وزير الزراعة وسر هجوم النائب ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
نائب هاجم وزير الزراعة ، وكال في هجومه اتهامات غير صحيحة و موضوعية في حق الوزير . 
و انا صراحة تابعت تصريحات النائب و دققت في تفاصيلها و ما وراء التصريحات ، ولماذا اندلق في اتهام الوزير ؟ 

و هنا لست في معرض الدفاع عن وزير الزراعة .

ولكن ، احيانا تجبر على كتابة و الاعتراف في حقائق تعلمها بحكم عملك الصحفي عن قضية و موقف ، ورأي ما . 

و في سجالات و مشاحنات النواب و الحكومة ، بقدر ما يدلق من اتهامات و يساق في خطاب رنانة وطريقة غليظة ، فان موجة الاتهام 
 تكون بحجم الفأر ، و السبب لو يباح عن سره لانفضح الامر ،وسقط النائب في وحل اتهامه .

وزير الزراعة المهندس خالد حنيفات ، يتهم بالحكمة و الوقار ، ورجل ازمات و شجاع في صناعة القرار و الدفاع عن خياراته . 

و ابشركم سرا، وببساطة شديدة ان سعادة النائب غاضب ؛ لان الوزير في التشكيلات الادارية الاخيرة في وزارة الزراعة 
 نقل قريب للنائب من موقع اداري الى اخر .

و اذا ما الوزير امتلك من سلطة وقرار في النقل و التشكيلات الادارية لمدراء و مستشارين وموظفين ، و اتخذ قرار حاسم و فاصل و ضروري ، 
واتبع نهج التصالح مع القطاعات ذات الشأن و العلاقة مع الوزارة ونشاطها ، ورسم علاقة مصالح متداخلة بما يحترم القانون و يخدم مصالح الجميع مؤسسات و قطاعات ، فلماذا يبقى وزيرا اذن ؟!

النائب زعلان لان قريبه انتقل من ادارة زراعية الى اخرى .. والوزير مشغول فكره في حل ازمة متضرري القطاع الزراعي ، و مشغول في موجة ارتفاع الاسعار العالمية ، و مشغول بالامن الغذائي الوطني ، و مشغول في تسويق المنتج الزراعي الاردني ، و الدبلوماسية الزراعية الناعمة ، ومشغول بازمة المياه و الامطار ، و مشغول بمائدة افطار الاردنيين .

 
ولو افترضنا ان قريب النائب سيعاد تعيينه ، وسيتم ترقيته اداريا ، و يصرف له مكتب وسيارة و سائق و حوافز و علاوات وظيفية ، فماذا سيقول النائب عن الوزير مثلا ؟ 

كم فقدت النيابة من وقارها ، وكم فقدت النيابة من هيبتها ، وكم فقد النواب من اذان تضغي الى خطبهم و كلامهم .. و اخشى ما خشاه ان هذا الانهيار للسلطة التشريعية ، و رمزية و قيمة النواب يكون خطوة نحو ازمة سياسية عارمة ، وازمة انعدام ثقة عميقة بين النواب و الحكومة و الناس . 

نصيحة ، دققوا و انبشوا و احفروا وراء اي تصريح لنائب مهما كان مستواه ومضمونه ، هناك نواب سقطت اسنانهم ، وسقط عرق الحياء من وجوهم ، و نواب امتهنوا الصوت العالي و الرخيص للابتزاز .

كنت اتمنى لو ان النائب كشف عن سر غضبه ، ولماذا هو زعلان من وزير الزراعة ؟ فيكفي ان نهرش في اجسادنا ، ويكفي ان نقضم ما تبقى من امل وحب و ثقة في علاقة الناس مع الدولة والحكومة و السلطة .

نقف احتراما و اجلالا للوزير الجريء و القوي و الشجاع ، والحكيم .. ووزير الازمات و ادارتها ، و نقف في وجه اي حملة غير مبروكة ، و حملة غنيمتها نقل موظف من موقع الى اخر او معاملة غير قانونية يعترض الوزير على تمريرها ، وهناك حكايا للنواب عدم نشرها يكون افضل ، وحتى يبقى للنواب قليل من الاحترام والوقار في نظر اقاربهم و جيرانهم و اولاد حارتهم ، وحارس العمارة ، وموظف الفاليت . 

اعرف ان وزير الزراعة يقف بحكمة و صلابة وراء سياسته وقراراته ، و يا جبل ما يهزك ريح .. و اعرف انه مشغول بما هو اكبر و اهم وادق فيما يواجه الاردن اليوم في قضايا الزراعة و الامن الغذائي وموجة ارتفاع الاسعار العالمية ، والاردن يقف في عين العاصفة يواجه غبار وطين و دموع تملأ الاقليم و العالم .. 

فارس الحباشنة
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences