النائب ماجد الرواشدة يكتب : الخبز والكرامة والجوع والشهامة..
الشريط الإخباري :
لست أدري أي مقارنة تلك التي اهتدى اليها المسؤولون في بلدي عندما يعجزون عن طرح حلول للمواطن تنقذه من غائلة الفقر والجوع والعطش وفقدان الثقة بكل ما يقال امام شاشات التلفاز وما يعرض من ذوي ربطات العنق التي تعبق بالعطر الفرنسي يتبارون في اناقتها ولباسهم الانيق امام الكاميرات وفي خلفية الصورة نلتفت لنرى جوعا وعطشا وفقرا اكل اللحم وبرى العظم، وحزنا والما من المعاناة والحرمان، وكأنهم يطلون عليه من ابراجهم العاجية لا يستشعرون حاله ولا يعيشون معاناته التي لا تخفى على أحد، عن أي كرامة وعن اي شهامة يتحدثون، فهذا المخزون العميق من ارث الكرامة والشهامة اماتته كل خطط التسويف وكل خطط التنمية التي ماتت في مهدها ولم يلمس لها المواطن اثرا، وتحضرني هنا قصة جحا الفقير وصاحب الطعام المشوي عندما الجأه فقره للوقوف بباب صاحب الطعام يشتم الرائحة فاستكثر عليه صاحب الطعام ان يشم الرائحة مجانا، فاراد ان يطالبه بأجرة الشم للحم المشوي، فكان رد جحا عليه بان اسقط درهما من يده وقال لصاحب المطعم اسمعت شيئا قال: نعم رنين الدرهم، قال هذا هو الثمن فرنين الدرهم مقابل رائحة الشواء.
فعندما يعجز مسؤولونا عند تقديم حلول عملية ملموسة يعزفون على وتر العواطف واستثارة المشاعر، ولكن الكلمات لم تقدم للمواطن حتى قدرا بحصى كالعجوز في قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ارادت العجوز ان تسلي اطفالها بغلي الحصى لأنها أكثر اقناعا من الف قصة ترويها لهم عن الشبع في ليل جوعهم، وعن قادم ايامهم الاجمل، فإقناع الناس بالعزف على وتر الكرامة والشهامة واقناعهم بإسكات الجوع وحل مشكلات المياه والبطالة ومعالجة الفقر لم ترتق لحصى العجوز، لم يستطع مسؤولونا الإعلان صراحة عن عجزهم وعدم قدرتهم على طرح حلول اكثر اقناعا وخلت خزائنهم من الحلول العملية فلم يجدوا الا مخزون العواطف لأنه مخزون لا ينضب، ولان كرامة وشهامة الأردنيين تقف في مساحة المقارنة امام ارقام صادمة للمديونية وامام مؤشرات السعادة المتأخرة على مستوى العالم ودرجة الفقر المائي الشديد، فكل مشاكل المواطن الأردني في طريقها للحل بجرعة عالية من الكرامة وعلاج جديد لم يعرفه العالم اسمه الشهامة.
لك الله أيها الشعب لأنك وحدك من يعلم ان مخزونك من الكرامة والشهامة والاحتمال والصبر فاق كل التوقعات لأنك تؤمن بان الوطن أهم وأكبر واعز مما يتخيلون وأنك تقبض على جمر الصبر لا لشيء الا لأنك ترى في هذا الوطن حياتك ومستقبل ايامك.