قراءة في كتاب رئيس الموساد السابق واليكم ابرز المعلومات فيه

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

الاستاذ الدكتور وليد عبد الحي

كتاب صدر منذ ثلاثة شهور تقريبا، مؤلفه رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي السابق يوسي كوهين ، وعنوان الكتاب:
"سيف الحرية،اسرائيل ،الموساد والحروب السرية"
Yossi Cohen-The Sword of Freedom, Israel,Mossad,and the Secret War .Broadside 
 Books.2025

مقدمة ضرورية:
عند قراءة كتاب لرجل عمل 38 عاما في واحدة من اخطر اجهزة المخابرات في العالم، ولديه قناعات توراتية واضحة ويعبر عنها باستمرار وصولا الى حد الوهم بأن الله لا شغل له الا العناية بشعب الله المختار وارض الميعاد، فمن الضروري قراءة الكتاب بافتراضات ثلاثة ساوضح تفاصيلها في العرض :أولا  ان رجل المخابرات يخفي اكثر مما يعلن، وثانيها ان رجل المخابرات المتدين لديه القناعة والقدرة على تبرير الرذيلة وسيتفهمه الله، واخيرا ان الثالوث الفرويدي (الأنا والأنا العليا والهو(ego,super ego ,Id) يتوارى بين سطوره، فهو ينجز بالسر(العقل) ويتمنى لو يعرف الناس ما انجزه(الهو) ويضبطه سيف الأنا العليا حين يحتدم الصراع بين انتظار المكافأة على ما انجز (كأن يكون رئيس وزراء لاسرائيل) وبين حسه الديني العميق.
عرض الكتاب:
يقع متن الكتاب  في 227 صفحة ، و تتوزع على 18 فصلا الى جانب مقدمة وخاتمة ، وسأعرض الكتاب حسب ترتيب فصوله ، لكني اشير الآن وعلى عجالة  لبعض الملاحظات:
أولا: المؤلف: فمن هو يوسي كوهين:
عمل رئيسا لمعهد الاستخبارات والمهام الخاصة(الاسم الرسمي للموساد ) خلال الفترة من 2016 الى 2021، وسبق له ان كان من ضمن قادة وحدة اسرائيلية شاركت في الهجوم على لبنان عام 1982، والتحق بالموساد عام 1983،واصبح رئيسا لقسم الافراد (الاستخبارات البشرية)  في عام 2006 ونائبا لرئيس الموساد عام 2011،ثم مستشارا للامن القومي مع نيتنياهو عام 2016.. ثم من 2016 الى 2021 رئيسا للموساد.
ثانيا: أهم الوقائع التي كشفها- دوره في اتفاقات ابرهام ،وانه يقف وراء الوصول الى الارشيف الخاص بالوثائق الايرانية الخاصة ببرنامجها النووي  والتي أسست لتراجع الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي مع ايران في الفترة الاولى لترامب .،وقاد المفاوضات في مطلع عام 2020 مع دولة الامارات  ، والتي مهدت لعقد اتفاقات ابراهام، كما يشرح دوره في تجنيد عميل اوصلهم لمعرفة مصير الجنود الذين اسرهم حزب الله ، الى جانب اشارات للقاءات له مع زعماء عرب وبخاصة في الخليج.
ثالثا: فلسفته العامة هي  اولوية البشر على التكنولوجيا في العمل الاستخباري- يربط بين العمل الاستخباري والدور الدبلوماسي (العلاقة مع روسيا ومع دول الخليج)، واعجابه بثلاثة شخصيات صهيونية هي بن غوريون وجابوتنسكي ومناحيم بيغن، ويبدي بعض التحفظ تجاه سياسة نيتنياهو بخصوص الاصلاح القضائي،الى جانب ملاحظات ابداها خارج الكتاب حول ادارة عملية التفاوض حول الرهائن.
رابعا: استنتاجات:ما الخلاصة التي نصل لها من قراءة ا لكتاب ،ثم  هل يكون يوسي كوهين هو  رئيس الوزراء الاسرائيلي ؟ او انه سينافس على ذلك؟ انه استفهام انكاري.
