فارس حباشنة يكتب : ليس دفاعا عن معالي خالد حنيفات...
الشريط الإخباري :
وزير الزراعة المهندس خالد حنيفات ادخل مفردة العدالة الى الزراعة الاردنية .
ولربما ان التاجر من كارهي و باغضي عبارات العدل و الحق و المصلحة العامة .
العدل نقيض الجشع و التوحش و الاستغلال ، والعدل في الزراعة يقاوم الاقطاعيات و متردافاتها من
مولادت الاقتصاد الزراعي الرأسمالي المتوحش و سياسة اقتصاد السوق والاحتكاريات الكبرى .
وليس دفاعا عن وزير الزراعة .
ولكن اضحكتني كثيرا حملة " التجار " على الوزير الحنيفات ، و خصوصا حينما يلبس سمسار و مقاول و "هامور مال" ثوب العفة و
المسؤولية الوطنية ، و ينتفاخون و يجرؤون و يهددون .
ليس كل هجوم على وزير و مسؤول حكومي يعني ان الهجوم سيكون مربح سياسيا ، وان المركب سوف ينصاع لاوامر العاصفة ، و بذلك نكون لسنا عايشين في بلد محترم به مؤسسات و قانون و دستور ، و تعاقد سياسي .
تابعت الحملة ..واكثر ما ازعجني كيف يحمل الاعلام الترويج لهكذا مفردات جافة و باردة ، و تغضب وجه الله . لربما البعض اندفع وراء الحملة و الهجوم دون ان يدرك ان الوزير يقف في صف المواطن والمزارع و التاجر الصغير و البسيط ، وما يعني سياسيا و اجتماعيا انه يقف في صف الغلابة و المهمشين و المنسين ، و في خندق المصلحة الوطنية .
و الطريف .. انه حتى ما يسمون انفسهم مجتمع مدني و يدافعون عن حقوق المواطنيين الاقتصادية و الاستهلاكية و السياسية يقفون في صف الاقوياء والحيتان و طبقة الجشع و الاستغلال و اباطرة المال .
الوزير حنيفات يقود ثورة بيضاء في القطاع الزراعي ، و الوزير مغموس و مزروع في الميدان ، و يفتح ابوابا مغلقة امام المنتج الزراعي الاردني .
و ليكن في العلم ان تنظيم السوق المركزي مطلب قطاعي ملح ،و ان الوزير ذهب الى السوق المركزي من اجل المزارع و المواطن معا ، ومن اجل حماية المنتج المحلي ، وردع الاحتكار ، و حماية الاقتصاد الزراعي .
المزارع في الاعوار و المفرق و الديسي و الكرك و جرش و عجلون واربد يدرك ما يقوم به الوزير من سياسة اصلاحية ، يدرك المزارع المرتبط بالارض والتراب ماذا يعني حماية المنتج الزراعي من الحتيان و الجشعين و المرابين ؟
المزارع في الاردن جندي مقاتل و محارب ، بكبسة النبدورة و الخيار و البطاطا انتاجها ليس من التراب و الماء و السماد فحسب ، انما هي مروية بعرق و كدح الفلاحين و المزارعين ، وصبرهم و رضاهم و حبهم المستميت للارض .
هذا الكلام لا يفهمه مهما اعدنا تكراره تاجر و سمسار و كميسون ، و تاجر اقساط لمواد زراعية ومبيدات وبذور و مدخلات انتاج زراعي .
اقول لوزير الزراعة امضى في مسيرة الاصلاح و انقاذ القطاع الزراعي ، و لا تلفت الى الوراء .. انت تعرف كيف تخاطب المزارعين ، و تعرف لغتهم وتعرف الارض ورائحتها الطيبة و العطرة ، وانت ابن فلاح و مزارع ، و وزير طيب ، و خادم مخلص ووفيء للاردن و لقطاع الزراعة والمزارعين .
كلنا فلاحين ومزارعين ،و هذه هوية المجتمع الاردنية الوطنية التاريخية قبل التحوير و التزييف و التزوير .. وكل اردني حر سمع كلامك يقول .. بارك الله بقولكم و سياستك و خطواكم لحماية القطاع الزراعي ، و اخراجه من مربع التهميش و النسيان ، و اعانكم على فعل الصواب و اقامة العدل و الحق .
فارس الحباشنة