الأردن يحـذر مـن مخططـات الاحتـلال لاجتياح رفـح وتهجيـر الفلسـطينيين
الشريط الإخباري :
عمان، عواصم - ماجدة أبو طير، ميس رضا، وكالات
توالت ردود الفعل الواسعة على احتمالية اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح في قطاع غزة، التي تعد آخر ملاذ للنازحين في القطاع المحاصر، ويعيش فيها حاليا حوالي مليون و400 ألف فلسطيني.
يأتي ذلك بعد الإعلان عن توجيهات أصدرها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لجيشه بالتحضير لإخلاء مدينة رفح وبدء عملية عسكرية فيها، وفقا لبيان لمكتب نتنياهو أمس، وسط تحذيرات من وقوع مجزرة قد تخلف عشرات آلاف من الشهداء والجرحى، إذا بدأت قوات الاحتلال عملية في المدينة التي كانت قد دفعت سكان قطاع غزة إلى النزوح إليها منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لتنفيذ خطط يراد بها تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه تجاوزا لكل الخطوط الحمراء، التي حذر منها مرارا الأردن ودول ومنظمات حول العالم.
واعتبرت عدة دول ومنظمات أن إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح خطة مرفوضة وتنطوي على تهديدات خطيرة للاستقرار الإقليمي وتمثل أمرا كارثيا يدخل المنطقة في مزيد من الصراعات ويشكل تهديدا خطيرا للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
الأردن
وزارة الخارجية وشؤون المغتربين حذرت من خطورة إقدام جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، التي تؤوي عدداً كبيراً من الأشقاء الفلسطينيين الذين نزحوا إليها كملاذ آمن من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وجدد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير الدكتور سفيان القضاة رفض المملكة المطلق لتهجير الفلسطينيين داخل أرضهم أو إلى خارجها، مشدداً على ضرورة إنهاء الحرب على القطاع والتوصل لوقف فوري لإطلاق النار يضمن حماية المدنيين وعودتهم إلى أماكن سكناهم ووصول المساعدات إلى كافة أنحاء القطاع.
كما دعا القضاة المجتمع الدولي إلى ضرورة الاضطلاع بمسؤولياته والتحرك الفوري والفاعل لمنع إسرائيل من الاستمرار بحربها المستعرة، التي تسبب كارثة إنسانية غير مسبوقة، مشدداً على ضرورة اضطلاع مجلس الأمن الدولي بمسؤولياته ودون إبطاء لمنع التدهور الخطير وفرض وقف فوري لإطلاق النار.
فلسطين
عبرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها الشديد وإدانتها واستنكارها للتصريحات التي أدلى بها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بخصوص خطط مواصلة العدوان الإسرائيلي في رفح جنوب قطاع غزة وإخلاء المواطنين الفلسطينيين منها، معتبرةً أن ذلك يشكّل تهديدا حقيقيا ومقدمة خطيرة لتنفيذ السياسة الإسرائيلية المرفوضة التي تهدف إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه. وأضافت الرئاسة الفلسطينية، في بيان صدر عنها، أنها تحمّل حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات ذلك، كما تحمل الإدارة الأميركية مسؤولية خاصة، مشددة على خطورة مثل هذه السياسة التدميرية.
جامعة الدول العربية
حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط من التبعات الخطيرة لقيام الاحتلال الإسرائيلي باستهداف منطقة رفح بقطاع غزة، مُشدداً على أن نوايا الاحتلال بفرض واقع النزوح على مئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين لجؤوا إلى رفح كملاذٍ أخير من الهجمات العشوائية على المدنيين، هي خطة مكشوفة ومرفوضة على طول الخط وتنطوي على تهديدات خطيرة للاستقرار الإقليمي.
ونقل جمال رشدي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، عن أبو الغيط قوله إن دفع مئات الآلاف للنزوح من القطاع هو انتهاك للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فضلاً عما يُمثله من إشعال خطير للموقف في المنطقة.
كما حذر البرلمان العربي بشدة من خطورة اجتياح كيان الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفح جنوب قطاع غزة، التي تؤوي نحو مليون و400 ألف نازح، لجؤوا إليها من مختلف مناطق قطاع غزة، التي تتعرض لعدوان وحشى منذ السابع من أكتوبر الماضي.
منظمة التعاون الإسلامي
أدانت منظمة التعاون الإسلامي تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بخصوص مواصلة العدوان العسكري، ومخطط توسيعه على مدينة رفح جنوب قطاع غزة. واعتبرت المنظمة في بيان صدر عنها، أمس السبت، أن استمرار وتوسيع العدوان العسكري الإسرائيلي يأتي في إطار محاولات مرفوضة للتهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه، محذرة من أن ذلك يأتي في إطار الإبادة الجماعية وسيؤدي إلى كارثة إنسانية ومجازر جماعية. وجددت المنظمة دعوتها المجتمع الدولي، وخصوصا مجلس الأمن الدولي، إلى تحمل مسؤولياته تجاه وقف العدوان الإسرائيلي بشكل فوري وشامل، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كاف ودون شروط إلى قطاع غزة وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
مجلس التعاون الخليجي
أعرب مجلس التعاون لدول الخليج العربية عن إدانته ورفضه الشديد للنيات المعلنة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بشأن اقتحام مدينة رفح في قطاع غزة بعد ترحيل السكان المدنيين قسرا منها.
وقال الأمين العام للمجلس جاسم محمد البديوي، في بيان صدر عنه أمس السبت، «إن هذا العمل الإجرامي الإسرائيلي أو التفكير فيه يهدد بتصعيد مستويات العنف وزعزعة الاستقرار والأمن في المنطقة، ويؤدي إلى المزيد من التدهور والمعاناة للشعب الفلسطيني، ويعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي والمواثيق الإنسانية التي تحمي حقوق الشعوب وسيادتها».
