حزب أردوغان الحاكم يخسر الانتخابات على رئاسة بلدية إسطنبول
الشريط الإخباري :
إسطنبول: خسر حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الانتخابات على رئاسة بلدية إسطنبول، أكبر المدن التركية، وفقا للنتائج الأولية غير الرسمية.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن أكرم إمام أوغلو من حزب المعارضة الرئيسي، حزب الشعب الجمهوري، انتخب مجددا، وحصل على حوالي 51% من الأصوات بعد فرز جميع الأصوات تقريبا.
وقال أردوغان، ليلة الاثنين، إن تركيا أكملت الانتخابات المحلية بشكل يليق بديمقراطيتها.
وجاءت كلمة الرئيس التركي في خطاب ألقاه من شرفة مقر حزب العدالة والتنمية (الحاكم) بالعاصمة أنقرة، بعد فرز غالبية صناديق الاقتراع في الانتخابات المحلية.
وأوضح أردوغان، أن الشعب التركي أوصل رسالته إلى السياسيين عبر صناديق الاقتراع.
وقال: "أكملنا ولله الحمد الانتخابات المحلية بالشكل الذي يليق بديمقراطيتنا”، وأضاف: "بغض النظر عن النتائج فإن الفائز في هذه الانتخابات هو ديمقراطيتنا وإرادتنا الوطنية”.
واعتبر أردوغان، أن انتخابات 31 مارس/ آذار المحلية تعتبر نقطة تحول، وأوضح: "31 مارس، ليس نهاية المطاف بالنسبة لنا، بل هو في الواقع نقطة تحول”.
وقال إن جميع المقترعين في الانتخابات فازوا في هذه الانتخابات، سواء ممن انتخب حزب العدالة والتنمية أو "تحالف الجمهور” (الأحزاب الحليفة للعدالة والتنمية) أو ممن عززوا قوة صناديق الاقتراع باستخدام حقهم الديمقراطي في الانتخاب.
وأضاف الرئيس التركي، أن حزب العدالة والتنمية، لم يحصل على ما كان يأمله من نتيجة الانتخابات المحلية.
وأكد للشعب التركي أن الحزب سيجري بكل شفافية وشجاعة النقد الذاتي.
وشدد أردوغان، على إبداء حزبه دوما احترام الديمقراطية وما تفرزه صناديق الاقتراع، وقال: "اليوم، نتحرك بنفس الشعور بالمسؤولية، ولا نعترف بأي قوة فوق إرادة الشعب”.
وأعلن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، احتفاظه بمنصبه الذي يشغله منذ عام 2019.
وقال للصحافة مساء "نحن في المركز الأول بفارق أكثر من مليون صوت (…) فزنا في الانتخابات”، موضحا أن هذه النتائج تغطي 96% من صناديق الاقتراع.
وتجمع أنصاره مساء قرب مقر البلدية للاحتفال ملوحين بالأعلام التركية.
في أنقرة، أعلن رئيس البلدية المنتمي أيضا إلى حزب الشعب الجمهوري منصور يافاش، احتفاظه بمنصبه بينما كان فرز الأصوات لا يزال جاريا.
وقال أمام حشد مبتهج من أنصاره "أولئك الذين تم تجاهلهم أرسلوا رسالة واضحة إلى من يديرون هذا البلد”.
بدوره، اعتبر رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر تشكيل معارض في تركيا، أوزغور أوزيل مساء الأحد أن "الناخبين اختاروا تغيير وجه تركيا” بعد 22 عاما من هيمنة حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ.
إلى جانب إزمير (غرب)، ثالث مدينة في البلاد ومعقل حزب الشعب الجمهوري، وأنطاليا (جنوب) حيث بدأ أنصار المعارضة يحتفلون بالنصر في الشوارع، فإن حزب الشعب الجمهوري في طريقه لتحقيق فوز كبير في الأناضول.
ويتصدر الحزب نتائج الفرز الجزئية في عواصم إقليمية يحتفظ بها حزب العدالة والتنمية منذ فترة طويلة.
وفي وقت سابق، قال رئيس لجنة الانتخابات أحمد ينار للصحافيين في أنقرة إن مراكز الاقتراع في الانتخابات البلدية أغلقت أبوابها في مختلف أنحاء تركيا اليوم الأحد.
