ترجل الخصاونة عن ظهر جواده واعتلى حسان صهوته .. وبدأ السباق
خالد بدوان السماعنه
ما إن صدر قرار جلالة الملك عبد الله الثاني، يوم الأحد منتصف أيلول ٢٠٢٤، بتكليف الدكتور جعفر حسان بتشكيل حكومة جديدة، خلفا لحكومة بشر الخصاونة التي قدمت استقالتها، حتى بدأت حقبة جديدة تعودناها في كل مرحلة من هذه المراحل.
نعم .. ملفات تفتح عفا عليها الزمان .. ونكات وسخريات تنال الشخصيات .. ويبدأ البحث في الماضي العتيق .. كلمة هنا .. وتسجيل قديم هناك .. أو صورة لايذكر صاحبها متى التقطت له .. ناهيك عن الطعن في الأصول والفصول والأراضي والعجول .. هذا على فرض المصداقية للباحثين والمفتشين والمنبشين .. لكن متى تجاوزنا المصداقية ودخلنا في دهاليز الافتراء فحدث وبكل حرج .. حتى تصل إلى مرحلة تبغض الرجل قبل أن تراه .. وتغلق سمعك عن كلامه قبل أن يبادر هو بالكلام.
ولا يكاد ينتهي عجبك من عدم ورود مثل هذه المعلومات -غثها وسمينها- قبل أن يعتلي الرجل صهوة منصبه العام ؟! ولماذا لم تكن هذه الهجمات سابقة لمرحلة القيادة السياسية!.
الفجور مع الخصوم، ليس فقط إيذاء مادياً مباشراً عبر وسائل وطرق غالباً ما يمارسها المجرمون، ولكن أحياناً يكون إيذاء نفسياً من خلال بث الإشاعات وتشويه السمعة، والحط من الكرامة وتوزيع الاتهامات جزافاً والترويج لها وغيرها من أساليب تأنف منها النفوس الكريمة.. ومع شيوع وسائل التواصل الاجتماعي أصحبت ظاهرة تشويه السمعة والابتزاز والانتهازية ظاهرة جلية لا تحتاج لكثير بيان.
اعرف شخصا استلم منصبه قبل أربع سنوات مديراً لمكتب أحد الوزراء في حكومة دولة بشر الخصاونة .. وبمجرد استلامه منصبه بدأت حملة شعواء من الإشاعات يروج لها في أروقة المكاتب بكل أنواعها ودرجاتها ومراتبها حتى بلغ السيل الزبى ! ليقال عنه أنه كان مع مقاتلين داعش في سوريا وأنه عاد قبل تعيينه بمدة قصيرة !! .. وانا أعلم علم اليقين أن من أطلق هذه الإشاعة لا دين له ولا خلق .. فشهادة الزور سمة لا تفارق أهل الفجور في الخصومات .. كما أن حشد الأدلة المزورة وتلفيق الوقائع، علامة تستحق التوقف في تحليل شخصيات أولئك المنزوعة عن عقولهم وأخلاقهم شرف الخصومة.
وخطورة هذا النوع من الحروب يكمن في أنه يجد من يحمله ويردده في كواليس المؤسسات والوزارات ليصبح بعد فترة وكأنه قد جاء نصا في القرآن الكريم.
بل بلغ بهم الأمر إلى أشنع وأقذر من ذلك بكثير .. يخجل القلم عن كتابته .. فإذا كان هذا في حق مدير مكتب أحد الوزراء .. فكيف بالوزير نفسه؟! بل كيف بدولة الرئيس عينه !.
إنها العادة التي تجري قبيل بدء المنتخب الرياضي اللعب في محافل إقليمية أو دولية، فقبيل الموعد المعتاد تنطلق جملة من الأفواه المضادة لخيارات المسؤول الأول عن المنتخب (المدرب)، وتبدأ معها جملة التحطيم المعتادة بكل أدوات العمل الفني والإداري داخل المنتخب..!
حتى إننا لنجد أن المدرب يضع في خانة حساباته كل مرة يقود فيها المنتخب خصما ثابتا خارج الملعب أشد وأقوى وأكثر تأثيرا منه داخل الملعب، وهو الإعلام أو الشارع الرياضي الذي يتفاعل ويتعاطى ويتأثر بمردودات الطروحات السلبية غير المتزنة تجاه المنتخب والعمل الفني داخله!.
أليس من الواجب أن يقال لهؤلاء: دولة جعفر حسان هو رئيس الوزراء المكلف بقيادة الحكومة الجديدة وهو الشخص المسؤول عن مردوداتها من إيجاب وسلب، وهو الأقرب (الأعلم) والمدرك لحقيقة وكيفية ونوعية الخطة التنفيذية التي يريد السير عليها وتطبيقها في الملعب، وهو المعني باختيار الأدوات التي تساعده على تطبيقها ووضع الآليات التي تمكّنه من تحقيق ذلك! و الأكيد أن لديه معايير جد دقيقة لذلك، فما من داع أن يظهر لنا كل يوم ناقد أو إعلامي أو أيا كان ينتقد الطريقة والأسلوب الذي يختار به رئيس الحكومة طريقة عمله وأدائه! لأن ذلك كله سيزيد الحمل عليه وعلى فريقه وسيشكك بإمكاناته وإمكاناتهم وسيزعزع الفريق وسيبعثر تركيزه! .
العامل المهم الذي يجب أن يكون حاضراً لمحاصرة هذه النزعة القاتلة، هو تكريس النظام والقانون وسد الثغرات التي يعبث بها بعض الخصوم، وكلما تعززت دولة العدل والقانون كلما تراجعت نزعة الفجور في الخصومات لأن الثمن سيكون مكلفاً.