلام في هذا الجانب خاصة التلفزيون الأردني في تخصص برامج تثقيفية حول الاحزاب ودورها في الحياة السياسية في الأردن. وعبر عدد من المشاركين عن قناعتهم أن المال الأسود لايزال ظاهرة في الحملات الانتخابية، وأن القوانيين الحالية غير رادعة في منع تفشي هذه الظاهرة.
وكان رئيس لجنة العلاقات العامة في رابطة اهالي طيرة دندن الأستاذ حسن الطيراوي قد تولى إدارة أعمال الحوارية حيث رحب في بداية الحوارية بالمشاركين مؤكداً على أن الانتخابات النيابية تشكل الحدث على الساحة الأردنية لما لها من أهميةٍ تأثير على مستقبل الأردنيين داعياً لضرورة الانخراط والمشاركة لاختيار مجلس نواب يكون صوتاً في الفترة القادمة.