حمزه الخطيب ابتلعه سيل بطول 250كم بتقصير حكومي وجهود جبارة لرجال الدفاع المدني لأنتشاله ..
الشريط الإخباري :
الشريط الاخباري _ محمود المجالي
هناك في محافظة الزرقاء وفي سيلها الكبير ، على مقربة من العاصمه عمان ، شاب في مقتبل العمر وهو حمزه الخطيب ، خرج مع بداية نزول الأمطار ، يحمل معه في رحلته أحلام وطموحات ودعوات والديه وبينما كان حمزه بسيارته على جسر وادي القمر في مدينة الرصيفه ، فجأة يختفي حمزه عن سطح الجسر، ليذهب به السيل إلى اعماقه ، بعد أن ابتلعه سيل عمره مئات السنين بمسافة إجماليه تقريبا 250كيلو٢
كان الاستهتار وعدم المبالاة، وقلة المتابعة، وانعدام المسؤولية والمحاسبة والعقوبة، سبباً في ترك السيل مهمل ، ينتظر ضحية ليبتلعها، لكي يلفت أنظار المسؤولين الى هذا السيل الذي يفتقد الى أدنى درجات الحمايه للمواطنين والسلامه العامه ولمثله من السيول الكثيرة الموجوده في بلدنا العزيز والمنتشرة هنا وهناك في أرجاء الوطن. منذ سقوط حمزه الخطيب وحتى كتابة هذه الحروف بذل نشامى الدفاع المدني ولا يزالون، جهوداً كبيرة وجبارة لا توصف، لإخراج جثة حمزه من السيل ، في ظروف صعبة ومعقدة.
ورغم ذلك هناك مع الأسف الشديد، من يجلس في بيته أو استراحته ممدّداً رجليه، أو متكئاً على وسادته، أو جالساً في مكتبه الفاخر على كرسيه الوثير، يحتسي قهوته المفضلة، ومنهم من لم يزر المنطقة في حياته كلياً، فكيف بموقع السيل، ولم يشاهد بعينيه العمل الدءوب والمتواصل والجهد العظيم الذي يبذل، وهذا الكم من المعدات المستخدمة والإعداد البشريه الهائله في عملية الإنقاذ لاستخراج الشاب حمزه، وحجم الخطر الذي يهدد اكثر من 2000رجل من نشامى الدفاع المدني وجميع العاملين في الموقع، والصعوبات التي تواجههم، ثم يأتي و( يتفلسف) ويحاول أن يشكك في عمل وجهود رجال الدفاع المدني، ويقلل من إمكانياتهم وقدراتهم، وهذا في رأيي ظلم في حقهم، فإما أن نقابل عملهم وجهودهم وتعريض حياتهم للخطر في كثير من الأحيان بكلمة شكر وتقدير أو كلمة (حلوة) على الأقل، وإما أن نصمت عن هذا الكلام المجحف في حقهم. بعضنا أصبح همه الوحيد، وشغله الشاغل، هو توجيه الانتقادات ينتقد كل شيء وأي شيء (على الفاضي والمليان) ولا ينتقد نفسه في تقصيره في عمله ولا يحب أحداً أن ينتقده. صحيح ليس عيباً أن نستفيد من خبرات الآخرين، إذا استدعى الأمر، إلا أن المسؤولين هم من يقرر متى تكون هذه الاستعانة، ولكن في الوقت نفسه يجب ألا نصدق كل مغرد، سواء من داخل الوطن أو من خارجه، ونأخذ بكلامه ونوليه اهتماماً، بينما لو أحضرت هذا الشخص الذي يستعرض عضلاته إلى الموقع وشاهد بنفسه على الطبيعة، فسيتغير موقفه ورأيه، ولن يستطيع أن يفعل شيئاً أكثر مما يفعله رجال الدفاع المدني وقوات الدرك ، والجهات الأخرى المساعدة والمساندة له، وليست الحالات والظروف متشابهة، فمن ينجح في إخراج أو إنقاذ شخص من سيل ب3كيلو مترات أو خمسة كيلو متر، سيصعب عليه إخراج شخص سقط في سيل بحجم سيل الزرقاء الذي يصل إلى سد الملك طلال ويقدر بمساحه إجماليه لأكثر من 250 كيلو في ظروف طبيعية كحالة السيل الذي سقط فيه حمزه.
إن رجال الدفاع المدني في وطننا الأردن الحبيب كانوا دائماً صمام أمن وأمان ومصدراً للفرح وصنع السعادة بين أبنائه والمقيمين على أرضه، فلهم منا كل التحية والتقدير، ومن فقد حياته منهم أداء لشرف المهمة فإن حياته امتدت في حياة كل من مد إليهم طوق النجاة
(وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) صدق الله العظيم
والدفاع المدني نموذج فريد لاجهزة الدولة الامنية، وقد أدى الامانة، وانحصرت مهماته في الخير والبذل والعطاء فله من كل اردني تحية اجلال واكبار، وعرفان بالجميل.
وابطاله قصص في العطاء والاقدام
والتضحية فعين الله ترعاهم
أختم كلامي بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى أن يلهم والدي حمزه واهله وذويه الصبر والسلوان وأن يجبر كسرهم و مصابهم ويربط على قلوبهم يارب العالمين.