طارق المومني يكتب : " الإذاعة والتلفزيون " مرة أخرى...
الشريط الإخباري :
لماذا تصر الحكومات على إلحاق الأذى النفسي ، بالزميلات والزملاء في قطاع الإعلام الرسمي، وتهديدهم بين فترة واخرى بما يسمى بالهيكلة وإشعارهم بعدم الاستقرار الوظيفي ، وكأنهم السبب في مشاكل هذا القطاع ؟
هذا الملف الذي لطالما لوحت به حكومات مختلفة ، عندما يتم الحديث عن إصلاح الإعلام ، وكأن اسهل الطرق للحل إنهاء خدمات الموظفين ونقلهم لوظائف غير تلك التي مارسوها ولا علاقة لها بمهنتهم ، وإلحاق الضرر بهم ، والعبث برزقهم وتصفية الحسابات معهم وهم الذين رتبوا شؤون حياتهم وفق الوضع القائم ، وتناست أنها السبب إذا ما كان هناك خلل ما ، وأن الحل يكمن في غير ذلك وله ابواب أخرى .
الخميس الماضي زار وزير الدولة لشؤون الإعلام وكالة الأنباء الأردنية " بترا " التي نعتز بدورها ونفتخر ، ورعى حفل تكريم ثُلّة من الزميلات الفاضلات والزملاء الأفاضل الذين تميزوا خلال السنوات الثلاث الماضية وحصلوا على جوائز متنوعة مستحقة ، وهي سنة يشكر عليها مدير عام الوكالة ، وطمأنهم على مستقبلهم الوظيفي وأنه لا عبث باستقرارهم ولا تفكير بذلك، وهو أمر حسن يسجل له ، غير أنه اشار إلى أن الهيكلة ربما تكون في مكان آخر وهو مؤسسة الإذاعة والتلفزيون ، وهو أمر فيه عتب شديد عليه ، في وقت نحن بحاجة لرسائل إيجابية تشجيعية غير محبطة ، وربما تناسى أن هذه المؤسسة تضم ثلاث قنوات تلفزيونية وخمس محطات إذاعية متنوعة وشاملة إخبارية وبرامجية ودرامية وغيرها من الفنون الإعلامية ، وطاقم من المراسلين والمصورين والفنيين والاداريين في مختلف مناطق المملكة ، فضلاً عن حضورها بقوة على وسائل التواصل الاجتماعي ، ما يتوجب دعمها والعاملين بها وتشجيعهم ومنحهم ما يستحقون ، لا التلويح بتهديد استقرارهم الوظيفي ، خصوصاً ونحن نرى ما يحصل على وسائل التواصل الاجتماعي من فوضى تستوجب دعم الإعلام المهني المحترف المرئي والمسموع والمقروء والاليكتروني ليؤدي رسالته الوطنية المقدسة في عالم نشهد فيه حجم تأثير الإعلام وقوته .
الإعلام الرسمي بكوادره من المهنيين والمحترفين الذي لطالما تعرض للظلم والتشويه ليس حقل تجارب يستأسد عليه كل من في نفسه غاية ولديه مصلحة وغرض ، فدعوه يعمل ويؤدي رسالته بمهنية وموضوعية ونزاهة ، بعيداً عن تدخلاتكم وقدموا له وللعاملين فيه كل ما يستحق ويجعله متميزاً وسلطة حقيقية، ولا تعبثوا باستقرارهم الوظيفي والمعيشي ، وطرق الاصلاح واضحة لا تحتاج لمناورات حتى لا نقول أكثر .
وللحديث بقية