ودعا المجتمع الدولي، في هذا الوقت العصيب، إلى ضرورة العمل الجماعي والتضامن لمواجهة هذه المخططات الإسرائيلية بروح من الوحدة والمسؤولية المشتركة، بشكل يعكس الالتزام العميق بمبادئ السلام والعدل والكرامة الإنسانية، وإلى اتخاذ موقف واضح وموحد رافض لهذه التصرفات يؤكد التزامنا المشترك بالعدالة والسلم الإقليمي والدولي.
السعودية
حذرت المملكة العربية السعودية من التداعيات الخطيرة لاقتحام واستهداف مدينة رفح في قطاع غزة، التي تمثل الملاذ الأخير لمئات الآلاف من المدنيين الذين أجبرهم العدوان الإسرائيلي الوحشي على النزوح.
وأكدت السعودية في بيان، أمس السبت، رفضها القاطع وإدانتها الشديدة لترحيل الفلسطينيين قسريا، مجددة مطالبتها بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، وقالت إن هذا الإمعان في انتهاك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي يؤكد ضرورة انعقاد مجلس الأمن الدولي عاجلا لمنع إسرائيل من التسبب بكارثة إنسانية وشيكة، يتحمل مسؤوليتها كل من يدعم العدوان.
الإمارات
أعربت دولة الإمارات، عن قلقها الشديد من مخططات واستعدادات الجيش الإسرائيلي لشنّ عملية عسكرية في منطقة رفح، جنوبي قطاع غزة، المكتظة بالنازحين الفلسطينيين، ومن الانعكاسات الإنسانية الخطيرة التي قد تتسبب بها العمليات العسكرية.
وحذرت وزارة الخارجية، في بيان لها أمس السبت، من العمل العسكري الذي يهدد بوقوع المزيد من الضحايا الأبرياء، ويؤدي إلى استفحال الكارثة الإنسانية التي يشهدها القطاع.
كما وجدّدت، تأكيد إدانتها الشديدة لأي ترحيل قسري للشعب الفلسطيني الشقيق، وأية ممارسات مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي والإنساني.
ودعت المجتمع الدولي إلى بذل كافة الجهود بدون إبطاء للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار لتجنّب المزيد من تأجيج الوضع في الأرض الفلسطينية المحتلة، وإلى دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.
وجدّدت التأكيد على موقف دولة الإمارات الداعي إلى العودة إلى المفاوضات لتحقيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
الكويت
أعربت دولة الكويت عن قلقها إزاء مخططات قوات الاحتلال الإسرائيلي بمهاجمة مدينة رفح في قطاع غزة وترحيل السكان المدنيين قسرًا منها.
وأوضحت وزارة الخارجية الكويتية في بيان أمس السبت، موقف دولة الكويت الثابت والرافض للممارسات العدوانية ومخططات التهجير ضد الشعب الفلسطيني الشقيق. كما جددت موقفها الداعي إلى ضرورة تحمل المجتمع الدولي ومجلس الأمن مسؤولياتهما في حماية المدنيين الفلسطينيين العزل، وتفعيل آليات المحاسبة الدولية لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية.
قطر
أدانت دولة قطر بأشد العبارات التهديدات الإسرائيلية باقتحام مدينة رفح جنوب قطاع غزة، محذرة من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي أصبحت ملاذا أخيرا لمئات الآلاف من النازحين داخل القطاع المحاصر.
ودعت وزارة الخارجية القطرية، في بيان صدر عنها أمس السبت، مجلس الأمن الدولي إلى تحرك عاجل يحول دون اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح وارتكاب إبادة جماعية في المدينة، وتوفير الحماية التامة للمدنيين بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وأكدت الخارجية القطرية رفض دولة قطر القاطع لمحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني الشقيق من قطاع غزة، مجددة التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من عدالة القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وإقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
الاتحاد الأوروبي
حذّر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، من العواقب الكارثية في حال تصعيد العدوان الإسرائيلي في محافظة رفح جنوب قطاع غزة. وقال بوريل في منشور على منصة «إكس»: «يوجد حاليًا 1.4 مليون فلسطيني في رفح دون مكان آمن للذهاب إليه، ويواجهون المجاعة».
وأضاف أن «التقارير التي تتحدث عن هجوم عسكري إسرائيلي على رفح مثيرة للقلق، وسيكون لذلك عواقب كارثية متفاقمة على الوضع الإنساني المتردي بالفعل وخسائر لا تحتمل في صفوف المدنيين».
اليونيسف
دعت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كاثرين راسل إلى «تجنب التصعيد العسكري الإسرائيلي» في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، التي نزح إليها قسرًا أكثر من 600 ألف طفل وأسرهم، الكثيرون منهم هُجروا أكثر من مرة نتيجة للعدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وقالت راسل إن تصعيد العدوان الإسرائيلي في رفح «التي تئن بالفعل في ظل العدد الهائل من الأشخاص الذين نزحوا من أجزاء أخرى من غزة، سيمثل تحولا مدمرا آخر في الحرب التي تفيد التقارير بأنها أودت بحياة أكثر من 27 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال».
وأضافت مسؤولة منظمة اليونيسف أن «آلافا آخرين قد يلقون حتفهم بسبب القصف الإسرائيلي أو نقص الخدمات الأساسية وزيادة انقطاع المساعدات الإنسانية».
وقالت: «نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة»، مضيفةً أن «وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية سينقذ الأرواح. وسيسمح بتوسيع الاستجابة الإنسانية، ويساعد على توفير أفضل حماية للأطفال الذين أصبحت حياتهم ومستقبلهم على المحك».
الدستور