عرض الكتاب:
 
 المقدمة:
 يؤكد "كوهين" الارتباط اليهودي بفلسطين ويستعرض "ما واجهه اليهود من معاناة  عبر التاريخ "ثم يسهب في مديح القادة الصهاينة _هرتزل(طرح فكرة الدولة اليهودية) وجابوتنسكي(صاحب فكرة بناء الجدار الحديدي حول الدولة اليهودية) وبن غوريون(محاولة توسيع مفهوم اليهودية كقومية وليس دين فقط)..الخ-، ويصف كوهين نفسه بأن "جينات التجسس والموساد تسري في دمه"،يقول (صفحة 12): نتعلم كيف نتسلل إلى عقول أعدائنا، نُقدّر أساليب تفكيرهم، وغرائزهم الثقافية، ودوافعهم السياسية."، وهو ما يضمن تحقيق النجاح، ويتحدث عن هدية قدمها نيتنياهو لترامب في اول رئاسته الثانية وهي عبارة عن "بيجر ذهبي" كتكريس للعملية الناجحة ضد حزب الله عبر البيجرز، كما يؤكد دوره عام 2018 في سرقة الارشيف النووي الايراني ، ويبدي اعجابا كبيرا بترامب وبعض رجاله مثل مبعوثه للشرق الاوسط ستيف ويتكوف، ويبدي اعجابا بشخصية بوتين(فكلاهما من خلفية مخابراتية )كما يقول. 
ويشير في مقدمته الى السلطة الفلسطينية ، معتبرا ان محمود عباس هو " رجل الأمس"((yesterday’ s man) بما يوحي بانتهاء صلاحيته.(صفحة 17) 
في الفصل الاول( عنوانه : يوم غيَّر العالم) ،وهنا يسرد بداية رد الفعل على هجوم السابع من  اكتوبر،ويتحدث عن الارتباك الذي وقع نتيجه الهجوم، واشار الى ان لديه شكوك منذ زمن في المعلومات -في الكم والكيف- التي تاتي من  غزة.لكنه يقر بنقص معلوماتهم عن شبكة الانفاق، وبخاصة بعد قرار شارون بالخروج من غزة، الى جانب تشككه في فعالية الشين بيت(الامن الداخلي) في هذا الجانب ، ويؤكد ان حجم المعلومات وطبيعتها عن حماس كان ضعيفا او لم تتم الاستفادة منه،  لينتهي الى نصيحة استخبارية هي  ان من قواعد العمل عدم بناء صداقات في عالم الاستخبارات. 
الفصل الثاني:الفرصة الضائعة: يورد لحظة  اعتذاره عن قبول منصب وزير الدفاع في حكومة  نيتنياهو 2022- ويشير الى انه اقترح للرد على  السابع من اكتوبر –الى جانب الرد العسكري- ان يتم فتح معبر لانتقال حوالي مليون فلسطيني الى سيناء،مشيرا الى قلق السيسي ومدير مخابراته من الفكرة  خوفا من  ردة فعل الشارع المصري، بخاصة من زاوية ان تتحول الاقامة في سيناء الى اقامة دائمة ،وانه حاول تعديل الاقتراح بان يحصل على ضمانات أولية بعدم حدوث ذلك بهدف تطمين المصريين . ويبدي تذمره من  تقبل العالم للرواية الفلسطينية للاحداث،  مشيرا الى انه مقابل كل رواية اسرائيلية على " التيك توك " هناك 54 رواية تتبنى الرواية الفلسطينية( مشيرا الى تقرير في مجلة  التايم )، داعيا جهاز الموساد للبحث في كيفية  التصدي لذلك ، ويعيد في هذا الفصل الاشارة الى ما ردده الاعلام الصهيوني في بداية هجوم اكتوبر عن الاغتصاب وحرق الاطفال والتعذيب للمدنيين الاسرائيليين، ويضعها في قالب تراجيدي. وفي هذا الفصل يكرر في اكثر من موقع ان الله اعطى الارض لهم، ثم يشير ولو بشكل عابر الى لقاءاته مع قادة التطبيع العربي - القانوني والواقعي معا- . 
