مياه الصرف الصحي قنبلة موقوتة في أحياء غزة

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
غزة: في الشوارع والأسواق العامة بمدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، تتدفق مياه الصرف الصحي، الأمر الذي يضاعف معاناة السكان والنازحين، في ظل تراجع مقومات النظافة والصحة العامة، بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
هذه المياه تبعث رائحة كريهة تضيق على الفلسطينيين حياتهم التي يصفونها بالكارثية بفعل الحرب، خاصة في ظل استحالة إغلاق النوافذ لمنع تسلّل الروائح إلى داخل المنازل، خوفاً من تكسرها في حال شنت المقاتلات الحربية غارات جوية قريبة من أماكن سكنهم.
كما أن استمرار تدفق هذه المياه يتسبّب بأمراض تُفاقم الأوضاع الإنسانية الصعبة للسكان والنازحين الذين ينجحون "بصعوبة كبيرة جداً” في الحصول على المياه للاستعمال اليومي والنظافة.نا

ويرجع مسؤولون تدفق المياه العامة في الشوارع إلى نقص الوقود المشغل لمضخات الصرف الصحي.
ورفح واحدة من مدن جنوب قطاع غزة التي تعاني من تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع، حيث باتت هذه الأزمة عامة تطال محافظات القطاع.

معاناة الشتاء

في الوضع الطبيعي، وقبل اندلاع الحرب الإسرائيلية، كانت محافظات قطاع غزة تعاني في فصل الشتاء من غرق شوارع ومنازل بمياه الأمطار، وبسبب تدفق مياه الصرف الصحي من المناهل بفعل سوء البنى التحتية.
وتُفاقم، اليوم، الحرب التي طالت نيرانها وقذائفها البنى التحتية في القطاع من أوضاع شبكات الصرف الصحي.
إلى جانب ذلك، فإن عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل مضخات الصرف الصحي يفاقم من سوء الوضع الإنساني والصحي.
وفجر الأربعاء، أعلنت الخارجية القطرية التوصل لاتفاق هدنة إنسانية في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة "حماس”، بوساطة مشتركة مع مصر والولايات المتحدة، لمدة 4 أيام قابلة للتمديد، سيتم الإعلان عن توقيت بدئها خلال 24 ساعة.
وأكدت حركة "حماس”، في بيان، الأربعاء، أن اتفاق الهدنة الإنسانية يشمل "إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية و الوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالاً وجنوباً”.

مخاطر صحية

وينذر استمرار تدفق مياه الصرف الصحي في الشوارع وبين المنازل بمخاطر صحية تُضاعف من معاناة السكان والنازحين.
قال عدد من الأمهات إن أطفالهن، الذين يقضون بعض الأوقات في الشارع، أصيبوا بنزلات معوية حادة.
وأضاف عدد منهن: "نضطر لتطبيب الأطفال في المنزل بسبب استحالة اصطحابهم للمستشفيات للعلاج”.
وأشارت الأمهات إلى أن عدم توفر المياه اللازمة لتنظيف الجسد والملابس يساهم في انتشار الأمراض التي تنقلها المياه العادمة للأطفال.
وفي سوق تل السلطان، غرب مدينة رفح، سقطت الطفلة دانا جبر (7 أعوام) "سهواً” في بركة مياه عادمة.
والدتها التي كانت تصطحبها معها للسوق وبّختها بخوف، بعد أن ضربت كفيها ببعض قائلة: "لن نستطيع تنظيف هذا في ظل عدم توفر المياه”.
كما تتزامن هذه الأوضاع مع انعدام توفر السيولة لدى المواطنين الذين فقد جزء كبير منهم أعمالهم بفعل الحرب.

عدم توفر الوقود

قال مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا”، توماس وايت، الإثنين: "كان لا بدّ من اتخاذ بعض القرارات الصعبة في ما يتعلق بتحديد الأولويات للمساعدات التي تنقذ الحياة”.
وأوضح أن مياه الصرف الصحي ستستمر بالتدفق إلى الشوارع، حيث لا يمكننا سوى توفير ما يكفي من الوقود لتشغيل المضخات بسعة 55 بالمئة.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences