النائب ماجد الرواشدة يكتب : رمضان ونداء الى من يعنيهم الأمر..
الشريط الإخباري :
بعد أيام قليلة يهل علينا شهر رمضان المبارك، ويأتي رمضان في كل عام يحمل معه مواسم متجددة من الخير والعمل الصالح، ومناسبة مهمة لتذكير اولئك الذين شغلتهم حياتهم او بطونهم او مشاغلهم الدنيوية عن أولئك الذين ينتظرون ما يفيض من الخير لسد حاجة المحتاجين، وكأن الخير مرصود لا يفتح الا في رمضان، ومع ذلك فهناك حاجة ملحة لان نستذكر المطلوب على الصعيد الرسمي من الجهات المعنية بأعمال محددة في شهر رمضان، وهي معنية اكثر من غيرها بهذا العمل، مع ايماننا العميق بان العمل الإيجابي ليس مقصورا على شهر واحد في العام، ونجدد الدعوة الى القيام بأعمال الخير في رمضان وفي غيره من شهور العام.
وفي مقدمة هذه الجهات دائرة الإفتاء الأردنية الموقرة، هي المكلفة رسميا بالإعلان عن غرة الشهور الهجرية وفق قواعد محددة لديها، ولكن السؤال هنا ماذا لو ثبتت رؤية الهلال في دولة شقيقة ومجاورة لا يفصل بيننا وبينها مسافات كبيرة، وتجد الاختلاف في بداية الصوم أصبح مشكلة لدى الكثيرين، فمنهم من يرى انه صام يوما قبل الميعاد واخر يرى انه لم يصم يوما من شهر رمضان، وعليه نتمنى ان تنتهي حالة الاختلاف وتوحيد الرؤية في الإقليم المتقارب لإعطاء الصائمين درجة من الثقة والاطمئنان الى بدء صيامهم وانتهائه.
كذلك وزارة الأوقاف وتهيئة المساجد لصلاة القيام بشكل يعطي للمصلين الشعور بالاطمئنان والتخفيف عن المصلين وخاصة كبار السن لان بعض الوعاظ والائمة لا يراعي ظروف هذه الفئة من حيث الاطالة المخلة بالخشوع، واما ما يلقى في المساجد من دروس في الشهر الفضيل نتمنى ان تتجاوز كثيرا عن احكام الصيام فقط والمفطرات ومبطلات الصوم وصدقة الفطر رغم أهميتها، فنحن لسنا بمعزل عما يجري من حولنا من احداث وخاصة ما يحدث للمسجد الأقصى يوميا من اعتداءات وظلم اهله وحرمان المسلمين من أداء صلاتهم فيه كما يجب، وعليه فالمطلوب من الوزارة ان تخصص دروسا لتوعية الامة بمخاطر يتعرض لها المسجد الأقصى خصوصا ونحن في الأردن نعتز بالوصاية الهاشمية للمسجد الأقصى وحرمه الشريف، وان الأردن هو الدولة الإسلامية والعربية الوحيدة المعنية بهذا المسجد وأهله.
ونتوجه لوزير التربية والتعليم بما اعدت الوزارة من خطط وبرامج للتخفيف عن الطلبة ومدرسيهم في الشهر الكريم بما يمكن الطلبة من الحرص على الدروس وفي نفس الوقت التخفيف من عبء اثار الصيام عليهم، وإعطاء المدارس الوقت الكافي لبدء الدروس والانتهاء منها في وقت مناسب يعطي للأهل فرصة تجهيز أبنائهم للمدارس وخاصة التوافق مع أوقات أبناء العاملات في القطاع العام والقطاع الخاص وتوحيد أوقات الدوام انسجاما مع هذه الظروف.
وفي شهر رمضان تنشط الجمعيات الخيرية وجهات البر في توزيع الطرود الغذائية والعمل على سد حاجة المعوزين في شهر الخير والفضل، ومن هنا نتمنى من تلك الجهات وعلى راسها الهيئة الخيرية الهاشمية ان تراعي المسائل الاتية:
اختيار أصحاب الحاجات الفعلية والتدقيق في المحتاجين وعدم تكرار المساعدة لنفس الجهات وتوزيعها لتشمل مناطق بعيدة لا يسمع صوتها ولا يرى حجم بؤسها الا صدفة، وتحري من وصفهم رب العزة "تحسبهم اغنياء من التعفف" اما الملحين في الطلب فهؤلاء لهم قصة أخرى، وعند التوزيع لا بد من مراعاة مشاعر الفقراء واحترام كرامتهم وانسانيتهم سواء بالمن والاذى او التصوير او دفعهم للتقاطر والوقوف في صفوف منتظرين الطرود في منظر لا يلق بكرامة الانسان الأردني.
والى وزارة الطاقة نوجه النداء والطلب بالتخفيف عن كاهل المواطن الأردني، وهي تعلم علم اليقين حجم الطلب على الطاقة في الشهر الفضيل ومضاعفة الاستهلاك من أنواع الطاقة، فإنها مدعوة وبشدة، للتعاطف والاستجابة لحاجات الناس والمساعدة في التخفيف عنهم في أسعار المشتقات النفطية والكهرباء والنظر الى المواطن بنوع من الاحترام والتقدير لحاجاته التي يفرضها واقع الحال في هذا الشهر المبارك.
واوجه النداء والمناشدة للتجار من أبناء الوطن ان يتقوا الله في المواطن وان يتذكروا الحديث الشريف (التاجر الصدوق الأمين يحشر مع النبيين والصديقين والشهداء)، وان المراهنة على جيب المواطن امر مرفوض شرعا وخلقا ويتنافى وآداب الصيام وأحكامه، فالأسعار المرتفعة واستغلال حاجات الناس امر لا يمت للدين او الخلق بصلة، ارتفاع حالات الغش في السلعة بأشكال مختلفة مستغلين كثرة الطلب في هذا الشهر امر غير مقبول باي شكل من الاشكال، فالصائم ليس جزءا من عمليات المنافسة والاحتكار في التجارة، وليس من الاخلاق الشريفة الاستغلال بكل انواعه واشكاله، فاتقوا الله في أنفسكم أولا وفي المواطن ثانيا.
وفي الختام نتمنى ان يكون شهر رمضان مناسبة نعيد فيها الحسابات ونحاسب النفس بما صنعت وان يكون بداية توبة عن أخطاء نرتكبها بقصد او بدون قصد في حق بعضنا، فنحن في نهاية الامر وفي بدايته، اخوة في وطن واحد وحرصنا عليه لا يتجزأ، ونفتديه بكل غال ونفيس ونحرص على صورة الانسان فيه وكرامته وحقه في الرعاية والاحترام وان نعمل بكل جهد ان يكون المواطن في وطنه حرا كريما بعيدا عن العوز والفاقة في شهر رمضان وفي غيره، وتقبل الله صيامكم وقيامكم جميعا.