ما وجه الشبه بين برنامج وزارة السياحة (أردنا جنا) وحسن شاكوش...
الشريط الإخباري : عبدالهادي راجي المجالي
.... هنالك موقع لوزارة السياحة , اسمه (اردنا جنة) ...وعلى الموقع مكتوب : (أردنا جنة وبهواها تغنى ...)
أنا لا أعرف من يضع شعارات الترويج السياحي هذه ؟ ومن هو الذي يضع الأسماء ويخترعها ؟ ..أنت تشعر أنها أغنية (لحمو بيكا) ...أو (حسن شاكوش) , تشعر أن من وضع الشعار واسم البرنامج متأثر إلى حد ما بأغنية : (والله ولعبت يازهر واتبدلت الايام )...أو أنه كان يسهر في شرم الشيخ على أنغام المطربة الشعبية : سماهر ...
..هل هذه هي أصول الجذب السياحي ؟ ....لاحظوا مصر كيف انتجت عنوانا لمشروعها السياحي حين طرحت شعار : (مصر ..البيت بيتك) ..وأنت حين تذهب لهناك حقيقة تشعر بهذا الأمر وتحس أنك في منزلك , لأن كل القوانين هنالك هي مع السائح ...فالأسعار أقل من أسعارنا بكثيير ..والبشاشة لا تغادر وجوه من يعملون في الفنادق , ناهيك عن أنك تحس بأن كل شيء هناك قد سخر لخدمتك ...
المصريون حين طرحوا هذا الشعار ,لم ينتجوه عبثا ..بل هو عبارة ترحيب متداولة في كل أقطار الوطن العربي , وهو إحساس يجتاحك حين تنزل في فنادق القاهرة أو فنادق شرم الشيخ ...وهو يترجم إلى كل لغات العالم , ولايفقد مضمونه أو معناه ...
لدينا هنا طرحوا شعار (الأردن جنة وبهواها تغنى ).....هل دقق أحد في العبارة ودرس تأثيرها ووقعها النفسي على السائح المحلي أو الأجنبي , هل فكر أحد بترجمة عبارة (وبهواها اتغنى) ...؟ هل شاهد من أقاموا الموقع الإلكتروني لهذا المشروع حجم هشاشة التصميم ..وضحالة ترجمة الفكرة , وخلوه من الفيديوهات أو الموسيقى ....أبسط أساسيات التصميم هي أن تضع موسيقاك المحلية وتراثك حين تريد فتح الموقع ...
نحن لدينا مشكلة في السياحة , ومشكلة خطيرة ...هي غياب الترويج الجاذب , فحين تقرأ أحيانا إعلانا لشركة بيبسي أو كوكا كولا , تنصدم حين تعرف أنهم دفعوا لرونالدو (40) مليون دولار لقاء أن يشرب (شفطة كوكا كولا) ...وتنصدم أكثر حين تدرك أن شركة تصميم عالمية أمضت عاما كاملا , وهي تخطط لإنتاج دعاية لمستحضر بودرة أطفال ...الأمور لدينا مختلفة , فالعبارات تكتب عبثا والتصميم طعة وقايمة ...ولو أنهم وضعوا شعار : ( من طين بلادك لط خدادك) لكان أكثر جذبا وجمالا من : ( أردنا جنة) ...
ماذا لو وضعوا شعار : ( دق المهباش يا سويلم) ...ووضعنا سويلم وهي يضرب بالمهباش ! ماذا لو وضعنا : ( لاهجر قصرك وارجع بيت الشعر) .....
في عمان قام شاب أردني قبل أعوام بفتح مطعم صغير في العبدلي للمناسف , الإسم هو من روج المطعم وأنتج إقبالا هائلا عليه ...فقط اطلق عليه اسم (دحبرها) ...(والدحبرة) شكلت لدى البعض أزمة , فهنالك من يجيد (الدحبرة) ..ولديه خبرة واحتراف , وهناك من مازال يحاول أن (يدحبر) ...في النهاية الإسم مجرد تعبير عن واقع المنسف ...
مطعم استطاع أن يوظف الاسم في جذب الزبائن , ووزارة كاملة تركت مورثنا الثقافي واللغوي والفني والإجتماعي , وتأثرت (بحسن شاكوش) ..وأنتجت : ( أردنا جنة وبهواها تغنى) ....
الرأي