وذكرت قناة (إن.تي.في) ومحطات إذاعية اليوم الأحد أن فرز الأصوات الرسمي الجزئي أظهر تقدم أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية إسطنبول الحالي ومرشح حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، في انتخابات رئاسة بلدية المدينة.
وأوضحت القناة أن إمام أوغلو حصل على 49.09 بالمئة من الأصوات بعد فرز 3.67 بالمئة من صناديق الاقتراع. وحصل مراد قوروم مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على 42.83 بالمئة.
وأعلن المعارض منصور يافاس احتفاظه برئاسة بلدية العاصمة التركية أنقرة أمام حشد من أنصاره إثر الانتخابات مساء الأحد.
وقال المسؤول المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري "انتهت الانتخابات، وسنواصل خدمة أنقرة وسكانها الستة ملايين بدون تمييز”، في وقت أظهرت نتائج فرز صناديق الاقتراع الذي لا يزال مستمرا، تحقيقه تقدما مريحا للغاية على منافسه الرئيسي.
وسيكون السباق للسيطرة على إسطنبول ومراكز صناعية أخرى بمثابة اختبار لشعبية الرئيس رجب طيب أردوغان، في ظل أزمة تكاليف المعيشة ومرور 10 أشهر على تمديد حكمه لفترة ولاية ثالثة.
ويحق لنحو 61 مليون شخص الإدلاء بأصواتهم في انتخابات اليوم الأحد، ومنهم حوالي مليون ناخب سيدلون بأصواتهم لأول مرة.
وأشار مراقبون إلى وجود حملة انتخابية غير عادلة حيث يستفيد أردوغان البالغ من العمر 70 عاما بموارد أوسع بكثير من جانب الدولة كما يسيطر على 90% من وسائل الإعلام الرئيسية.
ويسعى مرشح حزب الشعب الجمهوري العلماني، عمدة إسطنبول الحالي أكرم إمام أوغلو، إلى الفوز بولاية أخرى.
واستطاع إمام أوغلو في الانتخابات المحلية لعام 2019 انهاء 25 عاما من حكم المحافظين الإسلاميين في إسطنبول.
وفي حال فوز إمام أوغلو بولاية ثانية سيجعل ذلك منه منافسا رئيسيا لأردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقرر إجراؤها في عام 2028 .
وتشير استطلاعات الرأي إلى وجود سباق متقارب بين إمام أوغلو ومنافسه مراد كوروم، وزير التخطيط الحضري السابق من حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه أردوغان.
وتتمتع إسطنبول، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، بوضع خاص لأردوغان لأنها كانت المكان الذي بدأ فيه الرئيس صعوده السياسي.
وعندما خسر مرشح أردوغان في إسطنبول بفارق بسيط في الانتخابات المحلية عام 2019، تحركت حكومة أردوغان بسرعة لإلغاء التصويت.
وبعد إعادة التصويت مرة أخرى، فاز إمام أوغلو بهامش أكبر، ليمنى أردوغان بأسوأ خسارة سياسية.
وحذر المراقبون من خطر الانزلاق إلى "السلطوية” إذا عادت إسطنبول، بميزانيتها السنوية البالغة حوالي 16 مليار دولار، إلى سيطرة حزب العدالة والتنمية.
وقال المحلل السياسي بيرك إيسن إنه "في ظل وجود نظام استبدادي بشكل متزايد في تركيا يعمل على تركيز الموارد في يد الحكومة، تحتاج أحزاب المعارضة إلى الوصول إلى الموارد البلدية من أجل البقاء”.
كما يواجه إمام أوغلو حظرا سياسيا محتملا في قضية منظورة أمام المحكمة، يقول منتقدوها إن لها دوافع سياسية.
وقال المحلل إيسين لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ): "إن إمام أوغلو هو أفضل مرشح للمعارضة، وإذا حقق فوزا آخر، سيكون من الصعب جدا استبعاد إمام أوغلو… وأردوغان يعرف ذلك أيضا”.
وذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن شخصين على الأقل لقيا حتفهما وأصيب 15 آخرون بعد اندلاع أعمال عنف، بما في ذلك استخدام أسلحة نارية، خلال الانتخابات البلدية في محافظتي ديار بكر وسيرت بجنوب شرقي البلاد.
وقال حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، والذي يتمتع بدعم واسع النطاق في جنوب شرقي تركيا، إنه يحقق في أعمال العنف.