رجا طلب يكتب .. منذ متى ينتقد الكريم وكرمه ..؟؟
رجا طلب يكتب ..
منذ متى ينتقد الكريم وكرمه ؟؟
• اثار كرم الضيافة الذي قام به احد المرشحين للانتخابات النيابية في احدى المحافظات لدى افتتاح مقره الانتخابي جدلا واسعا بعد ان سلطت عدة وسائل اعلام الضوء على ما قدمه هذا المرشح وعائلته من كرم الضيافة غير المسبوق في الحملات الانتخابية ، ويقال ان ما قدمه هذا المرشح الشاب الذي يسعى للدخول الى الحياة البرلمانية للمرة الاولى لحم 38 جملا ذُبحت في مقره الانتخابي بالاضافة الى كميات كبيرة من " الكنافة والقهوة حيث توافد الى مقره خلال هذا الافتتاح اكثر 15 الف مواطن ، من ضمن ما لفت انتباهي واستغرابي في ان معا هو تعرض هذا المرشح وكرم ضيافته للنقد وحاول منتقدوه الغمز من زاوية ما اسموه " رشوة انتخابية " وهو غمز ولمز مضحك ومبكى لان مجرد التعرض للكرم بالنقد هو نوع من البخل ليس المادي فحسب بل البخل الاخلاقي ايضا ونقيض لقوله تعالى ( واما بنعمة ربك فحدث ) صدق الله العظيم .
والسؤال هنا منذ متى كان الكرم هو عمل مشين وموضع انتقاد وادانه ، سواء على مستوى عاداتنا الاردنية العريقة التى ورثناها ابا عن جد ، او على المستوى الاخلاقي الانساني او على مستوى ارثنا وتراثنا العربي العريق ؟؟؟
مما يجهله المنتقدون قيمة الكرم في موروثنا العربي الاصيل ومن ابرز ما سطر بحروف من ذهب في هذا التراث هي واقعة " كرم حاتم الطائي " الذي ذبح فرسه العزيزة على قلبه ليكرم ضيوفه الذين جاءوه في وقت المحل والجدب " ومن هنا اصبح كرم حاتم الطائي مثلا يتداوله العرب في الجزيرة العربية ويصفون به اصحاب الكرم فيقال ( اكرم من حاتم ) ويقول عدد من المؤرخين انه بات مثلا ايضا في بلاد الهند والسند بعدما ذاع صيت حاتم الطائي عبر تجار الجزيرة العربية الذين كانوا يتاجرون مع بلاد الهند والصين .
من الناحية التراثية والعادات والتقاليد فان المقر الانتخابي هو امتداد للبيت ومن يطأ ارض بيتك لابد من اكرامه بما استطعت ويقول تعالى في منزل تحكيمه ( لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ) صدق الله العظيم ومن هنا يمكن القول ان الكرم واكرام الضيف تاج الاخلاق ودرة القيم .
اما الذين حاولوا الهمز واللمز من زاوية الرشوة الانتخابية فهؤلاء اما مغرضون وحاسدون واما يجهلون القانون واما الحالتين معا ، واكرام ضيوف المقرات الانتخابية مباح ومجاز قانونا ولا يوجد نص يُجرم
مثل هذا السلوك المتوافق والمتطابق مع الشرع والقانون ، اما البعد الاهم الذي يجهله هؤلاء المنتقدين ان مثل هذه العادات تخلق اجواء ايجابية في تحفيز الجمهور للتفاعل مع الحملات الانتخابية فهي ليست مقارا للاكل والشرب بل هي منتديات للتفاعل والنقاش وتبادل الاراء فيما يتعلق برؤية كل مرشح او القائمة او الحزب وكيفية خدمة الاردن والاردنيين وشرح البرامج التى سيقدمونها ويعملون من اجلها تشريعيا عندما يجلس النائب تحت قبة البرلمان .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) صدق الله العظيم .