الأردن يؤكد الدور المهم للأونروا ويرفض محاولات المساس بها
القاهرة 31 تشرين الأول أكد الأردن، أن التشكيك بعمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) ومحاولة المس بكينونتها واتهامها بالإرهاب والتضييق على عمل طواقمها والسعي لإغلاق مقراتٍ لها، لا يمكن أن يتم مقابلته بالصمت.
وشدد الأردن في كلمة ألقاها السفير أمجد العضايلة خلال اجتماع الدورة غير العادية لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين حول الاونروا بطلب من الأردن، على أن مسؤولية المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية ومبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني توجب وضع حد لهذا التجاوز والاستهتار بالقانون الدولي الذي تأسست بموجبه هذه الوكالة الدولية.
وشدد على الدور المهم لـ "الاونروا" وعملها كونها حقاً للاجئين الذين يتم تعريفهم من قبل الأمم المتحدة لا من قبل قواميس دولة الاحتلال التي تخلو من كل ما هو إنساني، وليس في صفحات تاريخها سوى الاعتداءات والحروب والقتل والتشريد.
وأشار العضايلة، إلى حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على دور الاونروا واستمراريتها، منوها بخطاب جلالته في الدورة الأخيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن ما يحدث يجعل الأمم المتحدة ومنظماتها ووكالاتها تواجه أزمةً غير مسبوقة تضرب في صميم شرعيتها، عبر تعرضها لهجوم معنوي وفعلي، "فمنذ قرابة العام، وعلم الأمم المتحدة الأزرق المرفوع فوق الملاجئ والمدارس في غزة يعجز عن حماية المدنيين الأبرياء من القصف العسكري الإسرائيلي، وتقف شاحنات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة بلا حراك، على بعد أميال من فلسطينيين يتضورون جوعا، كما يتم استهداف ومهاجمة عمال الإغاثة الإنسانية الذين يحملون شعار هذه المؤسسة، ويتم تحدي قرارات محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، وتجاهل آرائها.
كما أشار إلى رئاسة الأردن قبل نحو شهر من اليوم اجتماعاً وزارياً لحشد الدعم لـ (الاونروا) وذلك على هامش أعمال الدورة "79" للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وهو ما يأتي ضمن الدعم الكامل الذي تقدّمه المملكة للوكالة والسعي للحشد الدولي لضمان دعمها مالياً وسياسياً وبما يضمن استمرارية دورها الحيوي.
وبين أن الأردن دعا إلى هذا الاجتماع وتقدم بمشروع قرار يدعو إلى تحركٍ عربيٍ جماعي، في ضوء ما يقوده من جهد دبلوماسي مع الدول الشقيقة والصديقة بهدف التصدي لهذه المشاريع التي تمثل تهديداً لقانونية عمل الأونروا، التي تمثّل إرادةً دوليةً وإنسانيةً جامعة، ما يجعل من المساس بها وبحصانتها ودورها اغتيالاً سياسياً لوكالةٍ تحظى بشرعيةٍ أممية.
وشدد العضايلة، على موقف الأردن الرافض والقاطع وإدانته لكل ما يصدر من قوانين غير شرعية وغير قانونية من "كنيست" إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، والمستهدفة وجود وكالة الاونروا، وحصاناتها ومقارها وحظر أنشطتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس الشرقية، داعيا العالم أجمع الى تحركٍ فعلي ودعمٍ حقيقي وخطواتٍ لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني ومنظمات الأمم المتحدة التي تقدّم له الخدمات الإغاثية والإنسانية، وخصوصاً الاونروا التي تقوم بدور لا يمكن الاستغناء عنه.
وأشار، إلى إن هذا الاستهداف الإسرائيلي للأنروا، لا يقف عند محاولات تصفية دور الوكالة الإنساني ولا يكتفي بقطع الدعم المالي عنها، بل إن وراءه سعيا لقتل أمل الشعب الفلسطيني في معالجة قضية اللاجئين، لأن الاونروا مرتبطة بالحق غير القابل للتصرف للاجئين الفلسطينيين المنصوص عليه في القانون الدولي، وقرارات الجمعية العامة، لتحقيق العدالة لهم من خلال تنفيذ قرارات الأمم المتحدة التي تتحدث عن حقهم في العودة والتعويض.