نستمر في ظلم أكبر معارك أمتنا !!
تعتبر حرب تشرين/ رمضان التحريرية التي نشبت يوم 6 تشرين الأول عام 1973 من أقسى الحروب العربية الإسرائيلية.
ورغم ذلك فإن الأمة، ما عدا مصر وسورية، لا تحيي ذكرى تضحيات شبابها من أجل التحرير والكرامة.
حطم جيشُ مصر العظيم، خط بارليف، أقوى خط دفاعي في التاريخ الحديث، الممتد من السويس إلى بور سعيد، بطول 170 كيلومترًا، بكلفة 500 مليون دولار، في اقل من 6 ساعات.
للأسف أننا لا نحتفل بحرب ملحمية مجيدة، في سياق حربنا الطويلة مع الصهيونية، رغم أن الجيش المصري قدم 8528 شهيدًا و 20000 جريح، وقدم الجيش السوري 3000 شهيد، مقابل 20000 جريح و 2522 قتيلًا من جيش الاحتلال الصهيوني.
لا نحتفل بحرب عظيمة بدأ التجهيز لخوضها 6 سنوات وشارك فيها 42 لواءً من مصر و 27 لواءً من سورية مقابل 36 لواءً إسرائيليًا.
لقد تضامنت الأمة العربية حينذاك أوسع تضامن، فتم استخدام سلاح النفط والأرصدة. وشاركت في القتال، دعما للجيشين المصري والسوري، جيوش الأردن والعراق والكويت والسعودية والسودان والمغرب والجزائر وليبيا وتونس.
للأسف أننا لا نحتفل بهذا الإنجاز الذي جعل للأمة حضورًا بارزًا وكلمة مؤثرة، لأن عددًا من المنظرين العرب، وصفوا حرب تشرين بأنها حرب تحريك وليس تحرير.
ولأنها ارتبطت بأنور السادات الذي فتح ثغرة كامب ديفيد.
ولأن المعارك انتكست في الهضبة السورية وثغرة الدفرسوار.
لقد انفجرت عبقرية مهندس الميكانيك، خريج جامعة عين شمس المقدم (اللواء لاحقا) باقي زكي يوسف، الذي فكّر خارج الصندوق، فاجترح فكرة فتح الثغرات في الساتر الترابي الإسرائيلي المرتفع 20 مترًا على امتداد قناة السويس، بخراطيم المياه، فكانت النتيجة 87 شهيدًا بدل 20000 شهيد، و 4 إلى 6 ساعات عمل، لفتح 60 ثغرة، بدل 15 ساعة !!
للأسف أننا لا نحتفل بإنجازاتنا الملحمية التي تمت في 6 ساعات، وذهب ضحيتها نحو 13000 شهيد من شباب الأمة العربية العظيمة، منهم 23 شهيدًا أردنيًا ارتقوا في الدفاع عن دمشق والهضبة السورية، من أبطال الل واء المدرع الأربعين.