في الفصل الثالث :(خطوط الدم)، يتركز هذا الفصل على سرد خلفيته الدينية ويتحدث عن عائلته واجداده وارتباط البعض منهم بالهاجانة والارغون.
اما الفصل الرابع(ليس للموت سلطان) فيتحدث فيه عن دعوة للسفر الى لندن ، ثم التحاقة بالجيش و اصابته في رجله اليسرى في لبنان خلال مواجهات مع المقاومة ، ويتحدث عن احداث مع والده ووالدته وبعض زملائه في الجيش في قالب  يبدو اقرب الى الدعاية الانتخابية غير المباشرة..
في الفصل الخامس " عشاء لي". يتحدث عن رحلته داخل الموساد وتعيينه ،والافكار التي تناوشته خلال عمله، وهنا يلفت الانتباه لفلسفته الاستخبارية فهو يقول: بأنه  في هذا العالم الاستخباري فإن " كل شخص هو عدو محتمل" ، والسرية هي الغطاء،  ولا يجوز الاطمئنان الى ان شيئا ما لن يحدث، وعليك ان تعيش الاحساس بانك مراقب دائما ، وعليك ادراك  نقاط ضعف الآخرين، وفهم تبعات الانطباع الخاطئ ، بل عليك ان تجمع المعلومات حتى عن ماذا ياكل الاخر، وضرورة فهم سيكولوجية العميل(سواء اكان ضابطا او عالما). مشيرا الى انه يتحدث العربية والانجليزية والفرنسية.
يتناول في الفصل السادس: (المهمة المقدسة) ، وهنا نجده يتحدث عن أحد عمليات الموساد التي قام بها،  فيتناول واقعة محددة هي المتعلقة بشخص أسره حزب الله مع آخر من اصول يمنية ، وكان المطلوب هو هل هما اموات ام احياء  ، وبدأ الحزب يقدم مطالب مقابلهما كما يجري مع حماس في غزة، ويشير هنا الى من ضمن مهام الموساد  جمع المعلومات عن القوات المفقودة ، وهو ما جعله يضع نصب عينه ضرورة   التقرب من رجال قريبين من عماد مغنية،  مشيرا الى احدهم (وضع له اسما هو عبدالله )وعرف ان "عبدالله"  كان يسعى للحصول على المال ولكن في  امريكا اللاتينية، وهنا يكشف احد تكتيكاته الاستخبارية وهو  انه يجند من يريد التعاون ولكنه لا يتقبل فكرة تجنيد اشخاص بالابتزاز.(كأنه يريد خيانة واعية)، واشار الى ان احد رجاله  تخفى في شخصية ارجنتيني يبحث عن تجارة  وشركاء لتجارته ، وتمكن من خلال عبد الله معرفة ان الاسيرين عند حزب الله اموات، ثم يتحدث عن تسليم الجثث ومقتل عماد مغنية بالتعاون الاسرائيلي الامريكي طبقا لرواية ايهود اولمرت، لكن سياق الرواية يوحي بان "عبدالله " كان له نصيب في العملية..ربما.
