النائب ماجد الرواشدة يكتب : سبات المشاريع في وزارة الأشغال العامة..
الشريط الإخباري : معالي وزير االشغال ال ادري كيف يمكن لي ان اتخيل هذا البطء في انجاز المشاريع
وكأنها تسير عكس عقارب الزمن، وال ادري كيف يمكن لمسؤول ان ينام قرير العين
وما زال هناك مسؤوليات ومهام لم تنجز وفق الخطط الموضوعة من قبله، فالمسؤولية
تقتضي اال ينام احدنا وما زال هناك انجاز مطلوب منه، كيف له ان يستشعر براحة في
حين ان مشاريعه غير المنجزة والمتوقفة وغير المتابعة من قبله ما زالت تسبب قلقا وتعبا
وتنغيصا لحياة االخرين، وال ادري اين يمكن ان اجد في قاموس الوظيفة العامة معنى
اتقان العمل واالنجاز بأمانة وإخالص لله أوال وللقسم، فعند وضع اليد على كتاب الله ان
تكون مخلصا لله وللملك وان تقوم بواجباتك بكل امانة، فهذا يعني ان األمانة أصبحت
ثقيلة والحنث باليمين باإلضافة لكونه يستحق عذاب الله هو جريمة امام القانون، وال
ادري يا معالي الوزير كيف لك ان تتخيل ان مشروعا ما يمكن ان يتم إنجازه بدون متابعة
مباشرة وحثيثة من قبلكم ومن قبل كوادر وزارتكم التي تصاب أحيانا بحالة من الجمود
وتدخل في سباتها وتنتظر معجزة االفاقة من هذه الغيبوبة، فهل سيوقظها حادثا كبيرا
تكون ضحاياه من المواطنين بسبب االعمال التي تصاب بالشلل، ويتعثر بها المواطن
صباح مساء، وفي هذا السياق اضرب مثاال من عدة امثلة على مشاريع الوزارة، فطريق
ساكب جرش من الطرق األكثر حيوية في المملكة ألنه المنفذ المباشر للزوار الى محافظة
عجلون من عمان، وشهد هذا الطريق عدة حوادث بسبب عدم االنارة ليال، وهو طريق
سياحي بامتياز ويشهد كثافة سير بسبب عدد الزوار، وباشرت الوزارة بمشروع إلنارته
وتركيب االعمدة ومد الكوابل، اال ان المار بالطريق يشاهد االعمدة الملقاة على الطريق
تنتظر يدا لترفعها وترفق بها من طول السبات على جوانب الطريق، وبدا المشروع وكأنه
لم يعد في حساب الوزارة و الوزير لمتابعة العمل واصابه اإلهمال، وان ربط اإلنجاز
برغبة المقاول يشكل خطرا ثانيا، فمتابعة المقاول هي من اهم الويات الوزارة، فهذا
اإلهمال في المتابعة للمقاول وإنجاز العمل يترك الباب مفتوحا على مصراعيه وتوقع
األسوأ في كل لحظة ال سمح الله، فاألمر ال يحتمل االنتظار وال يوجد أي مبرر لمثل هذا
الصمت وهذا السكون الذي يندرج تحت باب اإلهمال والترهل واالساءة لمعنى الوظيفة
العامة والخدمة العامة.
فبأي وجه سنقابل أولئك المتضررين من عدم استكمال المشروع؟ وبماذا سنجيبهم لو وقع
ما ال تحمد عقباه، عندها ال ينفع ال الندم وال االعتذار وال سوق األسباب غير المقنعة لعدم
متابعة المشاريع وانجازها في زمن معقول، فالهدر في القوت اشد ضررا من هدر المال،
فما بالك ان كان هدرا للوقت وهدرا للمال معا؟ يا معالي الوزير كوادر الوزارة مطالبة
ومن خاللكم ان تتابع هذه المشاريع فالمتضرر الوحيد المواطن وميزانية الوطن وندفع
جميعا ثمن هذا الترهل واإلهمال بشكل باهظ، نتمنى ان نرى ونسمع ما يبدد الشكوك
ويبث االمل بعودة الروح للمشاريع الراقدة او المهملة.