الأردنيون يحتفلون بميلاد الملك الـ 60 الأحد
الشريط الإخباري :
عمان – يصادف يوم الأحد، الموافق للثلاثين من كانون الثاني (يناير)، العيد الستون لميلاد جلالة الملك عبدالله الثاني؛ الابن الأكبر للمغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، وسمو الأميرة منى الحسين.
وتأتي ذكرى ميلاد قائد الوطن، الحفيد الحادي والأربعين لسيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، في وقت يزداد فيه الأردن منعة وصموداً، وقدرة على تحويل التحديات إلى فرص واعدة، ضمن منظومة عمل إصلاحي تراكمي يرسخ نهج حكم الدستور ودولة المؤسسات وسيادة القانون.
ويواصل الأردنيون مسيرة البناء والتقدم على خطى جلالة الملك، عاقدين العزم على أن يبقى الأردن أنموذجًا للإنجاز والعطاء والوحدة الوطنية والعيش المشترك، مؤكدين ثقتهم وإيمانهم بقيادتهم الهاشمية التي حققت الإنجازات من أجل رفعة الوطن وصون مقدراته.
وكانت مراحل حياة جلالته، منذ ميلاده في عمّان، سجلاً معرفياً زاخراً بالوعي والثقافة والمعرفة جعلت من مسيرة جلالته نموذجاً لطالب المعرفة من مصادرها.
وتلقى جلالة الملك تعليمه الابتدائي في الكلية العلمية الإسلامية، لينتقل بعدها إلى مدرسة سانت إدموند في ساري بإنجلترا، ومن ثم إلى مدرسة إيجلبروك وأكاديمية ديرفيلد في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أكمل جلالته دراسته الثانوية هناك.
وفي العام 1980، التحق جلالته بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة، وتخرج برتبة ملازم ثان، ثم التحق العام 1982 بجامعة أوكسفورد في مجال الدراسات الخاصة في شؤون الشرق الأوسط.
والتحق جلالته بدورة ضباط الدروع المتقدمة في فورت نوكس بولاية كنتاكي في الولايات المتحدة الأميركية في العام 1985.
وحصل جلالة الملك على درجة الماجستير في السياسة الدولية من جامعة جورج تاون العام 1989، بعد أن أتم برنامج بحث ودراسة متقدمة في الشؤون الدولية، ضمن برنامج الماجستير في شؤون الخدمة الخارجية.
وقد أضاف جلالته على الدراسة الأكاديمية خبرات عسكرية متنوعة في الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، تدرج بعدها في درب الجندية بعد تخرجه من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، حيث بدأ في الجيش العربي قائداً لسرية في كتيبة الدبابات الملكية/17 العام 1989، وبقي في صفوف العسكرية حتى أصبح قائداً للقوات الخاصة الملكية العام 1994 برتبة عميد، وأعاد تنظيم هذه القوات وفق أحدث المعايير العسكرية الدولية.
وصدرت الإرادة الملكية السامية، بتسمية الأمير عبدالله آنذاك ولياً للعهد، فيما نودي بجلالته ملكاً للأردن بعد وفاة والده، المغفور له بإذن الله، جلالة الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراه، في العام 1999، ليتولى جلالته العهد الرابع للمملكة، معززاً مسيرة بناء الأردن الحديث.
واقترن جلالة الملك عبدالله الثاني بجلالة الملكة رانيا العبدالله في العاشر من حزيران (يونيو) 1993، ورزق جلالتاهما بنجلين هما؛ سمو الأمير الحسين الذي صدرت الإرادة الملكية السامية باختياره ولياً للعهد في 2 تموز (يوليو) 2009، وسمو الأمير هاشم، كما رزق جلالتاهما بابنتين هما؛ سمو الأميرة إيمان وسمو الأميرة سلمى.
ومضت المملكة، بقيادة جلالته وتوجيهاته للحكومات المتعاقبة، نحو إصلاحات جذرية شملت مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، لتجعل من الأردن دولة مؤثرة في المنطقة والعالم، ترتكز على الإنجاز النوعي، وترسيخ الديمقراطية واحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان، وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإدارية، إلى جانب الاستقرار السياسي في المنطقة، ومحاربة الإرهاب والتطرف، ونشر السلم والأمن الدوليين.
ويتصدر رفع مستوى معيشة المواطن الأردني، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة له، جوهر أولويات جلالة الملك، مثلما يؤكد أهمية تكريس مبدأ الشفافية والمساءلة وسيادة القانون، وتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص وتعزيز منظومة مكافحة الفساد، ويشدد دوماً على أهمية التعاون والتنسيق بين جميع المؤسسات.