 في الفصل السابع وعنوانه : طبقا لتقارير اجنبية: فبعد مناقشة اشكالية النظم الديمقراطية في التعاطي مع العمل الاستخباراتي( السرية من ناحية والديمقراطية من ناحية ثانية)  يقول ان " كل ما تفعله الموساد هو شرعي مهما كان"، ثم يشير الى نجاح اسرائيل في التوفيق بين البعدين بدليل ان خمسين الف اسرائيلي  يتقدموا سنويا للالتحاق بالموساد،وأغلبهم من الشباب ،مشيرا الى انه التحق وعمره 22 عاما. ويقول بقدر من الزهو" تلقينا عشرة آلاف سيرة ذاتية للالتحاق بالموساد بعد  نجاحنا في الحصول على الارشيف  النووي الايراني عام 2018، ثم يعود مرة اخرى للكشف عن عقدة "معاداة السامية" محاولا الظهور بمظهر انساني، ويقول في صفحة 86  في توضيح فلسفته الاستخبارية "  أنه يُقدّر حرمة السرية، ولن أفعل شيئًا، في هذا الكتاب أو في أي مجال آخر من مجالات الحياة العامة، يُخالف أو يُهدد أعراف العملية الأمنية الإسرائيلية، وأُكنّ احترامًا كبيرًا لعملائنا ولن أُعرّضهم لمخاطر غير ضرورية.،ويفضل بدلا من ان يكشف هو ان يتستر بعبارة " طبقا لتقارير اجنبية " لان اجهزة المخابرات في العالم  لا تنفي ولا تؤكد اي خبر. ويحاول كوهين في نهاية هذا الفصل ان يصف البعد السيكولوجي الذي يريد ان يشعر فيه الايرانيون فيقول عن ما اسماه "التهديد غير المعلن " ما يلي" :
" أريد من كل عالِم في إيران يتعامل مع القدرات الصاروخية، أو أجهزة الطرد المركزي، أو أي منصات نووية أخرى، أن يكون حذراً من الغرباء ويخشى من ظلالهم، أريده أن يُفكّر ملياً عندما يسمع صوت دراجة نارية في الشارع.،  ويشعر انها قد تكون للموساد، قد يكون هذا موجها لي، صحيح، قد يكون هذا لك. أراكم. آسف لنقل أخبار سيئة، لكنني أسمعكم أيضاً. أُنصت لما تقولون. أعرف ما تُحاولون إخفاءه، حتى لو كنتم تعتقدون أن قلة قليلة من الناس في إيران يعرفون ذلك، فسأكون التالي الذي يعرف، سنخدعك لأننا الموساد، نعرفك، نعرف مكان سكنك، نعرف رقم شقتك، نعرف سيارتك ، نعرف تحركاتك، نعرف ما تعمل عليه، لذا كن حذرًا.". "(صفحة86-87)
ويثني في نهاية الفصل  على حسني مبارك(87) ويتحدث عن مخاطر المشروع النووي الايراني، دون اية اشارة الى المشروع النووي الاسرائيلي...ثم يثير العلاقة بين ايران وكوريا الشمالية،وجعل هدفه هو"المعلومات والاختراق". ويكشف كوهين عمق القلق الاسرائيلي من ايران، وتبدو من صياغاته المباشرة وغير المباشرة " الاعتقاد التام بان ايران هي الخطر الداهم".
ينتقل في الفصل الثامن وعنوانه " فن الغواية" الى سرد رواية  تجنيد احد رجال المشروع النووي الايراني يسميه  "فريد" ممن عمل مع محسن فخر زاده(يعتبره احد ابرز رجال المشروع النووي الايراني)، ويروي كيف سلم فريد مخططات تصنيع أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي تم بيعها لهم من قبل رئيس المشروع النووي الباكستاني، عبد القدير خان،مشيرا انه كان اول من اوصل هذه المعلومة لاسرائيل والغرب.( صفحة 92) ويتحدث عن كاتب ايراني محبط لانه يكتب لكنه غير مشهور..وكيف استثمر نزعة  هذا الكاتب للشهرة  من خلال دعوته الى مهرجان ادبي في جنيف، وتعريفه على بعض المشهورين ،ويخلص للقول بأن " التجسس ليس عملا غير اخلاقي(صفحة 96).
