قناة ايرانية تتهم السعودية بالتكسب بسبب قرارات الحج والعمرة
الشريط الإخباري : رصد- نشر موقع قناة العالم الايرانية، تقريرا وصفت فيه اجراءات المملكة العربية السعودية ازاء قرارات رسوم الحج والعمرة بأنها تكسبية.
وتحت عنوان ( هكذا تتكسّب السعودية على حساب زوار مقدسات المسلمين بدعم بن سلمان)، كتبت الصحيفة:
"مليار و90 مليون نسمة، عدد المسلمين حول العالم بحسب آخر الإحصائيات، التي تشير بدورها إلى ارتفاع نسبة المسلمين بشكل كبير، وهو ما يتوضح من خلال الأعداد الهائلة التي تفد إلى الأراضي المقدسة في السعودية، للحج والعمرة.
العالم - السعودية
فالحج، بحسب الشرع الإسلامي فريضة لمن استطاع إليه سبيلاً، والعمرة سنة، وفي الاثنين معاً عظيم الأجر، يسعى المسلمون في مختلف بقاع العالم إلى نيله.
وفيما تفد الملايين من المسلمين كل عام إلى المملكة لأداء مناسك الحج والعمرة، يُحرم ملايين غيرهم من أداء هذه المناسك؛ بسبب ضيق الحال وعدم تمكنهم من توفير مبلغ السفر وأداء المناسك.
وبالرغم من انعدام القدرة المالية لبعض المسلمين، فإنهم يلجؤون لاستدانة تكلفة نفقات السفر إلى السعودية؛ فهمُّهم زيارة الأراضي التي بزغ منها نور الإسلام، الدين الذي يعتقدونه ويؤمنون به.
رؤية 2030 التي أطلقتها السعودية في أبريل 2016، جاءت وبالاً على ملايين المسلمين حول العالم؛ إذ إن بين خططها فرض رسوم عالية على زوار الأراضي المقدسة؛ ما أثار سخط المسلمين حول العالم.
ففضلاً عن تعذر زيارة الملايين لمكة والمدينة بسبب الأجور، يقول أصحاب مكاتب سفر يعتمد عملها على نقل زوار إلى الأراضي المقدسة في السعودية، إنهم تلقوا ضربة قاصمة؛ حيث سيحجم عدد كبير عن أداء العمرة.
– فرض رسم 2000 ريال على المعتمرين
في السعودية، اختلفت آراء الجهات الحكومية المسؤولة حول فرض الرسوم على الحجاج والمعتمرين، بين جهة تدعو لفرض الرسوم على جميع من يقدم لأداء المناسك، سواء الحج أو العمرة، وبين جهة تطالب بفرضها على المعتمرين فقط.
في جلسته التي عُقدت الثلاثاء (26 ديسمبر 2017)، تمسّك مجلس الشورى برأيه حول التباين بينه وبين مجلس الوزراء في شأن الإيرادات غير النفطية، مطالباً بعدم أخذ رسوم من القادمين للحج باعتباره فريضة.
ورأت الحكومة أن يستثنى من الرسوم القادمون للحج للمرة الأولى، في حين تؤخذ الرسوم في حال تكرار الحج، وفي حين لم يوافق "المجلس” على رسوم "الحج”، أكد أخذ رسوم من القادمين للعمرة للمرة الثانية، مشيراً إلى أنه سيرفع توصيته للملك حتى يصدر قراره بشأن التباين بين "المجلسين”، بحسب ما ذكرت صحيفة "الحياة” السعودية.
وينص القرار السعودي، الذي أقر في 2016، على أن كل من أدى العمرة خلال السنوات الثلاث السابقة سيلزم بدفع رسوم التأشيرة الجديدة، البالغة 2000 ريال سعودي (نحو 533 دولاراً).
وأثار القرار حالة من الاستياء، ونقلت وكالة "معا” الإخبارية عن شركات الحج والعمرة في فلسطين، أن القرار الجديد سيحرم الآلاف من أداء العمرة سنوياً. في حين قالت لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة في مصر إن الزيادة الجديدة تشكل عبئاً على الراغبين بأداء العمرة.
وفي تونس أعرب عدد من أصحاب وكالات السفر التونسية، عن استيائهم من هذا القرار الذي من شأنه أن يساهم في تراجع أعداد المعتمرين التونسيين، مؤكدين أنهم فوجئوا بتطبيق هذه الرسوم على راغبي تكرار العمرة.
وفي الجزائر كانت صحيفة "الخبر” الجزائرية شبّهت القرار السعودي بـ”الصاعقة” التي نزلت على وكالات السفر ومن ورائها عُموم الزبائن.
وأكد إلياس السنوسي، نائب رئيس النقابة الوطنية للوكالات السياحية، في تصريحات صحفية، أن عودة السلطات السعودية إلى فرض الضريبة على المعتمرين "أمر سيادي، لا نملك أي آلية لمناقشته أو معارضته رغم التراجع المرتقب في أعداد المعتمرين خلال الموسم الجديد، مقارنة بالموسم الماضي الذي سجلنا فيه عدداً إجمالياً من المعتمرين بلغ حدود 350 ألف معتمر”.
وأكد عاملون في مجال السياحة الدينية من مختلف الدول العربية، أن بدء تطبيق قرار رسوم دخول الأراضي السعودية لمن يرغب بتكرار العمرة أو الحج سيؤدي إلى تراجع كبير في أعداد المعتمرين، وأيضاً سيؤدي إلى ارتفاع تكلفة برامج العمرة، وهو ما سينعكس بالسلب على العديد من شركات السياحة الدينية.
ويشيرون إلى أن أعداداً كبيرة من المسلمين كانوا يستدينون مبالغ السفر إلى الأراضي المقدسة؛ بسبب ضعف قدرتهم المادية، واليوم صار الوضع أصعب كثيراً بعد فرض الرسوم.
– تبناها محمد بن سلمان
وتعول السعودية من خلال رفع ثمن التأشيرات على زيادة إيرادات ميزانيتها، بعد تراجعها بسبب هبوط أسعار النفط التي تعد المورد الأساسي للمملكة، وتكبدها في السنوات القليلة الماضية لخسائر في الجانب الاقتصادي نتيجة ذلك، وفي ظل الضغوط الاقتصادية لجأت السعودية إلى الاقتراض من الخارج، فضلاً عن السحب من احتياطاتها النقدية.
الرسوم الجديدة التي أثارت استياء المسلمين في جميع أنحاء العالم لم تأت من فراغ، بل كانت ضمن مشروع رؤية 2030 التي تبناها ولي العهد محمد بن سلمان.
وقاد بن سلمان تغييرات كبيرة منذ توليه منصب ولي العهد، في يونيو 2017، من بينها الانفتاح في وسائل الترفيه والفنون، وإسقاط قوانين كانت تفرض على المرأة السعودية.
وتشمل تلك التغييرات ضرائب عدةّ في قطاعات الحياة كافة، أبرزها على القادمين الأجانب والمقيمين الذين اختار الكثير منهم مغادرة المملكة بدل دفع مبالغ كبيرة عن كل فرد في العائلة.
لكن قرار فرض رسوم على المعتمرين أكثر قسوة، بحسب المتضررين منه؛ لكونه يحرم الكثيرين من تكرار زيارة المقدسات الإسلامية بالسعودية.
وكان محمد بن سلمان تحدث عن هذه الرسوم في حوار متلفز، مايو الماضي، قائلاً إن سلطات المملكة كانت تفرض من قبل 50 ريالاً سعودياً كرسم على كل تأشيرة عمرة أو حج، وحتى بالنسبة للقادمين لأول مرة.
وأضاف: "هذا القرار لا يستهدف تأشيرات العمرة والحج فقط، بل كل أنواع تأشيرات الدخول”، مشيراً إلى أن مصاريف الحج الأول والعمرة الأولى لكل مسلم تتكفل بها حكومة بلاده ولا يدفع الحاج أو المعتمر أي مقابل، في حين سيدفع الرسم خلال أدائه هذه النسك لثاني وثالث مرة.