هل الأردن معجزة ربانية .
قلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي.
ذكرت أغنية الفنان السعودي محمد عبده والتي تقول ( اختلفنا ميين يحب الثاني أكثر واتفقنا إنّك أكثر وانآ أكثر ) وأنا أقول حتى لو أختلفنا فيما بيننا بمين يحب الأردن أكثر وقلتم أنتم أنكم أكثر فأنا أقول لكم بإنني أحبها أكثر وأكثر.
والله لولا أن إيماني بالله بأنه هو الوحيد صانع المعجزات وأنها ما حدثت قط إلا في عهود وعصور الأنبياء ومن هم أولياء لله لقلت بأن ما يحصل مع الأردن بالداخل والخارج لا يمكننا وصفه أو توصيفه إلا بنتيجة واحدة تقول بأن هذه الدولة ببقائها وصمودها في خضم هذه التحديات معجزة ربانية .
على ضوء المعطيات الرقمية والسياسية والإقتصادية التي مرّت بها الأردن فإن النتيجة الحتمية تعطينا بأن هذه الدولة يجب أن تكون شبه متهالكة ويجب أن يكون شعبها مقهور وأن تكون أرضها مستباحة .
ولكن وبالرغم من كل التآمرات التي جرت علينا بالماضي والحاضر ومن المؤامرات من معظم الجيران ومن كل الحقد والحسد من جيران الجيران إلا أننا لا زلنا وبفضل الله وبفضل هذا الشعب العظيم بمواقفة واخلاقة وبوجود القيادة الهاشمية منذ القدم والتي تعتبر من اجرأ القيادات في الدول العربية التي تتخذ المواقف المشرفة والشجاعة لنصرة ودعم القضايا العربية والفلسطينية والإسلامية في حين لا تتجرأ الكثير من القيادات الأخرى على اتخاذها في جميع الدولة المجاورة لنا ، هذا وإن حدث وتجرأت بعض الأنظمة العربية السابقة وحذت حذونا فإننا نراها قد مزقتها الحروب والفتن والثورات وما عادت دولا وإنما صارت مقسمة إلى مجموعات من الميليشيات الطائفية أو العرقية المتناحرة فيما بينها .
كلنا يعرف أن الأردن تعتبر من أفقر الدول العربية إقتصاديا ومع ذلك فإنها من أكثر الدول العربية التي يوجد بها عمالة عربية وافدة من فلسطين وسوريا ولبنان واليمن ومن دول افريقية وشرق أسيوية .
الأردن من أكثر الدول العربية مواجهة للمحيط الملتهب والمحتوي على دول تنتشر بها الحروب والثورات والإنقلابات وهي أيضأ من أكثر الدول العربية استقبالا للاجئين بمخيمات من الدول العربية وهي أيضا من أكثر الدول العربية بطالة .
وبالرغم من ذلك فإن الأردن من اكثر الدول العربية ثقافة وتقدم تكنولوجي ، وهي من اكثر الدول العربية أمنا وأمانا بالرغم من استهدافها بحروب قذرة تشن عليها من قبل تجار الأسلحة والمخدرات والأدوية المزورة.
وعلى الرغم من وجود الحروب العسكرية المحيطة بنا والحروب المعنوية والإقتصادية والجرمية إلا أنها تعتبر من أكثر الدول العربية أمانا بالهجرة والسياحة إليها وهي الأكثر استقرارا بالمنظومة الأمنية والصحية والتعليمية .
أما حالة الأردن السياسية فهي الدولة الوحيدة بالمنطقة التي تنشط فيها بعضا من الأحزاب العقائدية والتي لم تخرج عن الخط الوطني قط .
الشعب الأردني من أكثر شعوب المنطقة إنتماء للأرض العربية والقيادات التاريخية وعلى الرغم من أن الأردن يعتبر من اكثر الدول العربية بها فقرا ولكن بنفس الوقت فالأردنيون يعتبرون من أكثر الشعوب العربية حفاوة وضيافة وترحيبا للضيوف حتى أنه تم وصفهم بالطائيون لكرمهم .
واخيرا والله ان الاردن معجزة ببقائها بالرغم من كل المعطيات والحسابات التي تعطي معطيات غير هذه النتائج التي توجد بالأردن.
الاردن فعلا معجزة بالبقاء والاستمرار وكأن الله يقول لنا بأنكم يا أردنيون سيكون منكم ومن أحفادكم بذورا وبدايات في حلم النهضة للأمة العربية والإسلامية.
حمى الله الأردن وشعبة وقيادته .