في الفصل التاسع تحت عنوان " راس الرمح" يروي كيفية الحصول على الارشيف النووي ،فبعد التقصي المضني عرفوا مكان وجود الارشيف، لكن النظام الايراني بعد أن عرفنا  نقل مكان الارشيف، وكيف تابع الموساد البحث لمعرفة المكان الجديد، وكانت المشكلة عند الوصول الى المكان الجديد  في كيفية نقل الارشيف في ظل التعقديات الامنية المحيطة بالمكان  وفي ظل قوة الخزائن التي يُحفظ فيها الأرشيف، ويصف كيف تم نقل الارشيف دون تفاصيل،وانه  قام بإبلاغ  نتنياهو بأننا  " سرقنا ما أردناه وهو  55,000 (خمس وخمسون الف) صفحة من الوثائق و183 قرصًا مضغوطًا، تحتوي على 55,000 ملف آخر، بما في ذلك مذكرات ومقاطع فيديو ومخططات وخطط استراتيجية، ويشير الى أن البعض نصحه بأن الأمر قد يستغرق شهورًا لإخراج بعض المواد، لكننا وجدنا ضالتنا.(صفحة 108)
 يستعرض كوهين في الفصل العاشر وعنوانه " رجل في المرآة." ويقول (وهنا يظهر "الهو " المتواري(Id) " قضيت حياتي المهنية دون اسم  واقرب للشبح(ص.113) ، مشيرا لاعجابة بنيتشه  وبالبير كامو، ثم يضيف" ابطالي لا يعيشون في الظل( ص. 114) ويكشف عن نزوعه الميتافيزيقي بالقول : "أفضل أن أعيش حياتي كما لو كان هناك إله وأموت لأكتشف أنه غير موجود، من أن أعيش كما لو لم يكن هناك إله وأموت لأكتشف أنه موجود".، وهو متأثر في هذا المنظور بالحاخام حاييم دروكمان أحد مؤسسي غوش امونيم ومن انصار الاستيطان في الضفة وغزة والجولان. وكان يرى في يوسي كوهين خلافا للآخرين"القائد الطبيعي". ويصف كوهين نفسه بانه ليس مغرورا ولا انانيا.
ثم يتحدث عن ثلاثة زعماء يراهم الاكثر تاثيرا عليه وهم: بن غوريون ،جابوتنسكي، ومناحيم بيغن..وينهي الفصل بتمجيد رئيس موساد سابق عليه(2002-2011) وهو مائير داغان(الذي تم اغتيال عماد مغنية  ومحمود المبحوح وقصف السودان عام 2009 في زمنه). 
وفي اشارة شعرت بانها مقحمة على الموضوع  يتحدث عن العولمة ،ويرى ان العالم يعيش صراعا بين قوى العولمة وبين خصومها( وفي تقديري ان ذلك يكشف بعض القلق الصهيوني من ان العولمة بنزوعها العلماني وتذويبها للولاءات الآلية لحساب الولاءات العضوية (كما يقول دوركهايم) تنتهي لهدم الاساسين اللذين بني عليهما الكيان الصهيوني (الدين والعرق  )،وهو قلق عبر عنه رئيس الورزاء الأسبق شيمون بيريز بقوله  "ان الشاشة ستهزم الكتاب المقدس".
اما الفصل  11 وعنوانه "قوة الطبيعة" فيتحدث فيه عن بعض قيادات الموساد،مثل الحديث عن ظروف المعاناة التي عاشها رئيسه السابق داغان مع اسرته زمن النازية وعن صلته بشارون، وابدى نقدا حادا لداغان بخاصة من زاوية خبراته الاستخبارية، ثم يتحدث عن استقالة داني ياتوم من رئاسة الموساد بعد سلسلة عمليات فاشلة.. ويُذكر ببعض العمليات الناجحة للموساد  مثل اختطاف ايخمان وملاحقة منفذي عملية ميونيخ 1972 من المقاومة الفلسطينية.
كما يعرض لعملية تدمير المفاعل النووي السوري عام 2007(صفحة 134) وكيف استشعرت الموساد دلالات  تحركات شخصيات مهمة بين سوريا وكوريا الشمالية منذ 2004، ثم جاء تقرير في عام 2007 ان المفاعل السوري سيكون قادرا على انتاج اليورانيوم خلال عام، ثم يعود للحديث عن ايران ومشاريعها التي تمثل له  ولداغان  "العدو الاقذر"(صفحة 134)، مشيرا الى تعاون الموساد مع  الوحدة 8200 (المرتبطة بالاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ).
اطلق كوهين عنوان(حقيقة علمية) على الفصل 12 الذي يشرح فيه التحضيرات وجمع المعلومات وجلب اجهزة "روبوت" لاغتيال احد ابرز المشرفين على احد جوانب المشروع النووي الايراني  وبخاصة تعاونه مع كوريا الشمالية( وهو العالم الايراني فخري زاده)،  فقد كان هذا العالم الايراني يرافقه سيارات حراسة ،وتم قنصه بمساعدة الاقمار الصناعية والكومبيوترات... حيث تم تجهيز سيارة  "معطلة متروكة على جانب الطريق"، كما ان كاميرات المراقبة على الطريق تم تعطيلها، وبناء على ذلك يؤكد كوهين ميله لتوسيع توظيف الذكاء الاضطناعي في عمل الموساد، وتشديده على الاهمية القصوى للقسم العلمي والتكنولوجي في الموساد،رغم اشارته في بدايات الكتاب الى اهمية العنصر البشري واولويته.
في الفصل 13 (شطرنج ثلاثي الابعاد)  يتناول التعاون بين اجهزة المخابرات بما فيها  الموساد ،ويسرد بعض الوقائع المرتبطة بداعش في اوروبا،وكيف ابدى استعداده لمساعدة بلجيكيا لمواجهة الهجمات،ويتحدث عن حالات تعاون مع الاستخبارات الاوروبية،كما يقدم عرضا لملابسات عروضه للتعاون مع الاتراك في هذا المجال، كما يستعرض التعاون مع العديد من الدول الاوروبية مثل المانيا وبريطانيا، لكنه لا يقدم معلومات ذات دلالة ،فهو رجل مخابرات اولويته السرية.
في الفصل 14" قل الحقيقة للسلطة"  يحاول عرض فلسفته الامنية في مجال التجنيد، فيقول " عليّ أن أعْرِف القائد الذي أمامي. كيف هو؟ ما هي دوافعه؟ كيف أخترق قلبه أو عقله؟ كيف يمكنني أن أصبح خصمه؟ فغالبًا ما لا تتوفر إجابات هذه الأسئلة على جوجل أو ويكيبيديا، فجمع المعلومات الاستخبارية عن العدو، بدلًا من الحليف المحتمل، له ديناميكية مختلفة تمامًا، وبصفتي مديرًا للموساد، لن أجنّد قائدًا، بل أرغب في معرفة طبيعة تعليماته لمن هم دونه".
وينتقل ليشرح طبيعة عمله وعلاقته بنيتنياهو ثم طبيعة علاقته بالوزراء، ويستعرض انماط القادة بخاصة في الشرق الاوسط-  ثم يعرج على  مقارنات المشكلة الاوكرانية مع علاقات روسيا التاريخية مع دول اوروبية اخرى،ويميل لِلَّمز في جانب سياسات زيلينسكي. ويبرر عدم مساعدة اسرائيل لاوكرانيا لانها "ليست حرب اسرائيل" ثم لضمان تعاون الروس معنا لانهاء المدد العسكري لحزب الله عبر العراق وسوريا(صفحة 172) مقابل امتناع اسرائيل عن مساندة اوكرانيا.وينتقل في هذا الفصل الى عرض  العلاقات الروسية السعودية من خلال العلاقات الدبلوماسية القديمة بينهما ومن خلال النفط وصولا للبريكس، لينتقل لموضوع عملية السلام في المنطقة، فاشار الى اهمية البدء بالخطوات لتمهيدية "السرية"، مشيرا الى التجربة مع السودان والمغرب وبعض دول الخليج، ويؤكد على اهمية تحديد العلاقة والتفهم للصين لانها قوة صاعدة.
اما الفصل 15 " النظام العالمي الجديد"، فيبدأ بشرح اول لقاء له مع بوتين(برفقة نيتنياهو) ويتحدث عن شخصية بوتين(يصفه كلاعب شطرنج) وعن التشابه التاريخي بين اليهود والروس، ثم يعرض سقوط بشار الاسد وكيف قامت اسرائيل بعد ذلك " بالتصرف بشكل حاسم ومدمر في أعقاب تغيير النظام مباشرة، ودمرنا مستودعات الذخيرة السورية، ومرافق الأسلحة الكيميائية، والقدرات البحرية، وأنظمة الدفاع الجوي، بالإضافة إلى دخول المنطقة العازلة التي تحرسها الأمم المتحدة والتي تفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية في مرتفعات الجولان." ثم ينتقل للدور السعودي بخاصه ميله للنزوع السعودي باتجاه  المشاريع النووية خوفا من ايران لا سيما بعد الضربات التي تلقتها  عام 2019 وادت لتعطل نصف طاقتها الانتاجية من النفط. ويشير الى حوار بينه وبين محمد  بن سلمان،وأنه سال بن سلمان عن موقفه من حل الموضوع الفلسطيني ،فقال له اننا لا نعرف الموقف الاسرائيلي ،ثم ان موقف شعبنا يزاد تصلبا ضد اسرائيل.
في الفصل 16" العلاقة الخاصة " يتناول فيه العلاقات الايرانية الامريكية والموقف الاسرائيلي منها بخاصة بعد الضربات الايرانية لاسرائيل  في بداية حرب ال 12 يوما في اكتوبر 2024 وكيف بقي 3 ساعات ونصف تحت الجسر نظرا للفشل في اعتراض الصواريخ الايرانية، ويركز على الحاجة الاسرائيلية الماسة للعلاقة مع امريكا، ويسهب في شرح دور سوزان رايس  وغيرها من الشخصيات الامريكية.بخاصة من رجال السي آي ايه في دعم اسرائيل.
في الفصل 17 :"كسب الحرب ضمان للسلام"  يبدا بالفخر بان اسرائيل تصل الى عدوها مستعرضا اسماء قادة المقاومة وقتلهم.ويردد عبارة لمايك بومبيو"إذا عزلنا ايران تهدأ وتزدهر المنطقة"،ويقول ايران تظن انها مجندة من شعبها ومن الله(نفس تفكيره تجاه اسرائيل )(صفحة 191) ويحدد الهدف المركزي وهو منع ايران من امتلاك السلاح النووي، ويعود للتفاخر بموضوع الارشيف الذي اوصله لوكالة الطاقة النووية. ويسهب في تفاصيل الحياة اليومية التي يراها بائسة  للشعب الايراني. 
وهنا يتحدث كوهين  عن موقف ونظرة  رئيس الامارات العربية محمد بن زايد الايجابية ، وعن قدرة رجال الاعمال الاسرائيليين للذهاب للسعودية للتجارة(صفحة 196) ثم يتناول مشاكل محور المقاومة وصعوبة بناء قيادات بديلة رغم انه اشار الى ان خامنئي رشح ابنه مجتبى ليكون الخليفة ، ويعتقد كوهين  ان حماس ستبقى بعد الحرب الحالية لكنها ستكون اقرب للتنظيم السياسي، ثم  يحدد تصوراته لوضع غزة مستقبلا في مستويات اربعة هي  " أن تخضع غزة للسيطرة الإسرائيلية، عسكريًا ومدنيًا، بحيث إن  أي إرهابي يخرج رأسه من نفق يُمكن القضاء عليه، اما المستوى الثاني فيتضمن اتفاقًا دوليًا يسمح لنا بالتسلل إذا رأينا الحاجة لذلك، بينما يتضمن المستوى الثالث  قوة حفظ سلام، وإشرافًا صارمًا على المساعدات المالية، لمنع وصولها إلى الأيدي الخطأ،  ويصل الى المستوى الرابع وهو بناء  سلطة فلسطينية متجددة.(صفحة 198)،وهنا يشير الى ضعف عباس والى الخلافات بين الفصائل الفلسطينية،ويرى ان مروان البرغوثي هو الاكثر شعبية في فلسطين يليه دحلان لكن تاييده ضعيف. ثم يعود لاعماله الموسادية مشيرا الى دوره في عمليه البيجرز( صفحة 201 ) (وهنا تظهر لغة التفاخر وبكيفية  قد تتضمنها دعايته  الانتخابية المحتملة
في الفصل الاخير ،وهو الفصل 18،  يتحدث عن خسائر اسرائيل االبشرية في معاركها (25 الف واربععمائة قتيل) ثم وصف عام  لبعض الوقائع  وانطباعاته وعروض العمل عليه بعد  تركه جهاز الموساد..
في الخلاصة: يتحدث عن المجتمع الاسرائيلي بخاصة اليهود الارثذوكس ومسالة التحقاهم بالجيش(وهو يطالب بذلك) ويتحدث عن عرب 1948 مؤكدا على دمجهم اذا ارادوا ويطالب بحماية المستوطنين في الضفةالغربية. ويتحدث عن مشاكل المناخ القادمة والتي ستضرب العالم ومنه الشرق الاوسط.

 

 

 


 


 

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences