إسلاميو سورية وغزو إسرائيل لدمشق
فارس الحباشنة
جيش الاحتلال الاسرائيلي على مسافة 20 كم من العاصمة دمشق. واعلن نتنياهو عن ضم الجولان، واحتلال قمة جبل الشيخ، وخلق منطقة عازلة ومدى امني حيوي لاسرائيل في الجنوب السوري. و دوريات جيش الاحتلال وصلت أمس الى درعا، وقرى الجنوب السوري.
و في سورية ما بعد انهيار نظام بشار الاسد، يجري حديث مكثف عن تفاصيل لتقاسم السلطة. وفي الاعلام خبر معتقلي «سجون العهد السابق» يحتل الصدارة والعواجل بالخطوط الحمراء على شاشات التلفزيون، وذلك الى حين الانتهاء من احتلال وتدمير، وتقسيم سورية.
و ثوار تحرير سورية الجديدة لم يهمسوا بحرف واحد عن التوغل والعدوان الاسرائيلي المتجدد على سورية.
يبدو أنها معادلة ايديولوجية واستراتيجية للنسخة المستحدثة من الاسلام الجهادي. ونسأل عن هوية مجاهدي وثوار سورية، وكف وصلوا الى دمشق وحمص وحلب، ولا اخطر عملية عسكرية داخل الاراضي السورية.
التوغل الاسرائيلي ابعد من عمليات تدمير وحرق لمصانع وبنى تحتية عسكرية. وفي تل ابيب يتحدثون عن خط احمر لكيان مستحدث على الخريطة السورية اسمه الدولة الكردية. و يبدو ان ثمة تفاهمات امريكية واسرائيلية تقوم على دعم اقامة دولة كردية. ولربما أن امريكا عدلت عن قرار مغادرة سورية، وان قرار الانسحاب سيتم تأجيله الى موعد لاحق، وفيما الروس يجهزون الى الرحيل والانسحاب.
و ترمي اسرائيل الى اقامة رابط جغرافي بين الحزام الجنوبي في سورية ودولة كردية، وذلك عبر قاعدة النتف الامريكية. ويسمى هذا في الادبيات العسكرية والتوراتية ممر الملك دواد. لربما أن المحتفلين في النصر وتحرير سورية لم يواجهوا بعد، سؤال ما هو مصير وحدة الجغرافية السورية؟ وبالتأكيد ان قيادات الفصائل الاسلامية، وعناوين اسلامية لم يحددوا ما موقفهم من القضية الفلسطينية والصراع حولها.
و من الصعب أن يتمرد مجاهدو التحرير السوري على الشروط الامريكية والاسرائيلية. والا كيف سيتم رفع جبهة تحرير الشام من لوائح الارهاب ورفع قانون قيصر عن سورية؟
هي ملامح الصفقة السورية القادمة. قد يكون من المبكر الحديث عن سقوط تجربة الاخوان في سورية. والدليل مثبت تاريخيا، بان الاخوان لا يؤمنون بالدولة الوطنية والهويات والتعددية الاثنية والثقافية.
المضحك ان ثورة تحرير سورية جلبت احتلالا وتقسيما الى البلاد، واستشرى للفوضى. والاخطر هي الهستيريا الطائفية، والتي لا تدع مجالا للشك ان رصاصة واحدة لم تطلق على جندي اسرائيلي.
وما بعد التوغل الاسرائيلي في سورية. الجسر الكردي سيوفر لاسرائيل ان تصبح الدولة الكبرى والعظمى في الشرق الاوسط، وان تعبر الى تركيا وايران. والدولة الكردية ستكون كلمة السر لتقسيم الدول الثلاث : تركيا وايران، وسورية.
إنه الشرق الاوسط الجديد الذي حلم به شمعون بيريز. واليوم، نتنياهو يمسك بمفتاحيه، وقد تجاوز المأزق الوجودي لما انتجت حربي غزة ولبنان، ويفاوض براحة وقوة لوقف اطلاق النار في غزة، وليس مباليا من قرار الجنائية الدولية، وان بقاءه في الحكومة ضرورة اسرائيلية لانجاز مهمة توراتية كبرى لما بعد انهيار سورية.. وهذا ما دعا الى النص التوراتي وحاخامات اورشليم بخراب دمشق وانهيارها.. وليقول نتنياهو ان اسرائيل لن تزول وباقية الى الابد.