وعبر جهود مكثفة ودؤوبة بمختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وعلى مختلف المستويات المحلية والإقليمية والدولية، يسعى جلالة الملك إلى تحقيق الأفضل للمواطن الأردني، كما يبذل جلالته جهوداً كبيرة في توضيح المفاهيم السمحة التي ينطلق منها الدين الإسلامي الحنيف، إلى جانب مواصلة جلالته مساعيه من أجل تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز آفاق التعاون مع دول العالم.
وحرص جلالة الملك، منذ تسلمه مسؤولياته الدستورية، على إثراء الممارسة الديمقراطية المتجذرة في الوجدان الأردني، وتوسيع أدوار السلطة التشريعية والارتقاء بها كركن أساس في البناء الديمقراطي للدولة الأردنية، حيث شهد الأردن منذ تولي جلالته مقاليد الحكم، خطوات إصلاحية كبيرة قادها جلالته.
وفي حزيران (يونيو) الماضي، شكل جلالته لجنة ملكية لتحديث المنظومة السياسية، حدد مهمتها وضع مشروع قانون جديد للانتخاب ومشروع قانون جديد للأحزاب السياسية، والنظر بالتعديلات الدستورية المتصلة حكماً بالقانونين وآليات العمل النيابي، وأن تترجم توصيات ومخرجات اللجنة على أرض الواقع ضمن برنامج عمل، في خطوة ملكية لتعزيز وتجذير الحياة الديمقراطية في الأردن.
وعكست تشكيلة اللجنة الملكية، من حيث تنوع شخوصها، حيث ضمت مختلف فئات المجتمع الأردني، وكذلك التيارات السياسية والفكرية، الاهتمام الملكي بضرورة أن تكون مخرجات اللجنة شاملة وذات توافق ورؤى مشتركة للنهوض بمسيرة الوطن نحو الأفضل.
وفي خطاب العرش السامي، الذي افتتح به جلالة الملك الدورة العادية الأولى لمجلس الأمة التاسع عشر، أكد جلالته أن الأردن أمام "محطة جديدة في مسيرة التحديث الشامل، لتحقيق المستقبل الذي يستحقه شعبنا الكريم ووطننا العزيز”، إذ أثبتت التجارب أن الانتقال ضمن برامج واضحة هو الطريق الآمن لتحقيق التحديث المطلوب، مشدداً جلالته "إننا عازمون على السير في هذا الاتجاه بمسؤولية ودون تردد أو تأخير لتعزيز مصادر قوة الدولة مجتمعاً ومؤسسات”.
ويحرص جلالة الملك، في إطار النهج التواصلي لجلالته، على زيارة العديد من مناطق المملكة، ولقاء المواطنين فيها، فيما يشهد الديوان الملكي الهاشمي؛ بيت الأردنيين جميعاً، لقاءات عديدة مع ممثلي الفاعليات الشعبية والرسمية من مختلف المحافظات والقطاعات، تركز بمجملها على سبل تحسين وتطوير الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للمواطنين، حيث عكست هذه اللقاءات تركيز جلالته على الاستماع مباشرة إلى هموم واحتياجات ومقترحات المواطنين.
ولأن ثروة الأردن الحقيقية بأبنائه، يقع الشباب الأردني في صُلب اهتمامات جلالة الملك، ويحظون برعايته ومساندته، كما يؤكد جلالته دوماً ضرورة تحفيزهم وتمكينهم من خلال احتضان أفكارهم ودعم مشاريعهم، لتتحول إلى مشاريع إنتاجية مدرّة للدخل وذات قيمة اقتصادية، حيث تقوم رؤية جلالته على الاستثمار في الإنسان الأردني المبدع والمتميز بعطائه.
وعلى صعيد القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي، والأجهزة الأمنية، يولي جلالة الملك؛ القائد الأعلى للقوات المسلحة- الجيش العربي والأجهزة الأمنية، جُل اهتمامه، ويحرص على أن تكون هذه المؤسسات في الطليعة إعداداً وتدريباً وتأهيلاً، لتكون قادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على أكمل وجه، إضافة إلى تحسين أوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين.
ويكرس جلالة الملك جهوده الدؤوبة مع الدول الفاعلة لتأكيد مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق حل الدولتين، وهي جهود ترافقت مع دعم ملكي متواصل للأشقاء الفلسطينيين على الصعيدين السياسي والإنساني.
ويبذل جلالة الملك جهوداً كبيرة باعتباره وصياً وحامياً وراعياً للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، من منطلق الوصاية الهاشمية على هذه المقدسات، للحفاظ على هويتها العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ودعم وتثبيت سكانها، مسلمين ومسيحيين.-(بترا- مازن النعيمي)